لعيد أضحى خال من المخاطر
المختصون يدعون إلى استهلاك صحي للحوم

- 1046

دعا أمين آيت قاسم طبيب عام بالمصلحة الجوارية لبرج الكيفان، إلى التحلي بوعي صحي، وثقافة استهلاكية رشيدة في تناول اللحوم الحمراء خلال هذه الأيام؛ احتفالا بعيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن التخلي عن العادات السيئة في الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء والمواد الدسمة، أمر في غاية الأهمية لاسيما بالنسبة لكبار السن، الذين يعانون من أمراض مزمنة، على غرار الكوليستيرول، السكر والضغط الدموي.
مع كل عيد أضحى مبارك، يجدّد الأخصائيون والأطباء حملتهم التحسيسية المتعلقة بالاستهلاك الرشيد للعديد من المواد التي ما إذا زاد استهلاكها عن الحد المعقول شكلت خطرا على صحة الفرد، لاسيما أن تلك المواد مثل اللحوم، الملح والسكر يزيد الإقبال عليها خلال هذا النوع من المناسبات، حيث إنه من العادات التي تطبع تلك الأيام تحضير الأطباق الغنية بتلك المواد وأنواع الحلويات التي تزيّن مائدة القهوة طيلة أسبوع عيد الأضحى المبارك.
وتتخلل أيام عيد الأضحى المبارك العديد من العادات والتقاليد، على رأسها التحضير المتكرّر لمختلف الأطباق التقليدية، المعروفة بغناها بالمواد الدسمة بسبب كمية اللحوم المستعملة في تحضيرها، بالإضافة إلى عادات قلي اللحوم بشكل متواصل، وعزائم ”الشواء” التي تنظمها العائلات عند قدوم الضيوف، كل هذا يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء خلال أسبوع أو عشرة أيام كاملة بدون انقطاع، بدون إعطاء أهمية لما تخلفه تلك العادات من انعكاسات سلبية على صحة مستهلكيها، فبقدر فوائد اللحوم التي تمد الجسم بالبروتينات الضرورية للجسم، إلا أن مخاطرها عديدة أيضا.
ورغم تلك النصائح والتحذيرات التي يقدمها المختصون في كل مرة، يقول الطبيب، إلا أن الاستهلاك غير الرشيد لايزال يسجَّل مع كل مناسبتي عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك.
وفي هذا الخصوص، أوضح المختص أن الإفراط في تناول اللحوم له مخاطر عديدة، كما أنه يزيد من مخاطر تفاقم السكري، حيث إن ارتفاع نسبة الدهون في الجسم تهدد الإصابة بالسكري وليس كما يعتقد البعض، أن كمية السكر فقط هي التي تصيب الفرد بالسكري. إلى جانب ذلك، أوضح آيت قاسم أن استهلاك اللحوم الحمراء الغنية بالدهون بشكل مستمر، يهدد بانسداد شرايين القلب نتيجة تراكم الدهون على جدرانها، ولهذا يُعدّ من الضروري التخلي عن روتين الاستهلاك اليومي للحوم أو بالأحرى تبنّي عادات أخرى موازية للتخفيف من حدّة ذلك، خصوصا أن هذه المناسبة العظيمة من السنة حوّلها البعض من مناسبة للتقرب من الله إلى إشباع للرغبة في تناول اللحم.
وقال الطبيب إن ارتفاع سعر اللحوم الحمراء على مدار السنة وتعذّر على بعض العائلات استهلاك هذه المادة بشكل متوازن خلال كل أشهر السنة بسبب وضعيتهم المالية التي لا تسمح لهم بذلك، يدفعهم إلى تعويض ذلك الحرمان خلال عيد الأضحى المبارك وتوفير اللحم في البيت بفضل الأضحية، وهذا الاستهلاك المفرط في أيام قليلة، يضيف المتحدث، يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض عديدة.
ولجعل من استهلاك اللحم سلوكا صحيا لا مخاطر فيه، ينصح الطبيب بالانتباه إلى طريقة تحضير اللحم وطهوه، ومن ثم تناوله؛ لجعله غذاء يفيد الجسم لا داء يؤذيه؛ بالاعتماد مثلا على الشّي بدل القلي، وذلك يُعد صحيا أكثر، مع تفادي استهلاك الشحوم بكميات كبيرة بدون التخلي عنها كليا، لأنّ هنا لا بد من الإشارة إلى أن للشحوم أيضا منفعة إذا تم استهلاك كمية قليلة منها بشكل معقول، فهي تمدّ الجسم بالكوليستيرول الجيد، فضلا عن إرفاق طبق اللحم ببعض الخضار المطهوة على البخار، أو بعض الفواكه الطازجة لخلق اعتدال داخل الجسم، مع الممارسة المستمرة للرياضة على أقل شيء المشي، مع الابتعاد قدر الإمكان عن الوصفات التقليدية المشبّعة بالدهون والملح والتوابل والحار، التي تحوّل اللحم من مصدر للبروتين لجسم متوازن إلى قنبلة موقوتة، وإذا تطلّب الأمر وتحتّم استهلاكه على أن يكون بكمية قليلة ومعتدلة.
وفي الأخير، حذّر آيت قاسم من الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية التي ترتفع خلال هذه الأيام نسبة استهلاكها إلى الذروة، حيث تصاحب العائلات عزائم الشواء والقلي والأطباق التقليدية المشبعة بالدهون بالمشروبات الغازية، التي تمنحهم الشعور بالراحة بعد الاستهلاك الكبير للشحوم الذي يصيبهم بالتخمة، لكن من جهة أخرى تعمل هذه المشروبات على رفع نسبة السكري في الدم؛ مما يزيد الطين بلة؛ نظرا لأنّ اللحوم هي الأخرى ترفع من نسبتها داخل الجسم، وبذلك يكون الفرد خلال عيد الأضحى المبارك عرّض حياته للخطر.