بلدية مجاز الصفا بقالمة

نموذج البلدية الناشئة

نموذج البلدية الناشئة
بلدية مجاز الصفا بقالمة ت: وردة زرقين
  • القراءات: 2996
وردة زرقين وردة زرقين

تُعتبر بلدية مجاز الصفا من البلديات العاجزة بولاية قالمة، تقع في أقصى شرق الولاية، انبثقت عن البلدية الأم بوشقوف إثر التقسيم الإداري لسنة 1984، وتُعد منطقة رعوية ذات طابع جبلي يستهوي عشاق السياحة الجبلية لتميزها بتنوع التضاريس، كما تُعد بلدية فلاحية لتوفرها على مساحات شاسعة.

تنصب اهتمامات أغلب قاطني البلدية على الزراعة بالدرجة الأولى، وهي تشتهر بإنتاج زيت الزيتون، وتحتوي على 4 معاصر؛ و3 حديثة وواحدة تقليدية، وتُعتبر أيضا من أكبر بلديات ولاية قالمة في تفرق المشاتي، حيث تضم حوالي 14 مشتة و5 تجمعات كبرى، واستفادت في سنة 2016 من تمويل بقيمة 21 مليار سنتيم لفتح المسالك وفك العزلة عن المشاتي، بها سوق جواري بمدخول ضعيف يقدر بـ 230 مليون سنتيم سنويا.

«المساء تنقلت إلى المنطقة وكان هذا الحديث مع رئيس المجلس الشعبي البلدي لمجاز الصفا السيد نوار كليعي.

مشاريع للتزود بمياه الصالحة الشرب

قال رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد كليعي نوار إن البلدية استفادت في إطار البرامج التنموية المحلية لسنة 2018، من ثلاثة مشاريع خاصة بالتزود بالمياه الصالحة للشرب، الأول خاص بالتجمع الريفي بمشتة باجي مختار 2”، ويخص المشروع عملية التوصيل والربط بكلفة تقارب 70 مليون سنتيم. أما المشروع الثاني فيخص توسيع شبكة الماء الصالح للشرب بقرية مقسمية بمبلغ قدره حوالي 70 مليون سنتيم. وأضاف المتحدث أن الأشغال التي انطلقت في شهر جوان المنصرم، تعرف وتيرة متقدمة جدا، بلغت حوالي 80 بالمائة. أما المشروع الثالث فيتعلق بتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب بحي هوشي أحمد بمبلغ قدره 236 مليون سنتيم، وهو تجديد جزئي؛ باعتبار الحي يضم عددا كبيرا من العائلات، كاشفا عن انطلاق المشروع في غضون هذه الأيام. وبخصوص الصرف الصحي خصصت البلدية مشروعا بقيمة حوالي 100 مليون سنتيم من ميزانيتها لقرية مقسمية.

فك العزلة عن المشاتي

يعبر بلدية مجاز الصفا الطريق الوطني الحيوي رقم 16 على مسافة 12 كلم يربط سوق أهراس بعنابة، وعليه فقد استفادت البلدية في إطار المخطط البلدي للتنمية من مشروع قدرت ميزانيته بحوالي مليار و270 مليون سنتيم، يخص تزفيت الطريق الرابط بين مشتة ذراع لعراس ومشتة شعبة الريش على مسافة 2 كلم. وقال المتحدث إن كل الإجراءات تم اتخاذها بهذا الشأن في انتظار اعتماد الميزانية من طرف المراقب المالي.

أما الانشغال الأهم الخاص بالبلدية مركز حسب المتحدث، فيتمثل في الطريق المهترئ للمدخل الغربي، وهو جسر معرض للانهيار على مسافة 20 مترا طولا و6 أمتار عرضا. وأضاف السيد كليعي أن النقص المسجل في الطرقات على مستوى مجاز الصفا، يكمن في فك العزلة عن بعض المشاتي، بحيث استفادت البلدية في إطار برنامج التنمية المحلية لسنة 2017، من 3 طرقات متوسطة لفك العزلة عن البلدية مركز، من بينها الطريق الوطني 116 باجي مختار، مضيفا أن المجلس الشعبي البلدي لبلدية مجاز الصفا يطمح إلى الاستثمار في هذه المنطقة؛ من أجل رفع مستوى التنمية بهذه المنطقة التي تحمل اسم الشهيد البطل الذي استشهد بها. وأوضح رئيس البلدية أنه تم فك العزلة عن جميع المشاتي، لكن وضعية الطرقات تختلف من مشتة إلى أخرى، وتتطلب الصيانة والتزفيت من حين إلى آخر. وبخصوص النقل المدرسي قال إن البلدية تفتقر إلى الإمكانيات، وتعرف نقصا في اليد العاملة.

