فيما طالب ترامب السعودية بالمزيد من الإمدادات

الشروع اليوم في تطبيق الزيادات في إنتاج النفط

الشروع اليوم في تطبيق الزيادات في إنتاج النفط
  • القراءات: 767
❊حنان.ح ❊حنان.ح

يشرع أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ومنتجو النفط من خارجها، اليوم في زيادة الإنتاج بحوالي مليون برميل يوميا، تطبيقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماع الأسبوع الماضي بفيينا، والذي تمت خلاله دعوة الأعضاء بتقليص الالتزام بخفض الإنتاج إلى 100 بالمائة بدل 149 بالمائة.

ولا يبدو أن الاتفاق الذي خرج به منتجو النفط في آخر اجتماعاتهم، قد أرضى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان رئيسها، أول المطالبين وبـ»لهجة حادة» برفع إنتاج «أوبك»، حيث غرّد دونالد ترامب أمس، على حسابه بتويتر، الذي أصبح وسيلة تخاطبه الرئيسية مع العالم، قائلا إن «العاهل السعودي، الملك سلمان وافق على طلبه بزيادة إنتاج النفط، ربما بما يصل إلى مليوني برميل»، وذلك لتعويض نقص الإنتاج من إيران وفنزويلا.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحثا في اتصال هاتفي تطورات الأوضاع في المنطقة والعالم وفي أسواق النفط، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا على «ضرورة بذل الجهود للمحافظة على استقرار أسواق النفط ونمو الاقتصاد العالمي والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات». فيما كانت أخبار قد تحدثت من قبل عن اعتزام السعودية ضخ ما يصل إلى 11 مليون برميل يوميا من الخام في الشهر الجاري.

وشهدت أسعار النفط أول أمس، ارتفاعا بفعل المخاوف من أن تحجب العقوبات الأمريكية على إيران كمية كبيرة من الخام عن الأسواق العالمية، في وقت زاد فيه الخام الأمريكي بأكثر من ثمانية بالمائة على مدار الأسبوع ليتحدد سعر التسوية عند 74.15، في حين ارتفع خام برنت أكثر من خمسة بالمائة عند 79.44 دولارا للبرميل.

ويرجع أغلب المحللين هذا الارتفاع في الأسعار رغم زيادة عرض المنتجين، إلى العقوبات التي ستفرض على إيران التي تنتج نحو 4.7 مليون برميل يوميا، فضلا عن الاضطرابات التي يعرفها الانتاج النفطي الليبي بسبب الأوضاع الأمنية، دون إغفال تأثير الوضع في كل من فنزويلا ونيجيريا، وكلها عوامل تزيد من التخوف من نقص في الامدادات تتزامن وارتفاع في الطلب.

ولعل إصرار الرئيس ترامب على زيادة أخرى للإنتاج، يوحي بأن تطبيق العقوبات المرتقبة على إيران، ستزيد من «حرارة الأسعار» لتكون في مستوى حرارة فصل الصيف، ما دفع إحدى الاستشاريات في مجال النفط بفيينا إلى التصريح بأن «أسعار نفط في خانة المئات ليست أمرا مستبعدا» !

ولعل مثل هذه التوقعات هي التي «ترعب» المستهلكين الكبار، لاسيما بعد أن عاش العالم على وقع انخفاضات هامة في أسعار النفط وصلت إلى الثلاثين دولارا في 2014، لتنتعش تدريجيا، بعد اتفاق الجزائر الذي أعلنت من خلاله «أوبك» لأول مرة منذ 2008 العودة إلى تسقيف الإنتاج.

وأعلنت الكويت رفع إنتاجها ابتداء من اليوم بمقدار 85 ألف برميل يوميا بموجب الاتفاق الذي تم سابقا، حيث أوضح وزير الطاقة الكويتي بخيت الرشيدي أن الكويت سترفع إنتاجها إلى 2.785 مليون برميل نفط يوميا.

وإذ تعتزم السعودية ضخ ما يصل إلى 11 مليون برميل يوميا، فإن روسيا أعلنت عن رفع الإنتاج بأكثر من 200 ألف برميل يوميا، حسبما أعلن عنه وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، مع العلم أن حصتها من التخفيضات كانت تبلغ 300 ألف برميل يوميا من إجمالي 1.8 مليون برميل يوميا المتفق عليها بين المنتجين.

وحسب مسح أجرته وكالة رويترز لآراء 35 اقتصاديا ومحللا، فإن متوسط سعر برنت سيبلغ 72.58 دولارا في 2018 بارتفاع 90 سنتا عن توقع استطلاع الشهر السابق البالغ 71.68 دولارا، ومقارنة مع متوسط يبلغ 71.15 دولارا منذ بداية العام الحالي. غير أنه من السابق لأوانه إدراك تداعيات وتأثيرات قرار «أوبك» زيادة العرض، بعد عام ونصف العام من تطبيق اتفاق خفض الإنتاج.