سعدي آيت زروق مدير فرعي لتطوير الجودة بوزارة السياحة:

الحرفيون مدعوون للاعتماد على التسويق الإلكتروني

الحرفيون مدعوون للاعتماد على التسويق الإلكتروني
  • القراءات: 2271
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

سجلت اللجنة المكونة من إطارات ومفتشين مختصين في الصناعة التقليدية، من بومرداس والعاصمة وتيبازة، التي تم تنصيبها على مستوى الصالون الدولي 22 للصناعات التقليدية المكلّفة بتحسيس العارضين من الحرفيين بسبل الحفاظ على الصناعات التقليدية واستبعاد الصناعات المقلدة والمستوردة، مخالفتين تتعلقان بعرض صناعة تقليدية غير جزائرية، تمّ سحبها على الفور من المعرض، وحول أهم المجهودات المبذولة لتطوير الصناعة التقليدية، وتحفيز الحرفي على العمل أكثر لجعل الحرف التقليدية تساهم في إنعاش السياحة، تحدثت «المساء» إلى سعدي آيت زروق مدير فرعي لتطوير الجودة بوزارة السياحة في هذا اللقاء.

 

عرف الصالون الدولي هذه السنة، حسب المدير الفرعي، تنظيم ورشتين، تناولت الأولى موضوع «الصناعة التقليدية والاستثمار»، حيث تمّ تسليط الضوء على دور الصناعة التقليدية في تجهيز المؤسسات الفندقية والمنشآت ذات الطابع السياحي، حيث وجدنا ـ يقول ـ «إمكانية إدخال الصناعة التقليدية في المؤسّسات ذات الطابع السياحي من جانب الديكور، ومن باب تأثيث المؤسسات الفندقية والسياحية»، مشيرا إلى أنّ هذا يعني فتح أسواق جديدة للحرفيين لتسويق منتجاتهم، ولا يقتصر الأمر على الصناعة التقليدية ذات الطابع الفني، كالزرابي والفخار والسلالة، وإنّما يمتد أيضا إلى الصناعة التقليدية المتعلقة بإنتاج المواد، مثل النجارة والصناعة التقليدية في مجال الخدمات، كالدهان.

بينما تمحورت الورشة الثانية، حسب محدثنا، حول الحديث عن الصناعة التقليدية وعالم الرقمنة، حيث أكد أن قطاع الصناعة التقليدية دخل عالم الرقمنة من خلال إنشاء البطاقية الوطنية للصناعة التقليدية، التي تمّ الشروع في العمل بها منذ مدة، وتضم كل الحرفيين الذين يملكون بطاقة حرفي على مستوى الغرفة التي تحصي أكثر من 350 ألف حرفي مسجلين على المستوى الوطني. وقد تمكنا ـ يقول ـ «من استخراج عن طريق هذه البطاقية الكثير من المعطيات التي تفيد الاقتصاد الوطني، ومنها ـ مثلا ـ الكشف عن مناصب العمل المحدثة، التي تفوق 900 ألف منصب عمل محدث والكشف عن عدد النساء الناشطات في حقل الصناعات التقليدية، والذي يفوق 30 بالمائة»، مشيرا إلى أن الرقمنة اليوم أعطت صورة واضحة عن واقع الصناعة التقليدية في الجزائر، الأمر الذي سهّل وضع الإستراتيجية التي من شأنها أن تروج للصناعة التقليدية، ومنها ـ مثلا ـ على مستوى الغرفة  الوطنية موقع «ورشتي» الذي يعتبر موقعا إلكترونيا من أجل الترويج للصناعة التقليدية، من خلال استغلال التكنولوجيا وعدم الاكتفاء بما تقدّمه المعارض، وكذا موقع الوكالة الوطنية للصناعة التقليدية «بوتيك» الذي يسمح بممارسة التجارة الإلكترونية في كل ما يخص الصناعات التقليدية.

عن إشكالية تسويق ما يجود به الحرفيون في مختلف الحرف، أشار المدير الفرعي إلى أن المشاكل التي يعاني منها الحرفي، يمكن حصرها في نقطتين أساسيتين هما المادة الأولية والتسويق. وبالنسبة للمادة الأولية يقول «نجد مثلا نقصا في النحاس والفضة، خاصة أن الجزائر بلد غيرمنتج لمادة الفضة، وكذا الطين الأبيض الموجه لصناعة السيراميك، موضحا أن المجهودات تبذل للوصول إلى تأمين المادة الأولية الممثلة في الفضة عن طريق مؤسسات الدولة، وفيما يخص  الطين الأبيض، هناك دراسات مع معهد بومرداس، حيث خلصت إلى الانطلاق في صناعة الطين الأبيض في الجزائر.

بالنسبة للإشكالية الثانية المتمثلة في التسويق، يشير المتحدث إلى أنّ المعارض اليوم  تلعب دورا كبيرا، فإلى جانب المعرض الدولي الذي يعدّ محطة هامة للتسويق، و المعارض المحلية التي تتم على مدار السنة وفي كل ولايات الوطن، فإننا يقول «نملك 50 مؤسسة تهتم بالمعارض، وعلى الرغم من أنها حقيقة غير كافية لمواجهة إشكالية التسويق، نسعى من جهة أخرى إلى تحفيز الحرفيين للتوجه نحو التسويق الإلكتروني عن طريق المواقع التي تم إطلاقها».

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن الترويج للصناعة التقليدية بالدول الأجنبية، يعتبر من الرهانات التي تعول عليها الوزارة للترويج والتعريف، غير أن ما يجهله بعض الحرفيين من الذين يدعون بأن الفرصة لم تمنح لهم، فإن الصناعة التقليدية التي ينبغي أن تعرض لابد أن تكون مطابقة للمعايير، فمثلا يقول «الزربية التقليدية لا يمكن عرضها في المعارض التي تقام في الدول الأجنبية إن لم تكن مدموغة،  مما يفسر حظوظ بعض الحرفيين لولوج المعارض الدولية دون غيرهم»، من أجل هذا ـ يضيف ـ «ندعو الحرفيين اليوم إلى المراهنة على الصناعة التقليدية ذات جودة ونوعية. بالمناسبة، نطلب من الحرفيين التشكل في مجموعات مهنية لترقية الصناعات التقليدية وحل إشكالية التسويق نهائيا».

رشيدة بلال