المهرجان الوطني للمبارزة بالعصا التقليدية «المطرق»

ضرورة الحفاظ على إرث الأجداد

ضرورة الحفاظ على إرث الأجداد
  • القراءات: 1021
م. سعيد م. سعيد

احتضنت قاعة المرحوم «عيسى حمدان» بوهران، أول أمس، الطبعة الثامنة عشرة لرياضة المبارزة بالعصا المعروفة بـ«المطرق»، بحضور أكثر من 200 رياضي ورياضية، قدموا من ولايات سيدي بلعباس، تيارت، مستغانم، النعامة، الشلف، تلمسان، البليدة ووهران التي شاركت بأكبر عدد من الرياضيين، والفرق بلغت 11، يتقدمهم نادي النور للشيخ نور الدين بلحاج، الذي يعود له الفضل الكبير في هيكلة، وتقنين هذه اللعبة في الجزائر ودوليا .

هذه التظاهرة الرياضية التي تكفلت بها الرابطة الوهرانية، وساهمت في تنظيمها مديرية الشباب والرياضة، جاءت لإبراز ما تتميز به بعض مناطق وطننا الغالي، وذلك في قالب استعراضي، يتيح في نفس الوقت اكتشاف الرياضيين الموهوبين في هذه اللعبة، حسب رئيس الرابطة محمد حماني، الذي ذكر أن الهدف من تنظيم هذه المهرجانات هو «الحفاظ على رياضة العصا التي تعدّ من تقاليدنا العريقة، وإرث أجدادنا، الذي ينبغي علينا، والجيل الحالي التعريف به بشتى الطرق والأساليب، ومنها تنظيم هذه المهرجانات، رغم قلة الدعم المالي المقدم لرابطتنا، والذي لا يتعدى 40 مليون سنتيم سنويا، لكن لا يهم ما دام سعينا هو من أجل الحفاظ على هذا الموروث القديم»

أشار حماني محمد، رئيس الرابطة الوهرانية للرياضات التقليدية، إلى أنّ هذه السنة عرفت الجديد بتخرج مدربي المبارزة بالعصا التقليدية أو ما يعرف بـ«الشيوخ» شباب، خلافا للسنوات الماضية التي كان يقتصر فيها نيل شهادات التخرج على «الشيوخ»، أو المدربين المحنكين المتقدمين في السن، والذين يختزنون تجارب كبيرة في عالم هذه اللعبة، ويعملون على نقلها على مر الأجيال المتلاحقة .

وقد عرف مهرجان أول أمس، ترقية 44  رياضيا إلى رتبة مدربين لرياضة العصا التقليدية «المطرق» من قبل «شيوخهم»، وأمام مرأى المئات من هواة اللعبة والفضوليين، الذين غصت بهم قاعة «عيسى حمدان « بمديوني، وتمتعوا خلال يوم كامل بفصول من تقنيات اللعبة من اقتراح الأندية المشاركة، والممثلة لولايات معروفة بولعها، والانتشار الواسع لرياضة «المطرق» بها. 

وأكد سعد دحلب «شيخ» نادي قصر الشلالة بولاية تيارت على أهمية تكثيف مثل هذه المبادرات التي تعنى بتقاليد سلفنا الصالح، وأضاف «المهرجان الوطني لرياضة «المطرق»، هو مهرجان تقليدي، وإسلامي وجزائري خالص، ونابع من تقاليد أجدادنا، حاربوا به الاستعمار الغاشم، هي لعبة بغض النظر عن ما تتميز من مبارزة بالعصي، فإنها تزرع المحبة بين المواطنين، الذين أدعوهم بحرارة إلى حثّ أبنائهم على ممارستها بكثرة، كما هو الحال بمدينتي قصر الشلالة».

للإشارة، فإن رياضة «المطرق»، اعتمدت كرياضة تقليدية من طرف الاتحادية الجزائرية للألعاب الرياضية التقليدية سنة 1994، وتضم حاليا أزيد من 15 رابطة، و3 آلاف رياضي.

 

م. سعيد