قايد صالح مؤكدا مواصلة السعي لضمان أمنها ووحدتها:
الجزائر خط أحمر
- 2445
م.ب
شدّد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، على أن الجزائر "خط أحمر ولا مجال إطلاقا للمساس بها وبأمنها وبمقدرات شعبها"، مؤكدا حرص الجيش الوطني الشعبي على مواصلة السعي الدائم نحو تأمين وحماية وضمان أمن ووحدة كافة جغرافية الجزائر.
وقال نائب وزير الدفاع الوطني في كلمة توجيهية ألقاها في لقاء ضم قيادة وأركانات وإطارات الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، وتم بثها إلى جميع وحدات الناحية عن طريق تقنية التحاضر عن بُعد، أن "الجزائر هي خط أحمر وقد أكدنا مرارا وتكرارا وسنعيدها اليوم مرة أخرى أنه لا مجال إطلاقا للمساس بها وبأمنها وبمقدرات شعبها".
وحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، فقد ذكر الفريق بأن الجزائر التي عانت بالأمس، من ويلات الاستعمار "وأقسم شعبها أن يعلنها في وجه عدوه ثورة شعبية شاملة وعارمة، تصدر طليعتها خيرة أبنائه من الشهداء والمجاهدين الذين استطاعوا أن يحرروها بعد تضحيات جسام، يتعين على أبنائها اليوم، لاسيما أبناء الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية الأخرى أن يسيروا على نفس الدرب وعلى نفس النهج الوطني الخالص".
في نفس السياق، أكد الفريق قايد صالح مواصلة السعي الدائم نحو تأمين وحماية وضمان أمن ووحدة كافة جغرافية الجزائر، قائلا في هذا الصدد "كل جزء من أرض بلادنا لها قسطها من التاريخ الوطني وكل حدث وطني أو ملحمة بطولية أو محطة تاريخية لها حيزها الجغرافي الذي طبعها وأضفى عليها سمة التكامل بين التاريخ والجغرافيا"، ليخلص في هذا الإطار إلى أن ما تتميز به الجزائر هو وجود "علاقة وجدانية صلبة جدا متزايدة القوة والتأثير المتبادل بين المكان والزمان".
كما ذكر الفريق قايد صالح بأهمية اللقاء الذي يتزامن مع احتفال الشعب الجزائري بواحدة من المحطات التاريخية الخالدة والمتمثلة في الذكرى الـ56 لعيد النصر الموافق لـ19 مارس، حيث أشار إلى الجهود المثابرة المبذولة على أكثر من صعيد من أجل الرفع من قدرات القوات المسلحة "بما يكفل لها أداء مهامها على الوجه الأكمل، وفقا للرؤية السديدة وبعيدة النظر لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على إكساب الجيش الوطني الشعبي القوة الذاتية المتصاعدة من حيث التطور والمتنامية من حيث التكيف مع ما يكفل حماية الجزائر من كافة المخاطر والتهديدات"، معتبرا ذلك بمثابة "الرهان الدائم والمتجدد الأهداف والمرامي".
وعدّد الفريق عناصر هذا الرهان بالإشارة في المقام الأول إلى تكوين مقاتلين بذهنية المجاهدين قائلا في هذا الخصوص "فالقتال يصبح جهادا بأتم معنى الكلمة إذا ما كان مقصده الأساسي هو نصرة الوطن والانتصار لأرضه"، قبل أن يضيف بأن "نصرة الجزائر والذود عن حماها يجعل من الفرد العسكري المقاتل مجاهدا بكل ما تحمله هذه العبارة النبيلة من دلالات".
ولفت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في هذا الإطار إلى أن التشديد على حتمية استلهام أفراد الجيش الوطني الشعبي، شعلة حب الوطن من وهج أسلافهم، ينبثق أساسا مما يعاش يوميا وما يلاحظ ميدانيا من حجم ما يتم حجزه وما يتم اكتشافه على طول الحدود الوطنية، لاسيما الجنوبية منها من محجوزات محظورة، "خصوصا ما تعلق منها بالأسلحة المختلفة الأنواع والذخائر متعددة العيارات والأحجام، إلى جانب الأطنان من المخدرات"، ما يؤكد ـ حسبه ـ "يقينا رؤيتنا الصائبة والموضوعية وقراءتنا الصحيحة للأوضاع وفعالية التدابير الأمنية المتخذة".
كما ذكر الفريق برسالة رئيس الجمهورية التي وجهها إلى مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الـ35 المنعقدة بالجزائر الشهر الجاري، والتي أكد من خلالها على جدوى وفعالية المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب الأعمى، وأشار إلى أن الجزائر قطعت أشواطا بعيدة في مكافحة الإرهاب، مؤكدا على أن "الهدف القريب والأساسي للجيش الوطني الشعبي هو القضاء النهائي على هذه الظاهرة التي اتخذت فعلا أشكالا جديدة عن طريق التكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يستوجب بالضرورة العمل الصارم والمتواصل الكفيل بتجفيف منابعه الفكرية وبيئته الاجتماعية وتدمير شبكاته الاتصالية والتواصلية".
للإشارة، فقد استهل الفريق قايد صالح زيارته للناحية العسكرية الخامسة في يومها الأول بالوقوف رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية وقفة ترحم على روح الشهيد البطل "زيغود يوسف" قائد الولاية التاريخية الثانية ومهندس هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع الفريق إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
إثر ذلك، ترأس الفريق قايد صالح رفقة اللواء عمار عثامنية اجتماعا ثانيا حضره قادة القطاعات العسكرية وقادة الوحدات الكبرى وهياكل التكوين وممثلي المصالح الأمنية، حيث تابع عرضا شاملا حول الوضع الأمني بإقليم الاختصاص، قدمه نائب قائد الناحية، ليسدي بعدها تعليمات وتوجيهات ذات طابع عملياتي وأمني، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية العملياتية لوحدات الناحية في أعلى مستوياتها، فضلا عن حتمية مواصلة جهود مكافحة شراذم فلول الإرهاب إلى غاية اجتثاث هذه الآفة وإلى الأبد من الوطن.
كما قام رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بعد ذلك بوضع حجر الأساس لإنجاز المركز الجهوي للإشارة، ليترأس إثر ذلك مراسم تسمية النادي الجهوي للجيش بقسنطينة باسم أحد شهداء الثورة التحريرية المجيدة الشهيد "عبد الحميد قربوع" وذلك بحضور أفراد من عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم بالمناسبة.