بمشاركة أدباء من بلدان عربية حول الإتحاف الأدبي

بسكرة تسأل عن واقع أدب الطفل

بسكرة تسأل عن واقع أدب الطفل
  • القراءات: 2284
❊نور الدين. ع /وكالات ❊نور الدين. ع /وكالات

يشكّل موضوع واقع أدب الطفل محور أشغال ملتقى الإتحاف الأدبي في طبعته السابعة، بمشاركة أدباء وروائيين من دول عربية، على غرار الكويت، لبنان وتونس، بالإضافة إلى وجوه أدبية جزائرية. النشاط تشرف على تنظيمه لجنة الحفلات لبلدية بسكرة بالتعاون مع اتحاد الكتاّب الجزائريين (فرع بسكرة)، وتحتضنه على مدار 3 أيام دار الثقافة "أحمد رضا حوحو".

أوضح الأستاذ عبد الله لالي أن "الأطفال ـ فلذات أكبادنا وأبناءنا ـ هم مستقبلنا المأمول"، وقد تم تخصيص الطبعة لهم حتى يتم إعطاؤهم العناية أكثر والاهتمام بهم بشكل ممتاز. وتم اقتراح المشروع في هذا الملتقى على حذر ووجل أن لا يلقى صدى كبيرا وترحيبا من الجمهور، على حد تعبيره، مؤكدا أن الذي حدث هو العكس. ولما طرح الأمر رحّب المسؤولون به بشكل حماسي، والكل يصر ويؤكد على ترسيم ملتقى خاص بأدب الطفل. وأشار في معرض حديثه إلى أن تظاهرة "القراءة في احتفال" تعالج جوانب كثيرة من حياة الطفل، لكن بالنسبة لأدب الطفل وقراءة الطفل ولغته، يتطلب اهتماما أكثر من خلال ملتقى دائم.

المشاركون في الملتقى ثمّنوا المبادرة، لاسيما اختيار موضوع أدب الطفل، حيث أكد طارق البكري من لبنان، أنه مسرور برؤية حشد من الأدباء العرب والجزائريين، وأن إحساسه لا يوصف بمجرد وصوله إلى عاصمة الزيبان بسكرة، مشددا على أهمية بقاء الأدباء في بوتقة واحدة من الشرق العربي إلى أقصى بلاد العرب، ومؤكدا أن قدومه إلى الجزائر لغرس هذه الشجرة بطريقة أدب الطفولة، لافتا إلى أن المؤتمر جميل جدا، تمنى أن يكون دائما ومتواصلا وليس لمرة واحدة، بل في كل سنة مرة. 

وقال إبراهيم درغوغ من تونس إن الطفل يجمع كل الأدباء، مشيرا إلى مشاركته السنة الفارطة في ندوة حول الأدب الجزائري، كانت فرصة سمحت له بالدردشة مع  الأديب محمد الكامل والأستاذ عبد الله لالي عندما استشاره حول إمكانية تنظيم ندوة حول المسرح أو أدب الطفل، فنصحه بأن تكون حول أدب الطفل، مضيفا: "إننا في حاجة إلى بناء طفل جديد، يكون قادرا على تحقيق ما لم يستطع القيام به الكبار"، مشيرا إلى أن الجيل القادم  ربما هو الذي يبني الأمة من جديد.   

تجربة الكويت في مجال ثقافة الطفل العربي

في هذا السياق، أكدت الباحثة الكويتية المتخصصة في دراسات المرأة والطفل الدكتورة فاطمة شعبان، أن الكويت كانت ولاتزال سبّاقة ورائدة في كل ما يتعلق بثقافة الطفل العربي من فن وأدب ومسرح وإعلام وصحافة. وقالت في محاضرة لها في مؤتمر "أدب الطفل.. أغنية الحياة"، إن تجربة الكويت امتدت لتشمل أنحاء العالم العربي منذ منتصف القرن الماضي، مشيرة إلى تطور التجربة لتشمل مختلف الفنون المقدمة للطفل.

وعدّدت مجموعة من التجارب منها تجربة مسرح الطفل في الكويت ورائدة هذا المسرح عواطف البدر، منوهة بمسرحياتها الكثيرة الخاصة بالطفل، التي لاتزال حتى اليوم نموذجا متميزا لمسرح الطفل العربي. كما استعرضت دور وزارة الإعلام الكويتية وإصداراتها الخاصة بالطفل، ومنها تجربة مجلة العربي الصغير التي تُعتبر من أكبر وأقدم مجلات الطفل العربي مرورا بمجلات سعد وسدرة وأجيالنا وبراعم الإيمان ودانة، وصولا إلى مجلة (كونا) الصغير التي تصدرها وكالة الأنباء الكويتية.

وقالت الدكتورة شعبان في ورقتها المقدمة أمام عدد من الباحثين والأدباء الجزائريين والعرب، إن الثقافة الكويتية هي ثقافة عربية ممتدة تجمع الأطياف، مؤكدة أن الكويت تعتزّ بالعرب الذين ساهموا في نهضة أدب الطفل وإعلامه وثقافته ولايزالون يمدون هذه الثقافة النوعية. وأشارت إلى اهتمام الصحافة الكويتية عموما بأدب الطفل وإعلامه وثقافته، فضلا عن اهتمام رابطة الأدباء الكويتيين، حيث أنشأت لجنة خاصة بأدب الطفل، وكذلك المجلس الوطني للفنون والآداب الذي لديه إدارة خاصة بالطفل، وغيرهما من المؤسسات. ودعت إلى مزيد من التعاون بين الأدباء والمثقفين والمفكرين، والعمل بشكل أكبر من أجل تبادل المعرفة وزيادتها وريادتها، لافتة إلى تجربة الكويت الرائدة من خلال برنامج "اِفتح يا سمسم" المنتج من قبل مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربية، ومقره الكويت.

في هذا السياق، أشار يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين، إلى ما قدمته الباحثة الكويتية فاطمة شعبان من "بانوراما مختصرة لعالم الطفل الكويتي"، إلى جانب تجربة (العربي الصغير) للكاتبة والصحفية هذايل الحوقل، إضافة إلى ما حملته الأديبة هبة مندني بأسلوبها الخاص بالطفل، والذي حظي بثناء مختلف الوفود المشاركة.

وقال شقرة إن تجربة الكويت الثقافية لا تقل عن تجربتها الإنسانية. وكما استحقت الكويت لقب "مركز للعمل الإنساني" فهي جديرة بلقب الثقافة العالمية، كما هي دائما عاصمة الثقافة العربية. وأشاد بأدباء الكويت الذين امتد أدبهم على امتداد الدول العربية، مرحبا بزياراتهم الدورية "التي تنبع من علاقات الود والأخوة التي تجمع بين البلدين والشعبين".

من جانبه، قال رئيس فرع الاتحاد في مدينة بسكرة ورئيس ملتقى الطفل محمد الكامل بن زيد، إن ملتقى "الإتحاف الأدبي" في دورته السابعة الحالية، امتاز بنكهة مختلفة عن الدورات السابقة، وكان غنيا جدا بالمداخلات والمحاضرات وأوراق العمل التي قدمها الحضور، الذي أضفى على الملتقى المزيد من التألق والتميز.

نور الدين. ع /وكالات