ينعشها زوار البحر

تجارة الطرق تتجدد مع كل موسم صيفي

تجارة الطرق تتجدد مع كل موسم صيفي
  • القراءات: 948
❊نور بوطيبة ❊نور بوطيبة

يظهر، مع كل موسم أو مناسبة، نشاط تجاري جديد يتماشى ومتطلبات المجتمع، ومن بين تلك الأنشطة التجارية الموسمية تظهر على حواف الطرق المؤدية إلى الشواطئ، العديد من الأنشطة التجارية التي تختفي مع اختفاء الموسم، على غرار باعة لوازم البحر وكل اللواحق المتعلقة به، فضلا على آخرين هؤلاء فضلوا الاستثمار في مجال الأكل السريع أو أغذية خفيفة يقتنيها المصطاف قبل نزوله إلى البحر، ليركن آخرون سياراتهم المحملة بالفواكه الموسمية التي لعرضها على زوار البحر.

أكثر ما غير من ملامح الطريق التي تكون على مدار السنة خالية يعمها السكون لا مارة فيها إلا بين تارة وأخرى، يجتازها سائقو السيارات القاصدون لاماكن أخرى، هاهي اليوم تتزين بألوان فسيفسائية، ترسمها تلك المستلزمات للبحر من شراشف وملابس سباحة، وبالونات وألعاب الرمال للأطفال الصغار التي تلمح للمارة قرابة وصوله للشاطئ.

وعلى طريق جولتنا إلى شواطئ شرق العاصمة، اقتربت "المساء" من بعض هؤلاء الباعة الذين يبدوا عليهم انتعاش تجارتهم الموسمية والدليل على ذلك الاختناق المروري الذي خلقه عدد السيارات التي يركنها أصحابها على حواف الطريق للنزول منها والاقتراب من باعة تلك المستلزمات لاقتناء ما يرغبون فيه، بداية كان لنا حديث مع الشاب فيصل، ثلاثيني، أوضح لنا أنه تاجر منذ كان في عمره 15 سنة، إلا أن نشاطه يختلف باختلاف الموسم، وهو ما اعتاد عليه غالبية التجار القاطنون في الأحياء القريبة من البحر باعتبارها مناطق يصعب ممارسة تجارة محددة فيها، إذ أنها تعرف الركود في الأشهر الأخرى من السنة لذا يفضل الأغلبية تغيير النشاط لينتعش في كل مرة تتغير فيها المناسبة وبذلك لا يجد أصحابها مشكل في الترويج لما يعرضونه.

ويبدو أن المنطق كان نفسه بالنسبة لباقي التجار الذين كان لـ"المساء" حديث معهم حيث أبدى الأغلبية تماشيهم مع الحدث وليس غير ذلك، حدثنا فؤاد، 17 سنة، رفقة أخيه الصغير أن الموسم الصيفي يدر على عائلتهم أموالا إضافية تغطي بعض المصاريف خلال الأشهر القادمة، لاسيما مع اقتراب عيد الأضحى زيادة على ذلك الدخول الاجتماعي وفي هذا الصدد قالت إنصاف، مصطافة وزبونة كانت بصدد اقتناء لباس سباحة لابنتها "إن هؤلاء الباعة لا يمكن تصور موسم الصيف دونهم إذ أن المجتمع اعتاد وجودهم فهم يزيدون من بهجة أجواء الموسم بفضل تلك الألوان لبضاعتهم، فضلا عن أنهم يعتبرون المنقذ للعائلات وكذا الشباب الذين لم يخططوا نزولهم إلى البحر ليجدوا عند مرورهم من بهم كل ما يحتاجونها حتى وإن كانت بأسعار ترتفع نسبيا مقارنة باقتنائها من محلات أخرى لكنها تبقى خيار للبعض لاسيما في ظل غياب البديل. إلى جانب تلك الأجواء، خلقت طاولات باعة الفواكه وحتى الشاي والمكسرات هي الأخرى أجواء فريدة من نوعها، استحسنها المصطافون لاسيما في الفترة المسائية خصوصا عندما يغادرون البحر في تلك الفترة ليقتنون وجبات خفيفة بعد يوم متعب في السباحة دون تكبد عناء الطبخ عند الدخول الى البيت.