محافظ الصالون الدولي للحج والعمرة، مصطفى حيداوي لـ»المساء»:

برامج مكثفة ودورات تدريبية مستمرة لتهيئة الحاج

برامج مكثفة ودورات تدريبية مستمرة لتهيئة الحاج
  • القراءات: 988
❊ حاورته: رشيدة بلال ❊ حاورته: رشيدة بلال

يعرف تحضير الحجاج لأداء مناسك الحج تطوّرا سنة بعد أخرى، من خلال تكثيف الدورات التكوينية التي تسمح لزوار بيت الله بالاطلاع عن كثب على كل الخطوات التي ينبغي لهم القيام بها، ليكون حجهم مبرورا، وهو ما أكّده مدير الإعلام والتوجيه بالديوان الوطني للحج والعمرة مصطفى حيداوي، محافظ الصالون الدولي للحج والعمرة في طبعته الثالثة. وعن أهم الإجراءات التي اتّخذتها الوزارة هذه السنة لتيسير الحج على الحجاج وتحضيرهم لأداء الركن الخامس، تحدثت «المساء» إلى محافظ الصالون الدولي، فكان هذا اللقاء.

ما هي أهم الخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة الحجاج من أجل أداء فريضة الحج؟

فيما مضى، كنا نقوم بتحضير الحجاج شهرا أو شهرين قبل حلول موعد الحج، وكانت العملية التحضيرية محصورة في الولايات، غير أن  الديوان الوطني للحج والعمرة، وفي إطار الإستراتيجية التي سطّرتها وزارة الشؤون الدينية، اقترح أن تتم العملية التحضيرية مبكرا، ويشرع فيها مباشرة بعد الانتهاء من القرعة وتحديد قائمة الحجاج، ومن ثمة يتم مراسلة كل الولايات للشروع في الحملة من خلال خطب الجمعة وتنظيم ندوات، وأُطلقت هذه السنة ـ وهي سابقة ـ مبادرة قوية تتمثّل في مراكز تكوين وتدريب الحجاج في كل الدوائر الإدارية، حيث يحدد مسجد مركزي تقدم فيه للحجاج توجيهات حول كيفية أداء الحج على مدار 22 أسبوعا، تشمل الجانب الإداري والتنظيمي والشرعي الفقهي السلوكي.

بالحديث عن التكوين، كيف تقيمون أداء الحجاج في السنوات الماضية؟

لا يخفى عنكم أن الديوان الوطني للحج والعمرة، كان يقوم في السنوات الماضية بدورات تكوينية، غير أن هذه السنة تم تنظيمها وتأطيرها أكثر من خلال إدراج فعاليات جديدة، منها ـ مثلا ـ تضخيم المجسم وإضافة بعض الفعاليات التي لم تكن موجودة سابقا، مثل رمي الجمرات، ومجلس للفتوى حتى يستفيد الحاج أكثر، كما أن التدريب يكون مفتوحا طيلة اليوم، حيث يتلقى الحجاج كل المعلومات من طرف شيوخ وأساتذة مختصين في أصول الدين، لتحقيق هدف واحد وهو الرفع من أداء الحاج في البقاع المقدسة وجعله يؤدي مناسكه على أكمل وجه، ولعلنا بمثل هذه البرامج نشهد تحسّنا في أداء الحجاج سنة بعد أخرى.

ماذا عن قافلة الحج التي سبق أن رافقت الطبعتين الأولى والثانية؟

من بين الفعاليات التي يعول عليها الديوان الوطني للحج والعمرة، بهدف الرفع من أداء الحاج وتحضيره لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، قافلة الحج المبرور التي ستنطلق في منتصف شهر أفريل المقبل وتجوب هذه السنة 33 ولاية، وهي سابقة لم تسجلها الطبعتان الأولى والثانية، حيث جابت الطبعة الأولى 13 ولاية، بينما جابت القافلة الثانية 23 ولاية، وينتظر أن تجوب القافلة المزمع تنظيمها السنة المقبلة ـ بحول الله ـ كل ولايات الوطن لإعطاء فرصة التكوين والتحضير لكلّ الحجاج على مستوى ولاياتهم. كما ينتظر أيضا بعد أن تنتهي القافلة من أداء مهامها، تنظيم مؤتمر «الحج المبرور» الذي  يتعرف فيه الحجاج على تفاصيل الشاعر بالبقاع المقدسة في مطلع شهر جوان، أي عشية الشروع في انطلاق الحجاج إلى البقاع المقدسة.

يشتكي البعض من تقصير في تأطير الحجاج بالبقاع المقدسة، ما تعليقك؟

الهدف من كل هذه البرامج والتكوينات هو الرفع من حسن أداء الحاج بالبقاع المقدسة، ويكون على دراية بالمناسك من الناحية الفقهية، ويطلع على الإجراءات من الناحية التنظيمية، ويكون لديه تصوّر واضح عن العملية، لتجنّب بعض السلوكات التي كانت تصدر من بعض الحجاج، وكانت ترهن الحج. بالمناسبة، تم هذه السنة إشراك الفئة الشابة من المتطوعين لتعزيز منظومة تأطير الحجاج بهدف الوصول إلى تمكين الحاج من أداء فريضته على أكمل وجه، ومن ثمة فلا مجال مطلقا للحديث عن أي تقصير.

فيم تتمثل الإجراءات المتخذة للتعامل مع كبار السن من الحجيج؟

كما نعلم الحجاج من كبار السن يجدون صعوبات جمة في استذكار المناسك، ولعلّ هذا ما دفع بالديوان الوطني إلى التكثيف والتنويع من البرامج التي تساعده على حفظ كل المناسك من خلال التكرار، من ناحية، ومن جهة أخرى بالنسبة للحجاج المصابين بالأمراض، تم التنسيق مع وزارة الصحة لتكثيف الرقابة على الحجاج غير القادرين على أداء هذه الفريضة، وبالنسبة للبقاع المقدسة سخرت الدولة 115 طبيبا يؤطرون الحجاج ويسهرون على راحة 36 ألف حاج.

ماذا عن شكاوى الحجاج من ضعف الخدمات وتقصير بعض الوكالات؟

أنهى الديوان الوطني للحج والعمرة تأمين الخدمات من حيث الإطعام أو النقل وغيرها، ونراهن هذه السنة على العامل البشري ممثلا في المرشدين الدينين التابعين لمختلف الوكالات السياحية الذي تم إخضاعهم إلى دورات تكوينية، بهدف الرفع من نوعية الخدمات وتفادي أي تقصير.

  هل من كلمة أخيرة؟

يعرف تنظيم الحج تطورا كبيرا، ونظرا إلى صعوبة المهمة الموكلة إلى الدولة الملزمة برعاية العدد الهائل من الحجاج في زمان ومكان محددين، يسعى الديوان الوطني للحج والعمرة إلى تحسين مستوى الأداء خدمة للحاج الجزائري.

 

حاورته: رشيدة بلال