جمعية وهران

موسم الخيبات والزّلات

موسم الخيبات والزّلات
  • القراءات: 453
❊م. سعيد ❊م. سعيد

طوت جمعية وهران موسما مخيّبا ومليئا بالتعثرات والحسرات على الحال التي آلت إليها من تسمى بالمدرسة الكروية الأولى في الجزائر. ولقد كانت النتائج النهائية المسجلة دالة على تواضع طلّتها في الموسم المنقضي، خاصة في مرحلة الإياب التي حملت الكثير من المفاجآت والزّلات معا.

لا يختلف اثنان في أن التسيير الجيد عملة النجاح الأولي، والجمعية الوهرانية افتقرت إليه بحكم مشوارها طيلة الموسم، حيث تفاجأ الأنصار بتناقض تصريحات المسيرين، الذين أعلنوا قبل انطلاق فعاليات البطولة، أنهم سيعتمدون على خزّان مدرستهم، وهو ما يفي بالغرض في ظل شح الأموال حسبهم، إلا أن الواقع والفعل عكس هذا النهج تماما، وذلك بعد جلبهم ما لا يقل عن 21 لاعبا جديدا، واحتفاظهم بخمسة لاعبين فقط من صلب النادي من الموسم الذي سبقه، وهم أصلا عناصر شابة، استفادت من ترقية داخلية لا أكثر ولا أقل من تشكيلة الرديف إلى مصاف الأكابر.

بالإضافة إلى ذلك، فشل المسيرون في سدّ احتياجات الفريق من الناحية المالية، حيث عجزوا عن جلب ما يكفي منه لتسديد مستحقات اللاعبين، الذين لازالوا يدينون إلى حد الآن بـ 7 رواتب شهرية و3 منح متأخرة، ومن ثم توجد الجمعية الوهرانية أمام نزيف بشري حاد يتهدّد تعدادها، بعد تهديد اللاعبين المدينين باللجوء إلى لجنة فك النزاعات التابعة للرابطة الاحترافية الأولى، حتى تساعدهم فى تحصيل أموالهم، وفي نفس الوقت، فك ارتباطهم بالنادي الوهراني. ولقد ظهرت مؤشرات ذلك بعد إيداع اللاعبَين سليم عميروش ومحمد نورة ملفيهما فوق طاولة اللجنة المذكورة في الأيام القليلة الماضية، وقد لا يكون هذا الثنائي الوحيد الذي سيحتمي بالقانون للحصول على مستحقاته، وسيتبعه لاعبون آخرون بالتأكيد، خاصة أن أغلبهم في اتصالات مع أندية أخرى، ترغب في توظيف خدماتهم هذه الصائفة.

وحاول الطاقم الفني المشكَّل من الثنائي سالم العوفي ومساعده مرين الحاج، أن يصنع من خليط اللاعبين الذي بين يديه، مجموعة قادرة على مجابهة كبار المحترفين والطامحين له، والذين يجب الاعتراف بأنهم يفوقون الجمعية الوهرانية في كثير من الأشياء، وأولها العائد المالي. ويمكن القول إنّ الطاقم الفني نجح في نسبة كبيرة في مسعاه في مرحلة الذهاب، التي ظهرت فيها الجمعية بوجه مقبول على العموم، حيث كانت انطلاقتها فيها جيدة إلى غاية الجولة السادسة، التي سجلت بداية تراجع "الجمعاوة" بعد تعادلهم مع وداد تلمسان بمعقلهم (1 ـ 1)، وخاصة الهزيمة القاسية التي تكبدوها بملعبهم "الحبيب بوعقل" أمام أمل عين مليلة (1 ـ 4)، قبل أن يستعيدوا توزانهم، وينهوا شطر الذهاب في الرتبة 8 بعدما جمعوا 22 نقطة، بفارق 4 نقاط فقط عن المنصة.

