تشرف عليه 3 قطاعات بوهران

أول مركز وطني لأطفال التوحد

أول مركز وطني لأطفال التوحد
  • القراءات: 4595
❊رضوان قلوش ❊رضوان قلوش

ستعرف السنة الدراسية الجديدة بوهران، افتتاح أول مركز متخصص في التوجيه والفرز لصالح الأطفال المصابين بالتوحد، ومختلف الأمراض النفسية المتعلقة بالطفولة، وهو المركز الذي سيدار بالتنسيق بين مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية وهران، ومديرية التربية الوطنية لولاية وهران ومديرية النشاط الاجتماعي.

حسب المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية وهران، فإن المركز فريد من نوعه، لأنه مركز عبور هام للأطفال المرضى من التلاميذ الذين يتم استقبالهم، ووضعهم تحت المراقبة الطبية والنفسية والبيداغوجية خلال فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، حيث سيتم على ضوء عملية المتابعة والمراقبة المستمرة للمختصين النفسانيين والتربويين، تحديد نوعية مرض الطفل وإمكانية التحاقه بالمدارس العمومية العادية رفقة باقي الأطفال المتمدرسين، بعد تحضيره نفسيا. وفي حال اكتشاف عدم قدرة الطفل على الالتحاق بالأقسام العادية، يتم توجيهه نحو أقسام خاصة بأطفال التوحد، تم فتحها عبر كامل بلديات الولاية، إذ يبلغ عددها 22 قسما تضم من 8 إلى 10 أطفال بكل قسم، للتمكن من الوصول إلى جميع التلاميذ المصابين بالتوحد داخل الأقسام الخاصة، التي يشرف عليها أطباء نفسانيون ومعلمون مؤهلون خضعوا لدورات تدريبية خاصة بالتكفل بأطفال التوحد، وكيفية التعامل معهم وتقديم الدروس، وهو ما من شأنه المساهمة في إعادة التكفل بالأطفال وإدماجهم داخل المجتمع.

سيتم العمل داخل المدرسة الجديدة بالتعاون مع مديرية الصحة التي ستوفر أخصائيين نفسانيين وأطباء، فيما ستوفر مديرية التربية الفضاء الخاص لاستقبال المرشدات البيداغوجيات، وهو عمل متكامل سيعطي نتائج هامة مستقبلا.

أضاف الدكتور بوخاري بأن مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في ولاية وهران، أحصت 526 طفلا مصابا بالتوحد، 40 بالمائة منهم متمدرسون،  والبقية لم يلتحقوا بعد بالمدارس، مما يجعل من المدرسة الجديدة فضاء هاما للتوجيه والمتابعة النفسية للأطفال قبل التحاقهم بالمؤسسات التعليمية، فيما تبقى حالات أخرى غير مكتشفة بسبب عدم علم الأولياء أو رفضهم توجيه أطفالهم نحو المراكز المتخصصة التابعة لمديرية الصحة لولاية وهران، التي شرعت في حملات تحسيسية لصالح الأولياء، بهدف حثهم على إلحاق أبنائهم بالمراكز المتخصصة.

50 بالمائة من المطلقين لديهم طفل يعاني من مرض نفسي

كشف الدكتور يوسف بوخاري عن أن الإحصاءات التي قامت بها مديرية الصحة لولاية وهران خلال العام الماضي، أكدت بأن حوالي 50 بالمائة من حالات الطلاق التي وقعت، اكتشف أن لدى الزوجين طفل يعاني من نقص في الإدراك أو مشاكل نفسية، مما يصعب عملية التكفل والتعامل مع الأطفال الذين يعانون صعوبات في الإدراك أو من أمراض نفسية ومرض التوحد.

يضيف المختص قائلا: "هدفنا اليوم الإبقاء على تواصل العائلة وإخراج الطفل من بيئة المنزل والمشاكل، وتوجيهه إلى المراكز المتخصصة والمدرسة التي سيتم افتتاحها، بعيدا عن المنزل الذي يعد من بين المساهمين في تعقيد حالة أطفال التوحد، خاصة أن بعض المؤسسات التعليمية ترفض استقبال أطفال التوحد، فيما يقوم أغلب الأولياء بترك أبنائهم المرضى داخل المنزل، ومنعهم من الخروج والتعرف على المحيط، مما يساعد على تطوير وتعقيد الوضعية النفسية للطفل المصاب".

كما حذر الدكتور بوخاري من الاستعمال المكثف للهواتف النقالة الذكية من قبل أطفال دون عمر الـ7 سنوات، مما يساهم في عزلة الطفل وإبعاده عن المحيط والبيئة التي يعيش فيها، ودخوله في عالم آخر يصعب التحكم فيه مستقبلا، وهو من بين أسباب التوحد والانغلاق على النفس.

أضاف الدكتور يوسف بوخاري أن دورات تكوينية سيتم الشروع فيها لصالح الأولياء، من أجل التحسيس بمخاطر وكيفية التعامل مع الطفل وتفادي تسجيل حالات جديدة من التوحد وسط الأطفال.

رضوان قلوش