خلّد الجزائر في "جوهرة"

شمعة جمال علام تنطفئ

شمعة جمال علام تنطفئ
  • القراءات: 978
نوال جاوت نوال جاوت

توفي الفنان الكبير جمال علام، أمس السبت، بعد معاناة طويلة مع المرض بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر ناهز 71 سنة. وكتب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عبر حسابه على "تويتر"، "تلقيت الآن من الفنان الجزائري المغترب صافي بوتلة خبرا محزنا مفاده أن الفنان الجزائري الكبير جمال علام انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة طويلة مع المرض، في أحد مستشفيات باريس عن عمر ناهز 71 عاما".

بهذا الخبر، تفقد الجزائر أحد أعلامها في الساحة الفنية، لا يمكن استخلافه ولا تعويضه وهو صاحب البصمة المتميّزة في عالم الموسيقى، وصاحب القلب الكبير إنسانيا، فكثيرا ما أضفى أجواء المرح في كلّ فضاء يتواجد به، ولم يسبق له أن غاب عن أيّ لقاء رسمي أو شعبي دعي إليه، كما أدخل بأغانيه البهجة والسحر على قلوب عشاقه وكم هم كثيرون.

جمال علام ترجّل أمس، السبت ليلحق بكبار الجزائر الذين سبقوه إلى الحياة الأبدية، تاركا أجمل الذكريات وأنبل المواقف في عزّ أزمته الصحية التي رافقتها الشائعات، وكان في كلّ مرة يخرج من صمته مكذبا الأخبار المتداولة مطمئنا محبيه وأصدقائه، فمن منا لم يستمتع بـ«جوهرة" و«عمي سليمان"، وأغان أخرى مزجت مختلف الطبوع الموسيقية العالمية والجزائرية، وأرضت أذواق المستمعين فوجد القبائلي ضالته، مثلما شنّف آذان الجاهلين للقبائلي بعبارات بسيطة بساطة ابن بجاية الساحرة التي حملها أينما حل وارتحل، شأنها في ذلك شأن الجزائر التي خلّدها في أغانيه، ورفعها عاليا في مختلف المحافل الدولية.

للتذكير، الفنان جمال علام وهو من مواليد عام 1947 بولاية بجاية، ويعتبر من أهم أعلام الموسيقى الجزائرية وأعمدتها، تخرّج من معهد الموسيقى ببجاية غداة الاستقلال، وتتميز أغانيه بالتوزيع المبتكر المنفتح على موسيقى العالم وباستعمال آلات موسيقية كثيرة وبالتجديد والتجريب والتنويع الشديد حتى في الألبوم الواحد كما تتفرد بالألحان الأصلية المتميزة، ويتكامل هذا الإتقان الموسيقي مع الكلمات الملتزمة بقضايا وقيم عديدة مثل التسامح والحرية والعدالة والمحبة والأصالة والنضال ومعاناة المهاجرين والاعتزاز بالتراث والهوية.