الصيانة المستمرة والتعقيم يحدّ من مخاطرها

المكيفّات الهوائية تسبّب الالتهابات الرئوية الحادة

المكيفّات الهوائية تسبّب الالتهابات الرئوية الحادة
  • القراءات: 714
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

يعتمد الفرد خلال موسم الحر، لترطيب الجو بالدرجة الأولى، على المكيفات الهوائية، إذ لا يمكن الاستغناء عنها مطلقا، لدرجة فيها البعض يجعل تشغيلها روتينا عفويا فور الدخول إلى المنزل أو مكان العمل أو حتى داخل السيارة خلال تنقلاته، لكن لهذه الأخيرة تأثيرات سلبية على الصحة، حدثتنا بخصوصها الطبيبة العامة «ب.حياة» بمؤسسة الصحة الجوارية ببرج الكيفان.

تظهر خلال موسم الصيف العديد من أعراض «الانفلونزا» على الكثيرين الذين يتضايقون من الشعور المستمر بالصداع وآلام في المفاصل والظهر وكذا في الحلق، سيلان الأنف.. وضيق في التنفس مثلها مثل الإصابة بالانفلونزا أو بالحساسية، وكلها أعراض يسببها التعرض المستمر والمتكرر للمبردات الهوائية التي تعتبر مشكلا حقيقيا على الصحة العمومية.

بهذا الخصوص، تقول الطبيبة إنّ التعرّض المستمر للمكيّفات الهوائية بات يشكّل مشكلا حقيقيا للناس، لاسيما الذين اعتادوا عليه بشكل يوحي بالقلق، فالبعض بات لهم اليوم هوس المكيفات الهوائية، وذلك لارتفاع في درجة الحرارة وكذا نسبة الرطوبة، إذ تعمل المكيّفات الهوائية من جهة بامتصاص تلك الرطوبة، ثم تحوّلها إلى هواء بارد من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل الفرد يشعر بالانتعاش ولطافة الجو، لكن الاستمرار في تلك العملية على مدار اليوم ولمدة أشهر متواصلة يصيب بأمراض وعلل منها البسيطة على غرار سيلان الأنف أو الشعور بالانسداد على مستوى الجهاز التنفسي وألام في الحلق وشعور بالجفاف، وصولا إلى أمراض خطورة أكثر مثل داء الفيليقيات أو ما يعرف بالالتهاب الرئوي الذي ينجم عن نوع من البكتيريا التي تتكاثر داخل المياه التي تحتويها المكيفات الهوائية عند تلوث مياهها، وهي تمس أكثر الناس هشاشة ككبار السن، الذين لديهم مشاكل سابقة في الجهاز التنفسي كالمدخنين، أو المصابين بضعف المناعة، والذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة.

وعلى صعيد آخر، تضيف المختصة فإن الإدمان على المكيّفات الهوائية دائما ما يحذّر منه الخبراء، فلا يمكن أن ننكر أنّ بعض الحالات وتحت درجات حرارة معينة لا يمكن الاستغناء عن تلك الأجهزة، إذ أنّها تعمل على ترطيب الجو، لكن لابد أن يتم ذلك بعقلانية، بالتهوية بين تارة وأخرى، وعدم التعرض له مباشرة فمثلا من المستحسن في البيت أن يتم تثبيته في مكان بعيد قليلا عن مكان يتم الجلوس لفترات طويلة أو النوم فيها، كما يعد من الضروري تفاديه قدر الإمكان داخل السيارة إذ أمكن، ذلك لأنه في تلك الحالة يقابل مباشرة الوجه وبذلك يكون الفرد أكثر عرضة لسلبياته ما يؤدي إلى الشعور بالصداع وثقل في الرأس.

والجفاف الذي يخلقه المكيف الهوائي هو الذي يشعر الجسم بآلام في الحنجرة، العين وعلى مستوى الأنف، وهو في الحقيقة التهاب لتلك المناطق، يزيد من حدة ذلك التغيرات المفاجئة بين البرودة داخل الأماكن المكيفة وبين الخارج، فتلك الصدمة هي الأخطر وهي التي تزيد من حدة المرض، وهنا ينصح بتعديل المكيف في درجة حرارة معتدلة بين الجو خارجا وداخل الغرفة.

وتقول «ب.حياة» إنّ المكيّفات الهوائية قادرة كذلك على التسبب بالحساسية إذ أن الهواء الذي يخرج من تلك المكيفات في حقيقة الأمر هو هواء مرسكل من الغرفة نفسها التي نتواجد بها، فهنا في حالة وجود بكتيريا في الهواء سوف تحمل مباشرة إلى جهازنا التنفسي.

ولتفادي تلك الأعراض والأمراض بسيطة كانت أو حادة، تقول الطبيبة، أن التركيب وفق المعايير الصحيحة وصيانة تلك الأجهزة كفيل بتفادي مختلف تلك الأمراض، فالمشكل الحقيقي يكمن في الجهاز الملوث أو الذي لا يحتوي على مرشحات «أجهزة التصفية» التي تعمل على تصفية الهواء من الشوائب، فمن الضروري صيانة تلك الأجهزة على أيادي خبراء عند انطلاق كل موسم لتعقيمها وتنظيفها من المياه التي تركد فيها والتي تتلوث مع مرور الوقت.

 

نور الهدى بوطيبة