القصور العتيقة بجانت

فضاءات معمارية عريقة تستدعي الحماية

فضاءات معمارية عريقة تستدعي الحماية
  • القراءات: 768

تشكل القصور العتيقة بمدينة جانت بولاية إيليزي التي شيدت في عهود غابرة، واحدة من المعالم التاريخية والأثرية الشاهدة على عراقة هذه المنطقة الواقعة بأقصى جنوب شرق الوطني والتي تظل في حاجة إلى جهود إضافية لتصنيفها تراثا ماديا في إطار القطاع المحفوظ بما يضمن حمايتها والمحافظة على هذا الموروث الثقافي المادي الثمين الذي تكتنزه المنطقة.

ويتعلق الأمر بالقصور الثلاثة زلواز و الميهان وأجاهيلي التي تعثرت عملية تصنيفها لعدة أسباب وفي مقدمها تبعيتها لنظام "الحبوس"، وهو الأمر الذي يستدعي القيام بالتحقيق العقاري بمساهمة المعنيين بما يساعد على القيام بمختلف أشغال الترميم ومن ثمة تعزيز الجهود لتصنيفها في إطار القطاع المحفوظ والمعالم التاريخية، كما ذكر مدير الثقافة لولاية إيليزي مرسلي عبد الحميد.

وفي هذا الشأن، بادر الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للتاسيلي سنة 2011 بإعداد ملف لتصنيف القصور الثلاثة لمدينة جانت، إلا أن وزارة الثقافة سجلت حينها جملة من التحفظات التي يتكفل بها ذات الديوان.

وفي هذا الخصوص، أوضح مدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للتاسيلي أسكوكافي الشيخ أن مصالحه تعمل لرفع تلك التحفظات، لاسيما ما تعلق منها بعملية جرد أسماء العائلات التي كانت تقطن في السابق بهذه القصور القديمة وذلك بغية الإسراع في تصنيف هذه الفضاءات العمرانية التي تعد واحدة من المعالم الأثرية الهامة بالمنطقة التي تستقطب السياح.

دعوات محلية  لتصنيف قصور جانت

من جهتها، ترفع الجمعيات الثقافية وفعاليات المجتمع المدني بمدينة جانت دعوات في مختلف المناسبات بغية تصنيف هذه القصور والتي تعد وجهة سياحية بامتياز  وموضوع دراسات طلبة الجامعات الجزائرية، والمهتمين بالهندسة المعمارية الصحراوية.

وأوضح في هذا الصدد الشيخ حساني أحد قاطني قصر "الميهان" في: "أن هذا القصر العتيق يشكل بطاقة تعريفية لسكان مدينة جانتي مما يتطلب ترميمه وتصنيفه".

وأبرز المتحدث، بالمناسبة، البعد الروحي لهذا القصر العريق والمتمثل أساسا في المسجد العتيق الذي يتوسطه، إضافة إلى الزوايا التي تعتبر منارات دينية لتعليم القرآن الكريم والشريعة.

لوحة معمارية تقليدية أصيلة تشكلها شبكة قصور جانت

كما يكتشف الزائر لعروس التاسيلي أزجر جوانب من أسرار فن العمارة التقليدية التي تميز القصور الثلاثة لمدينة جانت حيث يقع واحد منها بمدخلها (قصر أجاهيل) وآخر بوسطها ( الميهان)، فيما يقع قصر زلزاز بالمخرج الشمالي لجانت مشكلين بذلك لوحة فسيفسائية يمتزج بها اللون الأبيض الناصع واللون الآجوري البني.

ولطالما شكل ذلك النمط المعماري التقليدي التي يتميز قصور جانت التي شيدت بأدوات ومواد أولية على غرار الطين وسعف النخيل وغيرها موضوع دراسات لعديد طلبة الآثار والهندسة.

وفي سياق ذي صلة وفي إطار مساعي مديرية الثقافة لولاية إيليزي إلى المحافظة على الموروث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة التاسيلي أزجر عموماي يقوم القطاع بإعداد أشرطة سمعية بصرية، وجمع صور لمختلف العادات وتقاليد مجتمع الإيموهاغ (التارقي) بهذا الإقليم وذلك في إطار الترويج للتراث المحلي وترقية السياحة الثقافية.

وتظل منطقة التاسيلي أزجر التي تعد أكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق في العالم قبلة للسياح الوطنيين والأجانب من شتى الجنسيات الذين يتوافدون على هذه المنطقة ذات الخصوصية السياحية بامتيازي للتمتع بكنوزها الأثرية من قصور عريقة ونقوشات ورسومات صخرية تعود لآلاف السنين وأيضا التمتع بما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة.

ق. ث