في ندوة تاريخية بسكيكدة

استحضار لمسيرة العقيدين كافي ومنجلي

استحضار لمسيرة العقيدين كافي ومنجلي
  • القراءات: 1953
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

احتضنت المكتبة الرئيسية بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة، أول أمس، ندوة تاريخية تزامنت و3 مناسبات أولاها تتعلق بيوم العلم المصادف لـ16 أبريل من كل سنة والثانية تخص الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي، والثالثة وتتعلّق بالذكرى العشرين لوفاة العقيد علي منجلي.

وقد استهلت الندوة التاريخية بمحاضرة قدّمها الدكتور محمد قويسم من جامعة سكيكدة، الذي قدّم مداخلة حول الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي اعتبره مرجعية في التفكير والإصلاح، أما الأستاذ توفيق صالحي، فقد تطرّق من خلال مداخلته إلى المسار النضالي للمجاهد علي كافي وأهم محطاته التاريخية بداية من تاريخ مولده بمنطقة مسونة في نواحي الحروش في 7 أكتوبر 1928، إلى غاية نضاله السياسي في صفوف حزب الشعب الجزائري ونشاطه الوطني، وكذا سفره إلى تونس أين أنتخب مفتشا عاما للطلبة الجزائريين بجامع الزيتونة، إلى غاية اعتقاله مرتين، الأولى سجن فيها 15 يوما جراء كتاباته الحائطية على جدران مدينة الحروش المنددة بالاستعمار والمطالبة بإطلاق سراح ميصالي الحاج، وكذا سجنه في صائفة 1953، إلى غاية نضاله أثناء الثورة ومنه التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955، ومشاركته في هجمات 20 أوت 55، وكذا في مؤتمر الصومام في أوت 1956، إلى غاية نشاطه الدبلوماسي بالخصوص بعد الاستقلال، أين عيّن سفيرا بكل من القاهرة وسوريا وليبيا وتونس، وكذا عمله كمندوب لدى الجامعة العربية، ناهيك عن نشاطاته الوطنية منها انتخابه في سنة 1990 أمينا عاما للمنظمة الوطنية للمجاهدين، وبعد اغتيال المرحوم بوضياف سنة 1992، آلت إليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة إلى غاية 1994، لينسحب من المشهد السياسي متفرغا للقراءة والكتابة إلى أن وافته المنية في 16 أبريل 2013.

وخلال حديثه مع «المساء»، أكد شقيقه المجاهد كافي مرتضى، بأنّ الأجواء التي عاشها المرحوم تحت رعاية والده الشيخ الحسين الذي كان ينتمي إلى الزاوية الرحمانية الذي حوّل بيته إلى مدرسة لتعليم القرآن والفقه والشريعة، التأثير الكبير في بروز وعيه وتسلحه بالوطنية منذ صغره مما جعله ينخرط مبكرا في الحركة الوطنية، أين تحوّل مسكن والده إلى قبلة للوطنيين الفارين من الاستعمار، مستقبلا كبار زعماء الثورة كرابح بيطاط وبوضياف وغيرهم، وذلك بإيعاز من المجاهد بشير بوقادوم، مضيفا بأن كل البيانات والمنشورات كانت تصدر من مسكن والد علي كافي، مؤكدا لـ»المساء» بأن الفقيد العقيد علي كافي، وكل أفراد العائلة لم يكن لهم أي اتصال بالاستعمار ولا بلغته لا من قريب ولا من بعيد.

أما الدكتور هيدوغي رشيد، فقد قدّم مداخلة حول شخصية العقيد المرحوم علي منجلي عنونها «المجاهد علي منجلي من النضال السياسي إلى القائد السياسي»، حيث أبرز من خلالها وطنية هذا الأخير الذي انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري، وأيضا في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في شبابه، لينتخب نائبا بالمجلس البلدي لعزابة سنة 1947، وأيضا مساهمته في تحضير الثورة التي التحق بصفوفها سنة 1954، وتقلّده لعدة مسؤوليات كعضويته بالولاية الثانية بعد مؤتمر الصومام، وكذا تعيينه كأول قائد لأول كتيبة لجيش التحرير الوطني، كما خاض معركة 08 أيام بمنطقة عيون القصب مليلة سنة 1957، وأيضا عضوا في قيادة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني سنة 1959، كما عيّن في مارس 1960 مساعدا للرئيس الراحل بومدين في هيئة الأركان، أما بعد الاستقلال فقد عيّن عضوا في الجمعية الوطنية التأسيسية الأولى في سبتمبر 1962، ثم نائبا لها، كما تقلّد مسؤوليات سياسية منها عضوا في مجلس الثورة، في سنة 1967 يستقيل من منصبه ليستقر في مسقط رأسه مركزا جهوده في خدمة بلدته عزابة الذي يعود له الفضل في بناء مسجد والجامعة الإسلامية بها، ليوافيه الأجل يوم 14 أبريل 1998.

وقد شدّد المتدخلون على أهمية دراسة التاريخ الوطني واستلهام منه العبر، والسعي من أجل العمل والاجتهاد والبحث والدفاع عن الجزائر قلبا وقالبا.