مسرح العلمة يبرز مواهبه الشابة

"بين الجنة والجنون" تأشيرة نحو الاحتراف

"بين الجنة والجنون" تأشيرة نحو الاحتراف
  • القراءات: 983

تابع جمهور العلمة أول أمس العرض الشرفي  لمسرحية "بين الجنة والجنون"  من تأليف علاوة كوسة ، والمعالجة الدرامية والإخراج للمخرج المسرحي لطفي بن سبع ،ومن إنتاج المسرح الجهوي للعلمة.

غاصت القاعة بالمتفرجين الذين صفقوا مطولا للعرض الذي  تميز بالتشويق ، والإبهار البصري .

نجح المخرج في تكوين مجموعة من الممثلين المبتدئين في ورشة تم تأسيسها بمسرح العلمة لتتحول إلى منتج ناجح بشهادة الجمهور والنقاد  ،حيث تمكن الممثلون بعد شهرين من التدرب على المسرحية من التفاعل مع الأدوار  على الخشبة كمحترفين.

بعد اختيار 9 ممثلين من مجموع 24متدربا بمسرح العلمة ،وبعد استكمال فترة التربص تم تقديم نص المسرحية من تأليف الدكتور علاوة كوسة للمخرج بن سبع فأعجبته الفكرة وعمل على معالجتها دراميا رغم أن نص مسرحية "بين الجنة والجنون" كان موجها للقراءة وليس للخشبة ،لكن خبرة بن سبع الطويلة وتألقه في ميدان الإخراج المسرحي ساعده على الإبداع الفني وتحريك روح الشخوص التي كانت داخل النص والتي قلصها من 18شخصية في الرواية إلى 9شخصيات معهم بنت في دور الأميرة.

مسرحية بين "الجنة والجنون" التي قدمت  لجمهور العلمة على مدار أكثر من ساعة كعرض أولي تحكي قصة مملكة وهمية ليس لها زمان أو مكان لكن يكثر فيها الصراع ويشتد بين المثقف و السلطة وتبقى الخلافات شائكة ولو تعلق الأمر بأفكار أو رؤى ، ليشتد الضيق وتسد السبل أمام التعنت .

شد العرض الجمهور بفضل  تعدد الأحداث والمشاهد التي طبعها عنصر المفاجأة ، فالمشاهد يتفاجأ في كل مشهد بجديد لم يتوقعه.

خلال جلسة مناقشة لهذا العرض المسرحي حضرتها ممثلة عن وزارة الثقافة والناقد المسرحي عبد الناصر خلاف والكاتب المسرحي إسماعيل سوفيت ،إلى جانب حضور الدكتورة ليلى بن عائشة وآخرون قدموا كلهم ملاحظاتهم وتحليلاتهم المختلفة  تبرز مكامن القوة والضعف في العرض . علما أن المخرج نجح في توفير كل عناصر العرض المسرحي  ،فيما ركز هؤلاء المتدخلون على ضرورة توسيع مجال التكوين في الورشات لخلق جيل مسرحي يتفاعل روحيا وجسديا مع النص و الخشبة ومختلف مكوناتها ،ناهيك عن توفير عنصر مرافقة الممثل بطريقة صحيحة لصقل موهبته.

على هامش فعاليات العرض كرم المسرح الجهوي بالعلمة الفنان والممثل المسرحي والتلفزيوني محمد الطاهر زاوي الذي كان ولا يزال يقدم الكثير من الأعمال الناجحة في الساحة الفنية ،والتي أعطت إضافة للعمل السينمائي و المسرحي في الجزائر ،ناهيك عن افتكاكه بجدارة  عدة جوائز آخرها جائزة أحسن ممثل بالمسرح المحترف عن مسرحية "العطب" إخراج فوزي بن إبراهيم ،كما قام المخرج المسرحي لطفي بن سبع بتكريم أستاذه ومعلمه الذي كان أول من نقل المسرح الأكاديمي إلى مدينة باتنة  المخرج والقامة المسرحية الوازنة بوزيد شعيب المحتاج حقا لالتفاتة من المسؤولين نظرا لحضوره القوي في المسرح وحركيته الفاعلة التي أعطت شأنا كبيرا للمسرح الجهوي بمدينة باتنة ، إلى جانب كوكبة من الفنانين خاصة خلال العشرية السوداء حيث بقي المسرح حينها صامدا برجاله ، ومن أعماله المسرحية "النار والنور" ،تأليف الدكتور صالح مباركية وإخراج بوزيد شعيب وإنتاج مسرح باتنة الجهوي ،إلى جانب إخراجه لمسرحية "القلعة" ،علما أن هاتين المسرحيتين شارك فيهما المخرج لطفي بن سبع كممثل ،كما شارك الفنان القدير بوزيد شعيب كممثل في مسرحية "عالم الباعوش" للمخرج الراحل عز الدين مجوبي ،وكذلك  في مسرحية "ابن باديس و أوثان الاستعمار" للمخرج محمد الطاهر فضلاء ، بالإضافة إلى مشاركته كممثل في مسرحية "الدالية" التي ألفها الكاتب والشاعر عز الدين ميهوبي وأخرجها الفنان القدير جمال مرير سنة 1992 .

وبالنسبة للصغار أخرج الفنان بوزيد شعيب مسرحية بعنوان "الحمامة" التي لقيت نجاحا كبيرا وقتها .

سميرة عوام