رفع التجميد عن المشاريع المسجلة

بلغت عملية توصيل بالكهرباء الريفية على مستوى البلدية 95 بالمائة، حيث استفادت مؤخرا من عملية توسيع في الإيصال بالكهرباء بالتجمع الريفي ميهة باردة 1 و2، لفائدة حوالي 35 عائلة جديدة. كما انطلقت العملية بباجي مختار 1 و2، وستنطلق الأشغال في القريب العاجل في مقسمية. أما في مجال الإيصال بالغاز الطبيعي فقال كليعي إن بلدية مجاز الصفا استفادت في 2016 قبل التجميد، من مشاريع كبرى، منها توسيع في التجمع الريفي من باجي مختار إلى ميهة باردة، بحيث تم الإعلان عنها وتمت الاستشارة واتُّخذت كل الإجراءات، أما التجمع الريفي مقسمية فهو مشروع جديد.

وأوضح المعني أنه حسب المعلومات الأخيرة، فقد رُفع التجميد عن هذه المشاريع. وعند انطلاق المشاريع بالتجمعات الثلاثة المذكورة تصل نسبة الإيصال بالغاز على مستوى بلدية مجاز الصفا، إلى 100 بالمائة.

نقص حصص السكن الريفي رغم توفر العقار

في مجال السكن الريفي استفادت البلدية في سنة 2008، من 370 حصة في السكن الاجتماعي، تم توزيع 150 منها في إطار القضاء على البناء الهش والسكن الاجتماعي، وبقيت 220 حصة في طور الإنجاز.

وذكر المسؤول أن البلدية عالجت في إطار قانون 08/15 من سنة 2010 إلى 2017، حوالي 594 ملفا، 168 منها تمت الموافقة عليها و119 ملفا بصدد الدراسة على مستوى البلدية، و221 ملفا مؤجلا لأسباب تقنية أو إدارية. كما تمت معالجة بعض الطلبات الخاصة بالاستفادة من السكن الاجتماعي، حيث استفاد المواطنون خارج المحيط العمراني، من البناء الريفي من أجل القضاء على البناء الهش. كما تم ضبط قائمة من 18 عائلة مستفيدة من السكن الاجتماعي لكنها لم تفرج بعد، حسب قوله، معتبرا وتيرة أشغال إنجاز السكنات الاجتماعية بطيئة جدا.

وفي إطار السكن الريفي قال المسؤول إن البلدية استفادت في سنة 2018 من 20 حصة ريفية، بعد ما تم معالجة الملفات. وتم توزيع مقررات الاستفادة على أصحابها في 05 جويلية الحالي، والعملية بصدد الانطلاق، موضحا أن هذه الحصة تدخل في إطار برنامج 2016، مشيرا إلى أن البلدية لم تلبّ بعد الحاجة إلى السكنات الريفية، وأن آخر حصة استفادت منها كانت في 2014، ومنذ ذلك الحين لم تستفد إلى غاية 2018، مؤكدا أن الإشكال يكمن في منح الحصص رغم توفر البلدية على العقار.

وأشار المتحدث إلى النقص الكبير المسجل في التهيئة العمرانية بالبلدية مركز لاحتوائها على أحياء قديمة، بحيث تفتقر إلى أبسط عمليات التهيئة من ممرات وطرقات، مضيفا أنه في 2017 تم الإعلان عن مشروع تهيئة عدة إحياء بمبلغ قدره 4 ملايير و600 مليون سنتيم، لكنه شمله التجميد قبل أن يتم رفعه للانطلاق في العملية. وبالإضافة إلى ذلك، قال إن الأشغال ستنطلق لتهيئة حي نهوشي بعد الانتهاء من عملية تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب، أما مقر البلدية فهو بحاجة ماسة إلى عملية التهيئة.