إياب كل المخاطر

لا أحد كان ينتظر الوجه الشاحب الذي أطلت به جمعية وهران على محبيها في مرحلة العودة التي كانت صعبة جدا على "الجمعاوة" بل وكارثية، حيث تجنّبوا النزول بقليل بعدما ظن الأنصار أن فريقهم سيسجل حضورا قويا في الشطر الثاني، غير أن العكس حدث، وكشف إياب الجمعية عن متاعب كثيرة فنية، وزلاّت تسييرية، أضف إلى ذلك عامل الغيابات الكثيرة والمتكررة في التعداد بداعي الإصابات والعقوبات، وهو ما منع الطاقم الفني من إقحام كامل التشكيلة الأساسية ولو للقاء واحد، مما حرم الفريق من استنساخ نفس حصيلة الذهاب، فاكتفى عدّاد الإياب بتسجيل 19 نقطة جمعها من 5 انتصارات و4 تعادلات مقابل 6 هزائم، وتلك حصيلة لا تمتّ بصلة لفريق طامح إلى الأعلى. والأمرّ أن الوهرانيين لم يضمنوا بقاء زيّهم في قسمهم إلا في الجولة ما قبل الأخيرة، عندما عادوا بالزاد كاملا من ملعب مولودية سعيدة (٢ - ١)، ولحسن حظهم أن السعيديين كانوا خارج حسابات الصعود والسقوط، وكذلك اجتهاد "الجمعاوة" في فترة من البطولة الوطنية، حيث جلبوا فيها 10 نقاط من خارج الديار لتعويض 14 نقطة ضاعت منهم في ملعب" بوعقل"، وإلا لكان أمرا آخر.

وفي المحصلة النهائية، أنهت الجمعية الوهرانية موسمها في الرتبة 6 برصيد 41 نقطة، إذ فازت في 11لقاء وتعادلت في 8 وانهزمت في 11، ونال مهاجمها يوسف خوجة لقب هداف الفريق بمجموع 7 أهداف، وهي حصيلة اعتبرها المدرب العوفي سالم "مشرّفة"، معللا ذلك بالصعوبات التي صادفت فريقه على أكثر من صعيد، وبالإمكانيات المرصودة.

الأنصار ينتفضون ويطالبون بالتغيير

عكس العوفي، يتفق الأنصار على أن موسم جمعية وهران كان فاشلا على طول الخط ولا يختلف عن المواسم الماضية، وهو ما كان مدعاة لانتفاضهم في وجه المسيرين الحاليين ومطالبتهم بالرحيل عن الفريق خلال وقفتين احتجاجيتين وتدخّل السلطات المحلية؛ محاولة إيجاد الحلول الناجعة، ممثلة في مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع ممثلي الأنصار ومن يدّعون أنهم أحق بالحديث باسم الفريق.

المال يرهن مستقبل المدرسة

تبقى الأموال النقطة الحاسمة في المستقبل القريب لجمعية وهران. وبعملية حسابية فإن الإعانة المالية المقدرة بـ 2 مليار و800 مليون سنتيم التي ينتظر أن تدخل خزينة الفريق، لن تحلّ مشكل المستحقات بالكامل حيث تكفي فقط لتسديد 3 أجور شهرية، في حين أن اللاعبين يدينون بـ 8. والمقلق بالنسبة للإدارة أن مصالح البلدية، أعطت موافقتها لتسريح جزء فقط من هذه الإعانة، والمقدر بـ 650 مليون سنتيم.

وإذا ما استندنا إلى تصريح محمد مورو رئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية في تصريح سابق لـ "المساء"، بأن فريقه بحاجة، على الأقل، إلى 3 ملايير سنتيم، تحسبا لإقلاع حسن في الموسم القادم (2018- 2019) والصعوبات التي وجدها مؤخرا في جمع مبلغ محترم من لدن المساهمين والذي لم يتعد 50 مليون سنتيم، ندرك حجم الوضعية الكارثية التي توجد فيها جمعية وهران، والتي تنذر بصيف ساخن على كل مكوناتها، وقد يرهن العوز المالي مستقبلها بجد هذه المرة.

 

م. سعيد