البريد والمواصلات والتكنولوجيات بتمنراست

جهود لعصرنة الخدمات وفك العزلة عن المناطق النائية

جهود لعصرنة الخدمات وفك العزلة عن المناطق النائية
  • القراءات: 1080

تتواصل جهود تطوير خدمات قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة بولاية تمنراست، ضمن أهداف القطاع المسطرة، والتي ترتكز على فك العزلة عن المناطق النائية، وتوفير خدمات عصرية لفائدة سكان الولاية من الجنوب الكبير

تتجلى الجهود التي تأتي في سياق مواكبة الحركة التنموية التي تشهدها هذه الولاية ذات المساحة الجغرافية الشاسعة (أكثر من 500 ألف كلم مربع) وما تتميز به من موقع استراتيجي هام، في توفير العديد من المرافق البريدية وتقريبها من المواطن، سيما بالمناطق المعزولة، وعصرنة خدمات الشبكة الهاتفية من خلال تعميم التكنولوجيات الحديثة.   

وسجلت ولاية تمنراست خلال السنوات الأخيرة تحسنا "ملحوظا" في الخدمات البريدية والمالية، يُترجم في تحسن مؤشر الكثافة البريدية الذي كان يتمثل في مكتب واحد لكل 9.200 نسمة في 2010، ليصبح مكتبا واحدا لكل 8.129 نسمة في أواخر سنة 2017 بعد فتح العديد من المكاتب البريدية بعاصمة الولاية وعبر مناطق أخرى، كما أوضح مدير القطاع حكيم وارزقي.

وتم، في هذا الصدد، استحداث مكاتب بريدية بكل من المحطة البرية لنقل المسافرين بعاصمة الولاية ووسط مدينة تمنراست والمركز التجاري، وعلى مستوى المركز الجامعي "الحاج موسى آق أخاموك". ويُرتقب أن تشهد الخدمات البريدية مزيدا من التحسن مع نهاية السنة الجارية، بعد إنشاء مكاتب بريدية أخرى بقرية تين ترابين (بلدية تازروك) وآراك (بلدية عين أمقل)، وقباضة رئيسة بالولاية المنتدبة عين صالح، حسب المصدر نفسه.

ودائما في إطار تطوير الخدمات البريدية، فقد جرى تعميم أجهزة توزيع الأوراق النقدية عبر عشر بلديات بالولاية، حيث لم يتبق سوى بلديتين (فقارة الزوى وإدلس) تمت برمجتهما هذه السنة لفائدة زبائن القطاع بهاتين الجماعتين المحليتين، للاستفادة من امتيازات التجهيزات العصرية، كما أضاف نفس المسؤول.

وشُرع في العمل بنظام الشباك الموحد لمتابعة كل المكاتب البريدية عن بعد، وهي العملية التي تمس حاليا 29 مكتبا بريديا، وسيكون لها أثر واضح مستقبلا بخصوص تحسين نوعية وسرعة الخدمات المقدمة وتطوير وظائف الشبابيك البريدية وتحسين ظروف العمل والسهر على توفير السيولة المالية في المكاتب البريدية. وستساهم أيضا في تحسين عملية متابعة نشاط المكاتب البريدية، وتجسيد رقمنة كل عمليات المراقبة والحسابات اليومية والشهرية، يضيف السيد وارزقي.

وضمن برنامج استثمارات مؤسسة "بريد الجزائر" بولاية تمنراست، تم إطلاق مناقصة وطنية من أجل إنجاز مقر للوحدة الولائية لبريد الجزائر مع مكتب بريدي بحي أمشوان ببلدية عاصمة الولاية، بالإضافة إلى مكتب بريدي جديد بالولاية المنتدبة الحدودية عين قزام، التي ستنطلق بها الأشغال عن قريب، كما أشير إليه

عصرنة شبكة الاتصالات ومشاريع هامة لفك العزلة

تتوفر ولاية تمنراست في الوقت الحالي، على 96 مركزا هاتفيا رقميا متعدّد الخدمات "أمسان"، تضم شبكة هاتفية تربط أيضا بين مقر الولاية والولاية المنتدبة عين صالح (750 كلم شمال مقر الولاية)، حيث أنشئت هذه المراكز الهاتفية ذات التكنولوجيات الحديثة في إطار تعميم مشاريع الربط بالألياف البصرية التي شملت العديد من بلديات الولاية وقراها، بالإضافة إلى توفير أربع (4) محطات أرضية رقمية تضمن المكالمات عبر الساتل، مثلما ذكر مدير القطاع.

وبهدف تحديث وتوسيع وحماية شبكة المراسلات، تعتزم مؤسسة ‘’اتصالات الجزائر’’ قبل نهاية 2018، استكمال ما تبقّى من مشروع إنجاز أكثر من 800 كلم من محاور الاتصالات الأرضية بواسطة الألياف البصرية (وصلة تمنراست - عين قزام ووصلة عين صالح - المنيعة) ضمن مشروع الجزائر ـ أبوجا، بالإضافة إلى وصلات ما بين القرى تاهيفات - تازروك، مرورا بأزارو وإماروكان على مسافة 120 كلم.

وبفضل الجهود المبذولة وبهدف تحسين وتعميم الخدمات الهاتفية العصرية، فقد أصبحت الولاية أقل عزلة على المستوى الخارجي خاصة بعد تفعيل وصلات بديلة  للوصلة الرئيسة تمنراست - ورقلة عن طريق وصلة بديلة تمنراست - أدرار وأخرى تمنراست- إيليزي، وفق شروح السيد وارزقي.

كما تم فك العزلة الهاتفية عن معظم القرى النائية لولاية تمنراست إلى جانب ربط جميع الملحقات الإدارية (الفروع البلدية) بالبلدية الرئيسة (بلديات الأم)، عن طريق وصلات أرضية للألياف البصرية، وعددها 38 فرعا، منها 29  قيد الخدمة، فيما ستدخل الخدمة باقي وصلات الفروع في القريب. وضمن الجهود نفسها استفادت محطات ضخ المياه الست (6) التابعة للجزائرية للمياه بولاية تمنراست المتواجدة على طول الطريق الوطني رقم (1) بين تمنراست وعين صالح، من الربط بشبكة الألياف البصرية.

مشاريع جديدة لتحسين الخدمات الهاتفية

استفادت ولاية تمنراست من برنامج واسع يخص تكنولوجيا الألياف البصرية لفائدة المواطنين، يهدف إلى ربط بتقنية إف.تي.تي.أش 1.500 سكن بكل من أحياء أنكوف وأدريان، وحي 800 سكن بعاصمة الولاية، وحي الجزيرة بالدغامشة (الولاية المنتدبة عين صالح). وتضمن هذه التكنولوجيا الحديثة تدفّقا عاليا للإنترنت مع عرض نطاق ترددي حسب الطلب، يصل إلى 100 ميغابايت / ثانية لفائدة الخواص، وواحد (1) جيغابايت/ ثانية للمهنيين. كما تسمح، من جهة أخرى، بالقيام بمختلف خدمات الأنترنت، استنادا إلى المصدر نفسه.

وفي مجال خدمات الهاتف النقال فقد سمح إدخال خدمتي الجيل الثالث في ديسمبر 2014 والجيل الرابع في سبتمبر 2017 إلى ولاية تمنراست، سمح برفع عدد مستعملي الهاتف النقال من 145 ألفا في 2014 إلى 311.182 مستعمل سنة 2017؛ أي بنسبة نمو حوالي 110 %، وبنسبة تغطية تفوق 90 %، حسب توضيحات مدير قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة بولاية تمنراست.