بلدية حمام بوغرارة بتلمسان

منطقة سياحية بحاجة إلى تثمين

منطقة سياحية بحاجة إلى تثمين
  • القراءات: 1594
استطلاع:  ل.عبد الحليم استطلاع: ل.عبد الحليم

ساهمت البرامج التنموية التي خصصتها السلطات الولائية لفائدة سكان بلدية حمام بوغرارة في ولاية تلمسان، بمداشرها وقراها وتجمعاتها الحضرية الكبرى، في تحسين الإطار المعيشي للسكان، رغم بعض النقائص المسجلة التي تسعى من خلالها مصالح الدائرة، بمعية المنتخبين المحليين الجدد، لاستدراكها وفك العزلة، خاصة عن تلك القرى التي هجرها سكانها في العشرية السوداء، حيث استفادت من مشاريع محلية خاصة من ميزانية الولاية، تطبيقا لتعليمات والي تلمسان خلال خرجاته الميدانية المتعددة، مما استحسنه السكان بعد نسيانهم لعشرية من الزمن، حسبما نقلناه في هذا الاستطلاع.

تمكنت هذه البلدية التي تضم العديد من القرى وقرابة 14 ألف نسمة، مثل بوركبة، المعازيز، سيد المشهور، أولاد الهواري، أولاد عيسى، أولاد بوهنة، أولاد الزمارة والحجرة الكحلة، من إدراك مكمن النقص، وكانت من أولويات المجلس، إتمام المشاريع الآنية، ثم التفكير في الآفاق المستقبلية لفك العزلة عن المناطق الريفية والمداشر ومشاكل البطالة، وإعادة بعث النشاط الثقافي والرياضي في البلدية.

نقص العقار يرهن المشاريع السكنية

يبقى الشغل الشاغل لسكان بلدية حمام بوغرارة؛ أزمة السكن، حيث أكد رئيس البلدية في تصريح لـ” المساء”، أن بلدية حمام بوغرارة بها 73 سكنا اجتماعيا، 23 منها جاهزة مائة بالمائة، فيما تبقى منها 50 جاهزة بنسبة 90 بالمائة، في انتظار استكمال ما تبقى منها من حيث التهيئة الحضرية، خاصة الخارجية المتمثلة في الأرصفة وقنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، للشروع في عملية إعداد القائمة مع سلطات الدائرة، حيث يناشد ”المير” كل المواطنين ممن لهم الحكمة، مساعدته على  توزيع هذه السكنات وإرضاء أغلبية المواطنين، وأن يتقدموا إلى مكتبه، وأنه مستعد لاستقبال كل مقترحاتهم، لأن البلدية تعاني مشكلا كبيرا في مجال السكن بمختلف صيغه، مقابل عدد الطلبات المقدمة للاستفادة من سكن، فاقت 14 ألف ملف، على حد ـ تعبيره ـ. مشيرا إلى أن الدولة لم تبخل عليهم بمشاريعها في هذا المجال، لكن المشكل الذي يبقى عائقا يتعلق بأزمة السكن، وقد زاد من حدّتها نقص العقار، فالبلدية ـ حسبه - تشهد نقصا كبيرا في الأوعية المخصصة لإنجاز المشاريع سواء كانت ملكا للدولة أو تابعة للبلدية، مضيفا أنه بالرغم من استفادة البلدية خلال سنتي 2015 و2016 من 50 سكنا ريفيا بقرية المعازيز و160 إعانة ريفية، إلا أن هذه الحصص تبقى ضئيلة في انتظار استلام حصص أخرى هذه السنة.

في انتظار تهيئة الطرق والغاز والماء

من جهة أخرى، وأمام المشكل الذي يعيشه سكان البلدية وقراها والذي كرس عزلتها، والمتمثل في الطرق التي أصبحت قديمة، فمع تساقط الأمطار في فصل الشتاء، تتدهور وضعية شبكة الطرق، ومع غياب صيانتها وترميمها تزداد وضعيتها يوما بعد يوم، الأمر الذي أثر بشكل كبير على محيط البلدية، وعلى صحة بعض المواطنين.

حسب رئيس البلدية، ورغم الميزانية  تبقى نوعا ما ضئيلة، إلا أن البلدية قامت بتعبيد حوالي 80 بالمائة من الطرق، في انتظار أن تمس العملية كلا من قريتي سيدي المشهور والمعازيز، بعد الانتهاء من ربط القريتين بشبكتي الغاز الطبيعي وإيصال مياه الشرب، إلى جانب تهيئة شوارع وأرصفة القريتين.

بخصوص تزويد البلدية بالمياه الصالحة للشرب، أكد رئيس البلدية أن هذه الأخيرة تتزود بهذه المادة الحيوية على مدار الساعة، أما فيما يتعلق بقنوات الصرف الصحي، فأضاف المسؤول الأول على البلدية أنه تم إعداد بطاقة تقنية لإعادة تجديد البعض منها على مستوى القريتين ومركز حمام بوغرارة الأم، بنسبة تتراوح بين 20 و40 بالمائة.

