تواصل معرض ناريمان مزغيش برواق "عائشة حداد"

لوحات تعيد بعث عراقة التراث

لوحات تعيد بعث عراقة التراث
  • القراءات: 1934

عكفت ناريمان مزغيش على تأليف دفاتر الرحلات، والبداية كانت من الجزائر العاصمة، حيث زوّدت كتابها هذا بصور للوحاتها عن البهجة، علاوة على شروحات وتعريفات بلغات مختلفة، يليه دفتر ثان عن قسنطينة، وربما دفتر ثالث عن غرداية، وهي المدن الثلاث التي تعرفت عليها عن قرب، وانبهرت بجمالها وتميز عمرانها، فرسمت لوحات عنها بتقنية الأكوارال،  وبعض منها بتقنية الرسم الزيتي، لتعرض العديد منها في رواق "عائشة حداد"،  إلى غاية 19 جويلية الجاري.

انتقلت "المساء" إلى رواق "عائشة حداد"، حيث تعرض ناريمان مزغيش وسامية بلحنش لوحاتهما بالأسلوب التصويري. في هذا السياق، اعتبرت الفنانة العصامية ناريمان مزغيش أن ولعها بالرسم دفعها إلى الغوص فيه والخروج بلآلئ، تعرّف بتراثنا العريق الذي يجهله أبناؤه، فما حال الأجانب يا ترى؟.

أضافت أن حاجتها الماسة للتعريف بتراثنا، دفعتها إلى تخليد المعلومات التي استقتها من العاصمة، حيث تقطن، ومن رحلاتها إلى قسنطينة وغرداية، عبر لوحات كثيرة، حيث رسمت 80 لوحة عن العاصمة و50 لوحة عن قسنطينة و20 لوحة عن غرداية. أبعد من ذلك، فقد أّلفت كتابين عن البهجة ومدينة الجسور المعلقة، ووضعت فيها صورا عن لوحاتها التي رسمتها عن المدينتين وزودتها بمعلومات باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، في انتظار صدور كتاب ثالث عن غرداية.

شاركت مزغيش في مهرجان دفاتر الرحلات بفرنسا، حيث عرضت مؤلفها، فكانت بحق سفيرة للسياحة الجزائرية، وفي هذا تقول "بلدنا جميل جدا، لكننا لا نعرف قيمته ولا أهمية وتنوع تراثه، لهذا أرسم ما يميز بلدي وأكتب عنه، لعلني أساهم في الترويج له على المستوى المحلي أولا، ومن ثمة المستوى الدولي".

تعتمد مزغيش على تقنية الأكوارل، أي الرسم المائي، بعد أن جالت وصالت بين العديد من التقنيات، وبين فترة وأخرى، تلجأ إلى الرسم الزيتي خاصة حينما يتعلق الأمر بمنظر مؤثر فعلا، كما ترسم الفنانة الشابة بوفاء منقطع النظير، أي أنها تعيد رسم الصور التي التقطتها عن معالم المدينة، محافظة في ذلك على كل التفاصيل، وفي هذا تقول: "أحب أن أكون وفية حينما أعيد رسمة صورة التقطتها لمعلم بهرني جماله وعراقته، لهذا أهتم كثيرا بالتفاصيل، وهو ما يظهر جليا في أعمالي".

لدى مزغيش 200 لوحة بتقنية الأكوارال، تعد من أصعب التقنيات، كما انبثقت عن رحلتها الأخيرة إلى غرداية 20 لوحة تعرض 11 منها في معرضها هذا، وفي هذا، كشفت عن انبهارها بمدينة غرداية التي قالت إنها مختلفة كثيرا عن المدن التي زارتها من قبل، فرسمت لوحات (بائع القماش) و(ساحة السوق العطف) و(حي البهارات) وغيرها.

أما عن قسنطينة، فرسمت ناريمان مزغيش لوحات عن بعض المعالم الموجودة بساحة أول نوفمبر، وسط قسنطينة، مثل (المعهد الفرنسي بقسنطينة)، علاوة على لوحات (جسر القنطرة) و(جسر ملاح سليمان)وغيرها، حيث تعرفت الفنانة على مدينة الجسور المعلقة حينما التقت بإحدى بنات قسنطينة، على هامش توقيعها لكتابها (دفتر الرحلة) الخاص بالجزائر العاصمة، في طبعة من طبعات المعرض الدولي للكتاب، والتي قدمت لها صورا عن هذه المدينة، لتقوم الفنانة بزيارتها، ومن ثمة رسم معالمها، لتأتي مرحلة تأليف كتاب عنها بمناسبة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015".

تعلمت الفنانة أصول الرسم من ملاحظاتها الدقيقة لأعمال الفنانين، حيث كانت تعيد رسومات الكبار وتتعلم من هذه الفعلة، كما كسبت بعض المعلومات من الأنترنت، لتجد نفسها فنانة مختصة في رسم الأكوارال، بعد تجربة خاضتها مع العديد من التقنيات. كما تحصلت في بداية ممارستها الفنية على عدة جوائز خاصة بفن آخر، وهو الشريط المرسوم، حيث ظفرت سنة 2009 على جائزة الأمل الدراسي، وفي سنة 2013 على جائزة أفضل موهبة شابة بمناسبة المهرجان الدولي للشريط المرسوم، إلا أنها لم تواصل في مسارها هذا، واختارت تأليف كتب مزودة برسوماتها تعرف بها تراثنا الأشم، لتنشرها في دار (داليمان) التي ترأسها محافظة مهرجان الشريط المرسوم، دليلة ناجم.

عرضت مزغيش في هذا المعرض الذي يعتبر الأول من نوعه، بعد أن شاركت في معارض جماعية بالجزائر وبلجيكا وفرنسا، لوحات عن الزي التقليدي الجزائري، وفي هذا قالت "رسمت الأزياء التقليدية التي ترتديها العرائس،  لأن المرأة الجزائرية لم تعد ترتدي مثل هذا النوع من الملابس إلا في الأعراس".

رسمت الدكتورة في الصيدلة أيضا، لوحات عن وهران وورقلة وتلمسان ومستغانم وغيرها، وهي مدن لم تزرها بعد، إلا أنها أعجبت بجمالها من خلال الصور، كما رسمت في لوحة كبيرة قسنطينة، واختارت أن ترسمها بتنقية الرسم الزيتي.

في إطار آخر، تشارك الفنانة الشابة سامية بلحنش في هذا المعرض برواق "عائشة حداد"، من خلال لوحات في الأسلوب الواقعي التصويري، فرسمت لوحة (واجهة البحر) ولوحات (الطبيعة الصامتة)، (العروس العاصمية)، (المرأة القسنطينة بالفرقاني)، وغيرها من اللوحات التي تشع بالنور والمغامرة بالألوان البهية التي تعبر بدورها عن تراثنا العريق والجميل.

لطيفة داريب