حجار يؤكد حاجة الجزائر لتطوير الشعبة ويعلن:

فتح مدرسة عليا للرياضيات ببجاية العام القادم

فتح مدرسة عليا للرياضيات ببجاية العام القادم
  • القراءات: 574
ق / و ق / و

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار، خلال إشرافه على افتتاح الدورة السبعين للجنة الدولية ”لدراسة وتحسين تطوير وتعميم تعليم الرياضيات”، أمس، بمستغانم، حاجة الجزائر إلى ”تطوير هذا العلم وتطوير مناهج تعليمه وتعلمه وتوجيه الطلبة نحوه والاهتمام به كعلم أساسي”، معلنا بالمناسبة عن إنشاء مدرسة عليا للرياضيات بولاية  بجاية بداية من السنة المقبلة.

وأوضح الوزير في افتتاح اللقاء الذي يعرف مشاركة 50 خبيرا من 25 دولة أن تطوير تعليم الرياضيات يعد هدفا، دفع دائرته الوزارية إلى فتح كل التخصصات لحاملي بكالوريا رياضيات، مع العمل على تجديد مناهج توجيه الطلبة لترغيبهم وتشجيعهم على الإقبال على هذا التخصص كما تعمل وزارة التعليم العالي، حسب السيد حجار، وبالموازاة مع ذلك، على توفير تكوين مناسب للمكونين عبر جامعات الوطن والمدارس العليا للأساتذة باستعمال أحدث الطرق البيداغوجية.

في سياق متصل، أعلن الوزير عن فتح مدرسة عليا للرياضيات العام القادم ببجاية، مشيرا إلى أّن إنشاء هذه المؤسسة العلمية الجديدة ”يعد عرفانا لمدينة بجاية، نظير ما قدمته من خدمة لتطوير الرياضيات في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي”، مشيرا إلى أن ”هذه المدرسة التي تعتبر مطلبا من مطالب الأسرة الجامعية والبحث  العلمي، ستمكن من تشجيع الطلبة على التوجه نحو هذا التخصص وإنشاء مرجع وطني لهذا العلم واستغلال الفضاء الجامعي الموجود في بلدية ”أميزور” والذي يتوفر على كل التجهيزات ”لكي لا يبقى شاغرا”.

وعن سبب اختيار ولاية بجاية لإنشاء هذه المدرسة، ذكر السيد حجار أن ”هذه المدينة كانت قبلة لطالبي العلم والفنون الجميلة وخاصة الرياضيات من أمثال الايطالي ”لييوناردو دوبيز” الذي درس الرياضيات واكتشف الأرقام العربية والحساب لأول مرة ببجاية، في القرن الثاني عشر، قبل ان يقوم  بنقلها إلى أوروبا”.

وذكر الوزير، في سياق متصل، أن ”التاريخ يطلعنا على مساهمة بلادنا وبقسط وافر في تطوير هذا العلم، خاصة إبان الحقبة الإسلامية، من خلال النقلة النوعية التي أضافتها المدن الجزائرية،

لاسيما تيارت وبجاية وتلمسان وقسنطينة وبونة بعنابة ووهران، كمنارات علمية أثر إنتاجها لقرون في منطقة المغرب العربي وأوروبا”. وأضاف بأن هذه الفترة عرفت أسماء جزائرية في هذا العلم، من أمثال ابن مرزوق الحفيد (1364) ومحمد بن إبراهيم العبيلي (1456) وأبو عبد الله الشريف المعروف بـ«الغربي” (القرن 14 م) وبن قنفذ القسنطيني (1406) والحباك التلمساني(1463) وغيرهم من العلماء الذين قدموا أعمالا جليلة في علم الجبر والحساب والفلك، ولا تزال أعمالهم تدرس إلى الآن بمدارسنا وجامعاتنا”.

الدولة مستمرة في سياسة دعم مجانية التعليم

على صعيد آخر، وخلال لقاء صحفي عقده على هامش الملتقى، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة الجزائرية مستمرة في سياسة دعم مجانية التعليم، موضحا بأنه ”لا يوجد في المرحلة الحالية أي تفكير في تغيير سياسة دعم مجانية التعليم لفائدة الطلبة، وإن كان هناك ربما تفكير في كيفيات تحسين  هذا الدعم”.

وأشار الوزير إلى أن ”مجانية التعليم لا تعني فقط التسجيل في الجامعات والمدارس دون أية رسوم أو حقوق مالية، بل تشمل كذلك توفير كل الشروط والخدمات الجامعية للطلبة من منحة وإطعام ونقل وإيواء وصحة”.

وذكر حجار ”أن هذه الخدمات الجامعية التي يستفيد منها الطلبة في إطار السياسة العامة للدولة، كدولة اجتماعية تختلف من تخصص جامعي إلى أخر وتكلف سنويا ما يزيد عن 700 ألف دينار لكل طالب”

بن تونس: فرصة مثالية لتوحيد القدرات وبناء مجتمع الغد

من جهته أكد الشيخ خالد بن تونس رئيس المنظمة العالمية الصوفية العلاوية المنظمة لهذه التظاهرة ”أن هذا الملتقى فرصة مثالية لإنشاء علاقات بين دول العالم وتوحيد قدراتنا وطاقاتنا وتبادل المعارف والخبرات بينها لتطوير مجتمع الغد وهو مجتمع العيش معا والعمل معا في سلام”.

وأضاف شيخ الطريقة العلوية أن هذا المتلقى ”يدعونا لطرح سؤال ما هي علاقة الرياضيات بالعيش معا خاصة وأن هذا العلم أصبح ينظم حياتنا في كل المجالات دون أن نراه”، مشيرا إلى ”أن تحدي هذا الملتقى هو خلق منهجية حياة ورؤية توحد وتعالج بيداغوجية قائمة على نموذج العيش  والعمل معا”.

ودعا المشاركين في هذا اللقاء إلى ”حمل فكرة السلام والأمل ونشرها في جامعاتهم وبلدانهم لبدء ديناميكية جديدة للعيش معا، التي أصبحت تثمر يوما بعد يوم”.

ويقام الملتقى الدولي الذي ينظم لأول مرة خارج أوروبا، في إطار احتفالات الجزائر باليوم العالمي ”للعيش معا في سلام” المصادف ليوم 16 ماي، وذلك تحت شعار ”الرياضيات والعيش المشترك” ويحضره أيضا أزيد من 110 مفتشا للتربية الوطنية.

وسيتم خلال هذا اللقاء الذي يدوم 5 أيام مناقشة العديد من القضايا التي تخص هذا الميدان العلمي لاسيما ”الرياضيات والعيش المشترك” و«الرياضيات والتنمية المستدامة” و«تاريخ الرياضيات” و«الرياضيات وعلاقتها بالعلوم الأخرى” و«الرياضيات العابرة للحدود وغيرها.

ويساعد هذا اللقاء على خلق ديناميكية جديدة لعلاقة التلميذ والمعلم بمادة الرياضيات وسيساهم في تجاوز الصعوبات، التي تعترض المتلقى وتحول دون فهمه للمادة أو تفاعله معها كالخوف وتأخر التعلم وغيرها، وفق المنظمين.

كما سيتم التطرق إلى إسهامات العلماء المسلمين في تطوير علم الرياضيات بداية من القرن التاسع الميلادي وإلى دورهم البارز في علم الجبر والهندسة والخوارزميات واستحداث الأرقام الجديدة التي هي صلب العلم والتكنولوجيات الحديثة.