ضعف إمكانيات العيادة متعددة الخدمات

تتوفر بلدية مجاز الصفا مركز على عيادة متعددة الخدمات، أما التجمعات الكبرى فتتوفر على قاعات للعلاج، بكل من مقسمية، باجي مختار، القرقارة وعين تحميمين.

وأوضح رئيس البلدية في هذا الصدد، أن العيادة متعددة الخدمات تعرف نقصا فادحا في التجهيزات واليد العاملة، وتُستغل فقط في التلقيح وطب الأسنان. كما لا توجد بها إسعافات أولية بعد نهاية العمل وفي الفترة الليلية. وعلى هذا الأساس، تمت مراسلة مديرية الصحة والسكان بالولاية لطلب فتح العيادة ليلا، ويبقى الانشغال مرفوعا في هذا الأمر، سيما والعيادة تفتقر لأدنى الخدمات.

الافتقار إلى ثانوية

تعرف البلدية اكتفاء في المدارس الابتدائية؛ إذ يوجد بها 6 مدارس تستقبل حوالي 600 تلميذ، بالإضافة إلى متوسطة واحدة تعاني الضغط والاكتظاظ.

وفي هذا الصدد، يطالب مدير المتوسطة، حسب المتحدث، بتخصيص أقسام من المدرسة الابتدائية لمزاولة الدراسة لتلاميذ المتوسطة، في حين يتطلع المجلس الشعبي البلدي بمجاز الصفا، لإنجاز ثانوية تُخصص فيها أقسام تكون ملحقة للمتوسطة، خاصة والبلدية تحتوي على عقار لا يبعد عن المتوسطة.

إمكانية الاستثمار في السياحة الجبلية

المعروف أن بلدية مجاز الصفا بها نسبة كبيرة من غابة جبل بني صالح تمتد على مساحة تقدّر بـ 8054 هكتارا، وتتميز بتوفرها على ثروة غابية ومناظر خلابة، ما يمكّنها من الاستثمار في السياحة الجبلية، الأمر الذي يتطلب تنسيقا بين محافظة الغابات ومصالح أخرى لإنجاز الطرقات وتهيئة المنابع المائية وغيرها.

وأشار السيد كليعي إلى أن البلدية بصدد التشاور والدراسة مع المصالح المختصة في كيفية تجسيد الطلب بطريقة موضوعية.

المطلوب إنجاز مدرجات للملعب

في المجال الرياضي يقول كليعي إنه سيتم فتح مدرسة صغيرة لكرة القدم، حيث استفادت بلدية مجاز الصفا من إعانة مالية معتبرة موجهة لإنجاز ملعب مغطى بالعشب الاصطناعي بمبلغ 4 ملايير و500 مليون سنتيم، وبلغت نسبة الإنجاز به 75 بالمائة.

وفي هذا الإطار، ينتظر المجلس الشعبي البلدي الإفراج من طرف الوصاية، عن المبلغ المطلوب لإنجاز مدرجات للملعب. وقد تمت مراسلتها بهذا الشأن، بحيث تم إعداد بطاقية تقنية له بمبلغ مليار سنتيم، علما أن البلدية تضم جمعية رياضية خاصة بكرة القدم وجمعية الوفاق الخاصة بالكراتي.

وقال رئيس بلدية مجاز الصفا نوار كليعي إن المجالس الشعبية السابقة خصصت المنطقة للنشاط التجاري على مستوى باجي مختار وبوكريشة، منه مشروع المراقبة التقنية للسيارات الذي تم فتحه منذ حوالي سنة، وهو مشروع استثماري ناجح على مستوى الطريق الوطني 16.

أما المشاريع الأخرى فهي تسير بوتيرة بطيئة جدا بسبب التمويلات، منها مصنع للبلاستيك، الجلود، الزيوت النباتية والمواد الحديدية. ومركز ثان للمراقبة التقنية وصناعة الثلاجات خاصة بالمحلات التجارية وغيرها، مؤكدا أنه باستثناء موسم الصيف، فإن البلدية تعاني من نسبة بطالة عالية.