تسيء للشعيرة الدينية

مظاهر سلبية تتكرّر كلّ عيد

مظاهر سلبية تتكرّر كلّ عيد
  • القراءات: 1914
❊  رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

اختار بعض المختصين في مجالات مختلفة هذه السنة،على غرار حماية المستهلك والأئمة ومختصين في الوقاية وحتى الجمعيات، الشروع مبكرا في توعية المواطنين لتجنب جملة من المظاهر السلبية التي تتكرر كل مرة وتسيء الى الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.

لعل أولى المظاهر السلبية التي تعوّد عليها المجتمع الجزائري، بل وتحوّلت إلى تقليد في بعض الأحياء الشعبية على غرار حي باب الوادي، ظاهرة المفاخرة بالأضحية التي تسيء بشكل كبير إلى العائلات غير القادرة على اقتنائها، إلى جانب ظاهرة المناطحة والمراهنة والتي تصل حد المقامرة في بعض الأحيان، ويكون من أحد نتائجها السلبية موت الأضحية أو فقدها أحد أعضائها، ناهيك عن آخر صيحات المباهاة التي مست أيضا وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تصوير الأضحية وعرضها للمفاخرة، الأمر الذي يسئ إلى مشاعر الفئة الفقيرة التي لم تتمكّن من الشراء بسبب الغلاء من جهة وضعف القدرة الشرائية من جهة أخرى.

وعن كيفية محاربة هذه المظاهر السلبية، يرى الإمام حسن الجزائري أنّ عيد الأضحى المبارك من الأعياد التي يعظم المسلمون فيها شعائر الله، ويذبحون الأضاحي لله سبحانه وتعالى، لكن ومع كل هذا يقول نجد أن بعض الناس قد اعتادوا على عادات سلبية مع هذه المناسبة العظيمة ومنها القول مثلا أشتريتها حتى أبهج الأولاد ولولا الأولاد ما اشتريتها، لأن ظروفي المادية صعبة، وهنا يقع الكثير من الناس في المحظور وتبطل أعمالهم لأن نياتهم قد انحرفت.

ومن جملة المظاهر السلبية التي استفحلت أيضا بل وتحوّلت إلى تقليد في بعض الأحياء الشعبية، ظاهرة مصارعة الكباش وفي هذا أذية للحيوان ووقوع في القمار المحرم، وهذا لا يجوز في ديننا، يوضح الإمام ويشير إلى أنّ التباهي بالأضحية يوقع صاحبه في الرياء والعياذ بالله، موضّحا أنّ  الغريب أيضا أنّ هذه الشعيرة الدينية تحوّلت مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي إلى مصدر للتنكيت من خلال نشر النكت بخصوص الأضاحي والكباش وهذا استخفاف بشعائر الله مصداقا لقوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

ويؤكّد محدّثنا في السياق، أنّ الأوان حان ليعي أفراد المجتمع جميعا أهمية إنكار هذه المنكرات التي تسيء إلى أعظم شعيرة من شعائر الله وهو العمل الذي عادة ما يبادر إليه الأئمة من خلال منابرهم لتحسيس المواطنين بضرورة ترك هذه التصرفات التي تسيء إلى ديننا.

الأمان تتبنى حملة استباقية

من جملة المظاهر السلبية التي ألفناها قبل وبعد حلول عيد الأضحى المبارك، هي الرمي العشوائي لمخلفات الأضحية، حيث تتحوّل الشوارع والأحياء إلى مفرغات عمومية بسبب ما تخلّفه الأضحية عند اقتنائها، إلى جانب أيضا الرمي العشوائي لبقاياها بعد الذبح، خاصة ما تعلّق منها بجلده الهيدورة، التي تتحوّل إلى مصدر للإزعاج بسبب الرائحة وانتشار الحشرات، الأمر الذي دفع بجمعية الأمان لحماية المستهلك  إلى المبادرة مبكرا إلى توعية الناس بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط.

وحسب حسان منوار، رئيس جمعية الأمان، فإنّ الجمعية شرعت في التحسيس كخطوة أولى بمحطة مترو الجزائر بعد أن وقعّت اتفاقية مع المؤسسة تسمح لها بالقيام بالنشاطات التحسيسية في مختلف محطاتهاـ وبالمناسبة قال للأسف الشديد الجزائري اليوم لا يعرف كيف يستعد للاحتفال بهذه المناسبة الدينية، انطلاقا من هذا يوضّح ارتأينا أن نكسبهم ثقافة استهلاكية من خلال تبني حملة واسعة لتعريفهم كيف يشترون الأضحية ومختلف المراحل التي يجب اتبعاها الى غاية الوصول الى الذبح وكيفية التنظيف.

من جهة أخرى، أوضح محدّثنا أنّ تكرار نفس الأخطاء سنويا، خاصة ما تعلّق منها بالرمي العشوائي لمخلفات الأضحية، جعلنا يوضّح نخطّط لبرنامج عمل يلفت انتباه المواطنين الى أهمية اختيار مكان الذبح وكيفية الذبح وطرق التنظيف والتخزين، بما في ذلك كيفية التنظيف في محاولة لإكسابهم سلوكا حضاريا استهلاكيا يعكس انتماءنا لدين يحثّنا على النظافة.

حوادث خطيرة..

ويرتبط أيضا الاحتفال بعيد الأضحى المبارك سنويا، بجملة من الحوادث على غرار الحروق، وأكثرها شيوعا عملية الشواء العشوائية نتيجة استعمال مادة البنزين، والأخطر منها تواجد الأطفال بالمكان، الأمر الذي يتسبّب في وقوع الكثير من الحوادث الخطيرة.

ومن جملة أيضا الأسباب المؤدية الى وقوع الحوادث في العيد أيضا الطابونا التي عادة ما تعتمد عليها ربات البيوت في  عملية التزليف، ناهيك عما تمثّله قارورة الغاز التي تؤدي بحروق عميقة وتصيب جميع من كان في المنزل، لهذا يقول عمار بونيف رئيس الجمعية الولاية للتوعية ضد الحروق نبادر عشية كل مناسبة دينية  على غرار عيد الأضحى إلى تبني بعض الحملات التحسيسية علّنا نحد من بعض الحوادث  الخطيرة.

من جملة النصائح التي حثّ محدثنا على ضرورة عدم إهمالها، مراقبة تسرب للغاز والحذر عند استعمال الشاليمو الذي عادة ما يؤدي بحروق في الوجه والأيدي ناهيك عن أخذ الحيطة والحذر عند الطبخ بالقدر الضاغط.