في المقابل، تبقى عملية ربط بلدية حمام بوغرارة بشبكة الغاز الطبيعي متواصلة، حيث بلغت نسبتها 70 إلى 75 بالمائة بقرية سيدي المشهور و40 بالمائة بقرية المعازيز. وقد عرفت هذه الأخيرة تأخرا بسبب توقف الشركة المكلفة بذلك لأمور إدارية تم تسويتها مؤخرا، على عكس حمام بوغرارة المركز التي تم ربطها مائة بالمائة، و تتزود  كل العائلات حاليا بهذه المادة. بالنسبة للطاقة الكهربائية، تم توسيعها عبر القريتين، في انتظار استكمال ربط بعض المنازل بهذه المادة في قرية المعازيز المسجلة لدى مديرية الطاقة والمناجم.

كما أكد رئيس دائرة مغنية لـ”المساء”، أن بلدية حمام بوغرارة استفادت  في 2018، في إطار التدعيم الذي تمنحه الدولة للبلديات الرامية إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، من نوعين من البرامج: الأول يتمثل في البرامج المموّلة في إطار المخطط البلدي للتنمية، وهي مخططات سنوية. أما بالنسبة للنوع الثاني، فتخص برامج مموّلة في إطار صندوق التضامن للجماعات المحلية المخصصة لتنمية المناطق الحدودية، حيث ستستفيد  منطقتان من برامج مهمة، لاسيما في مجال تهيئة الطرق، هما قرية سيد المشهور وقرية المعازيز. الربط بالغاز الطبيعي، يمكن قرية سيد المشهور  من الاستفادة من تهيئة الطرق جزئيا كمرحلة أولى، وستستمر العملية في السنوات المقبلة. نفس الشيء بالنسبة لقرية المعازيز التي عرفت في الأيام الأخيرة انفراجا في مجال الربط بالغاز، بعد زيارة وزير الطاقة إلى دائرة مغنية، حيث سيتم إنجاز مشروع نقل الغاز إلى القرية لتستفيد منه أكثر من 500 عائلة، بالتالي فإن تهيئة الطرق ستعرف انطلاقة في هذه السنة لتستمر إلى السنوات المقبلة.

التربية و الخدمات الصحية

من جهته، يشهد قطاع التربية بالبلدية تحسنا كبيرا مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث تحصي البلدية 6 مدارس ابتدائية، منها 3 بحمام بوغرارة المركز واثنتان منها بقرية سيدي المشهور، وابتدائية واحدة بقرية المعازيز، عرفت مؤخرا عدة ترميمات، إلى جانب تزويد جميعها بمدفآت تشتغل بمادة المازوت. بالموازاة مع ذلك، شهدت البلدية مع بداية الموسم الدراسي الحالي فتح ثانوية جديدة تتسع لـ800 مقعد بيداغوجي، ومتوسطة جديدة تتسع لـ600 مقعد.

كما تسجل البلدية 3 مطاعم مدرسية تقدم وجبات ساخنة، في انتظار تزويد 3 مدارس ابتدائية أخرى بهذه المطاعم، وقد تم في هذا الصدد إعداد بطاقة تقنية لإنجازها. وبخصوص النقل المدرسي، طرحت بعض المشاكل منها، لكن بنسبة ضئيلة جدا مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث يوجد بالبلدية 5 حافلات لنقل حوالي 450 تلميذا بمختلف الأطوار التعليمية، منها حافلتان مخصصتان لحمام بوغرارة المركز و3 حافلات لقريتي سيدي المشهور وقرية المعازيز، والتي تغطي ما نسبته 90 بالمائة. خصصت البلدية للتلاميذ الذين ينتقلون عبر حافلات النقل المدرسي مبلغا  رمزيا يقدر بـ5 دج، يدخل في إطار الصيانة حال تعطّل هذه الحافلات، في حين يبقى الشغل الشاغل لشباب سكان بلدية حمام بوغرارة؛ إنجاز مركز للتكوين المهني والتمهين، لاستقطاب الشباب الذين انقطعوا عن الدراسات في مختلف المستويات والحصول على شهادة تكوين تؤهلهم إلى ولوج  عالم الشغل. بالنسبة لواقع الصحة وتقريبها من المواطن، والذي طرح بحدّة على مستوى البلدية، يوجد بهذه الأخيرة 4 قاعات علاج، اثنتان منها ببلدية حمام بوغرارة المركز وواحدة بقرية سيد المشهور والأخرى بقرية المعازيز، كلها استفادت من ترميمات وسكنات وظيفية، غير أن المشكل الذي تعاني منه هذه القاعات يتمثل في النقص الكبير في الأطباء والممرضين، فيما تسعى البلدية مع السلطات الولائية إلى الاستفادة من عـيادة متعدّدة الخدمات، التي من المنتظر أن تخفف الضغط على المواطنين، خاصة المرضى بالبلدية. أما بخصوص سيارة الإسعاف، فقد أكد رئيس البلدية أنه راسل السلطات الولائية الاستعجال في عملية إنجاز مشروع عيادة متعددة الخدمات، حتى يتم اقتناء سيارة إسعاف تكون تحت وصايتها.

