مساهل بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها:

الحكومة المؤقتة أرست قواعد الدبلوماسية الحديثة

الحكومة المؤقتة أرست قواعد الدبلوماسية الحديثة
  • القراءات: 439
شريفة .ع شريفة .ع

قال وزير الخارجية والتعاون الدولي، عبد القادر مساهل، إن الحكومة المؤقتة قادت «الدبلوماسية الثورية، رغم تميزها بخصائص الدبلوماسية الحديثة، ارتكزت على تحديد أهداف من خلال حصر النزاع مع فرنسا المستعمرة»، مشيرا إلى أنها شكلت الخلفية التاريخية للدولة الجزائرية في الدفاع اليوم، عن القضايا العادلة والأمن والاستقرار وتماسك النظام الدولي.

وواصل مساهل في كلمة له في الذكرى الستين لتأسيس الحكومة المؤقتة، المنظم بمقر حزب جبهة التحرير الوطني «الأحرار الستة»، يوم الأربعاء الأخير، أنها سطرت نهج الدبلوماسية الحديثة، حيث مكنت الجزائر من أن «تكون طرفا فاعلا في الدفاع عن المبادئ العادلة وحق الشعوب في تقرير المصير»، فضلا عن إرسائها «سياسة التكوين التي سمحت بظهور مدرسة الدبلوماسية الجزائرية الحقيقية».

وأوضح مساهل، أن القيم الوطنية التي شكلت أسس الثورة الجزائرية، لم «تتوقف يوما عن توجيه السياسة الوطنية» والتي سمحت ـ حسبه ـ للجزائر في «توجيه تقدم كبير على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وقدر المتحدث، أن تأسيس الحكومة المؤقتة، أعطى للجزائر «حق الاعتراف بالشخصية الدولية»، وهو ما سمح بتسليط الضوء على الطابع الدولي لصراع الجزائر مع فرنسا الاستعمارية في مواجهة الطرح المغالط لمشكلة داخلية فرنسية وبالتالي إنكار ثورة الشعب الجزائري وهويته وممثليه».

كمت أوضح أن تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة كان خيارا حتميا مع تطور كفاح التحرر الوطني الذي بلغ صداه الرأي العام الدولي فبرزت مواقف مؤيدة لاستقلال الجزائر، كما أن تأسيس الحكومة المؤقتة كان استكمالا لبناء الصرح المؤسساتي الذي انبثق عن مؤتمر الصومام من خلال إعطاء الجزائر المكافحة جهازا حكوميا يمتلك صلاحيات دولة، ويتمتع بالاعتراف الدولي.

وأشار المتحدث إلى أن الدور البارز الذي لعبته الحكومة المؤقتة كان ثمرة قدرتها على الاستفادة من التجربة الثرية المتراكمة لدى الحركة الوطنية، حيث استطاعت «تعبئة الشعب الجزائري، وإسماع صوت الجزائر المناضلة، وكذا إحباط كل الادعاءات الاستعمارية وتوسيع الدعم الدولي للقضية الوطنية العادلة».

كما ذكر الوزير، بمحاولات الإنكار والتعنت التي قابلت بها فرنسا الحكومة المؤقتة لإطالة عمر الاستعمار، غير أن «إصرار الجزائر على رفض أي فكرة تفاوض على السيادة والوحدة الترابية للجزائر وشعبها، مما جعلها تنجح في فرض توجهها لاستعادة الدولة الوطنية المستقلة وسيادتها على كل ثرواتها».

وفي الأخير، ثمّن الوزير، الدور الذي يقوم به حزب جبهة التحرير الوطني، في تعبئة القوى الوطنية من أجل «توطيد الاستقلال والاستقرار وتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تجسيدا لنداء رئيس الجمهورية الموجه للأمة بتاريخ 20 أوت الماضي».