اللواء هامل بخصوص إحياء يوم الطالب

فرصة لاستلهام العبر والسير على درب الطلبة الثوار

فرصة لاستلهام العبر والسير على درب الطلبة الثوار
  • 1399
  و أ و أ

اعتبر المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، أمس، إحياء الذكرى الـ62 ليوم الطالب «فرصة لاستلهام العبر وشحذ الهمم لمواصلة السير على درب الذين فضّلوا في 19  ماي 1956 مغادرة مقاعد الدراسة للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني».

وفي كلمة له بعثها للمشاركين في «منتدى الأمن الوطني» الذي خصص لإحياء يوم الطالب قال اللواء هامل، إن «مثل هذه الوقفات التاريخية هي محطات نستذكر من خلالها خصال من سبقونا في حماية الوطن في الأوقات الحالكة، ونستدرك منها العبر لشحذ الهمم لمواصلة السير على دربهم والحفاظ على أمانة أسلافنا».

وأضاف أن يوم 19 ماي 1956 يحمل في طياته أكثر من دلالة كونه «يؤرخ لمسار أولئك الشباب الذين غادروا مقاعد الدراسة مبكرا وفضّلوا تدعيم الآلة الثورية بأفكارهم وتضحياتهم إيمانا منهم أن بناء الشخصية الذاتية لا يكتمل إلا بتحقيق حرية الوطن»، مؤكدا بأنه «من واجبنا اليوم الاقتداء بهم في جميع ما نصبو إليه في تجسيد الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في سعيه للمزيد من الرقي بالوطن».

وقال في نفس السياق إن ثورة التحرير «التي ساهمت في إشعال جذوتها كل أطياف المجتمع على اختلاف مستوياتهم العمرية والاجتماعية ستبقى مرجعا أزليا تستلهم منها الشعوب التواقة للحرية»، وأن النّهج النوفمبري «تحمله الجزائر اليوم تاجا فوق رأسها وهي ترفل في ستر الاستقرار وترعاه قيادة رشيدة من الرعيل الأول الذي حمل البندقية في ريعان شبابه».

وعرف إحياء هذا اليوم من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، إلقاء محاضرة من طرف الأستاذ بجامعة الجزائر لزهر بديدة، تطرق خلالها إلى دور الطلبة والطبقة المثقفة عموما قبل وبعد اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر.

وأشار الأستاذ في قسم التاريخ أن الطلبة الجزائريين ساهموا خلال ثورة التحرير على كل المستويات وشاركوا في كل مفاصلها. وهي الفئة التي كانت محل اهتمام واستقطاب من قبل السلطات الاستعمارية التي كانت تعوّل عليها لتصنع منها آلة وواسطة للسيطرة على المجتمع الجزائري.

واعتبر الاستاذ بيان 19 ماي 1956 الذي أعلن عبره الطلبة الجزائريون مغادرة مقاعد الدراسة هو «تشريح دقيق لواقع الثورة واستعداد واضح من طرفهم لمواكبتها».

وقبل هذا التاريخ فقد كان لفئة المثقفين دور كبير في توعية المجتمع ـ حسب الأستاذ ـ الذي استذكر بالمناسبة دعوة الطلبة الجزائريين إلى مواجهة التجنيد  الإجباري للجزائريين في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى(1914-1918) وكذا دورهم في تأسيس المنظمات الطلابية للدفاع عن حقوق الطلبة ثم الجزائريين ككل، كما كانوا من أهم المؤطرين لمظاهرات الثامن مايو 1945.

وإضافة إلى الدور الذي لعبوه في تأسيس حزب الشعب الجزائري لم يكتفي الطلبة الجزائريون في الدفاع عن الوطن، بل كانت لهم رؤية مغاربية وحدوية بدليل تأسيسهم في الأربعينيات «لاتحاد الطلبة المغاربة»، مذكرا بهذا الخصوص أن الرعيل الأول من هؤلاء الطلبة هم من أصبحوا فيما بعد أبرز قادة الثورة على غرار محمد لمين دباغين وفرحات عباس الذي قاد أول حكومة جزائرية مؤقتة في 1958.