ولأن البلدية منطقة سياحية تستقبل يوميا عددا كبيرا من السياح القادمين من مختلف ولايات الوطن وخارجه للاستجمام، سواء للحمام أو إلى المنتزه المتواجد على مستوى الطريق الرابط بين مدينة مغنية وحمام بوغرارة، فقد عمدت السلطات الولائية، بمعية السلطات المحلية، إلى تسطير برنامج خاص، لجمع القمامات والنفايات المنزلية المشوهة لمحيط حمام بوغرارة المركز، وعلى مستوى قريتي البلدية يوميا، حتى يومي السبت والجمعة، من خلال تخصيص فرقة عمال مناوبة يسهرون على هذه العملية ليلا ونهارا، وفي جميع فصول السنة، مع حث المواطنين على احترام مواقيت إخراج أكياس النفايات، ومنع رميها العشوائي، خاصة الصلبة المتمثلة في مواد البناء... وغيرها. ولإنجاح العملية، شهدت حظيرة البلدية عملية تأهيل وترميم، فضلا عن تجهيزها ببعض العتاد كالحافلات والشاحنات والآليات التي تحتاجها البلدية في عملها اليومي لنظافة المدينة ومحيطها وقراها.

ضعف الميزانية يحرم الشباب من الملعب

لا يقل قطاعا الثقافة والشباب والرياضة أهمية في هذه المنطقة، ويشكلان الشغل الشاغل لعنصر الشباب، حيث يطالب شباب بلدية حمام بوغرارة السلطات المحلية بإعادة تهيئة الملعب   البلدي وتغطيته بالعشب الاصطناعي، وقد أضحى يشكل خطرا كبيرا على الشباب الذين يمارسون الرياضة فيه، وتأتي مطالب الشباب، خاصة لاعبي فريق جمعية النادي الهاوي الشباب الرياضي لبلدية حمام بوغرارة، الذي يدخل هذا الموسم أولى بطولاته، بأن تكون أرضية ملعب كرة القدم ذات عشب اصطناعي، حتى يستفيد اللاعبون بشكل فعلي من أداء تدريباتهم والمباريات على الملعب بشكل مريح، دون تسجيل أية إصابات في أوساطهم. من جهته رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حمام بوغرارة، وفي ردّه على هذا الانشغال، أوضح أن الإمكانيات والميزانية الحالية للبلدية، لا تسمح بإنجاز ملعب بالعشب الاصطناعي، خاصة  وأنه يكلّف خزينة الولاية من 8 إلى 10 ملايير سنتيم، مضيفا أن البلدية في خزينتها 9.55 ملايير سنتيم، وتمثل أجور عمال البلدية، وإذا لم تتخذ السلطات الولائية إجراءات لتعديل الميزانية، أنه في جوان 2018 ستكون البلدية عاجزة عن دفع أجور عمالها، مؤكدا في سياق تصريحه أن البلدية ستجتهد خلال الأيام القليلة المقبلة قصد اقتطاع 10 بالمائة من الميزانية الإضافية، من أجل ـ على الأقل ـ إنجاز ملعب جواري بالعشب الاصطناعي، تضاف إلى البطاقة التقنية التي خصص لها 700 مليون سنتيم، في انتظار تجسيد مشروع الولاية الخاص بإنجاز ملعب بالعشب الاصطناعي، بعد الانتهاء من مشاريع البلديات الكبرى للولاية من أجل الشروع في البلديات الصغرى، لكن هذا -حسب رئيس البلدية- لم ينقص من عزيمة الشباب في التطلع نحو تطوير الرياضة ببلدية حمام بوغرارة، وإنشاء فريق متجانس ومتكامل والرقي به ضمن أندية كرة القدم بالولاية وفي مصاف الفرق الجهوية، على عكس ملعب قرية سيد المشهور الذي تم تسييجه، في انتظار إنجاز غرفة لتبديل الملابس وتهيئة أرضيته هذه السنة، وهو الأمر نفسه الذي سيشهده ملعب قرية المعازيز، الذي سيتم تسييجه. إلى جانب هذا، تم ترميم وتهيئة دار الثقافة المتواجدة بمدخل البلدية، كما ستشهد دار الثقافة لكل من قريتي سيد المشهور والمعازيز عملية ترميم وتهيئة وتزويدهما بفضاء للأنترنت، في حين يبقى المشكل الذي يواجه هذه المراكز؛ نقص المؤطرين المشرفين عليها، أمام محدودية مناصب العمل لدى البلدية.