صنّفه المختصون في خانة وباء بـ13 ولاية

تحذيرات من انتشار "البوحمرون" في المدن الكبرى

تحذيرات من انتشار "البوحمرون" في المدن الكبرى
  • القراءات: 2159
ص/محمديوة ص/محمديوة

حذّرت البروفيسور ليلى سماتي،، طبيبة أطفال وعضو باللجنة التقنية للوقاية بمديرية الصحة على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس، من إمكانية انتشار داء الحصبة والمعروف لدى العامة بـ«البوحمرون" على مستوى التجمعات السكنية الكبرى التي سجلت فيها نسب تلقيح جد ضعيفة على غرار العاصمة وتيبازة ووهران وقسنطينة.

وأعلنت البروفيسور ليلى سماتي، لدى استضافتها أمس، في حصة "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، عن حالة وباء صنفها المختصون جراء انتشار داء الحصبة حاليا في 13 ولاية منها أربع ولايات بدرجة كبيرة ويتعلق الأمر بكل من الوادي وبسكرة وإليزي وورقلة.

وأبرزت البروفيسور سماتي، أن الحصبة مرض معد يمس الأطفال وقد يودي بحياة المصابين به وله قوة انتشار كبيرة كون المريض به يمكن أن ينقل العدوى إلى 16 شخصا آخر على الأقل، بما سمح له بالتوسع في الولايات المذكورة سابقا. وهو ما جعلها تحذّر من مخاطر انتشار الوباء في المدن الكبرى التي تشهد نسب تلقيح  جد منخفضة على غرار العاصمة التي سجل فيها فقط 14 بالمئة وتيبازة بـ15 بالمئة وقسنطينة 19 بالمئة ووهران 23 بالمئة.

تسجيل ست وفيات و3075 مصابا بالبوحمرون

وشددت على أنه في حال لم يتم تصحيح هذه الوضعية في القريب العاجل فإنه من الممكن جدا أن نشاهد تطورا وانتشارا واسعا للوباء الذي قد يؤدي مع الوقت إلى ارتفاع عدد الضحايا المتوفين، خاصة وأن آخر إحصائيات وزارة الصحة كشفت عن تسجيل إلى غاية أول أمس، ست وفيات و3075 إصابة بالحصبة منذ ظهور الوباء في 25 جانفي الماضي.

وأرجعت البروفيسور سماتي، أسباب تفشي الداء إلى الاضطرابات التي ميزت حملة التلقيح ضد الحصبة في مارس 2017  والحملة الثانية شهر ديسمبر من نفس العام، بسبب عزوف العديد من الأولياء عن تلقيح أبنائهم لعدة أسباب منها الإشاعات التي روجتها بعض الأطراف على غرار جمعيات للمستهلكين وحتى بعض المختصين بعدم صلاحية اللقاحات التي أكدت أنها معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. وأكدت أن ذلك أاثر سلبا على حملة التلقيح التي لم تتمكن من بلوغ الهدف المسطر بتحقيق نسبة 95 بالمئة التي تسمح بتفادي انتشار الداء بعد أن تم تلقيح فقط 3.5 مليون طفل من أصل 7 ملايين المستهدفين وذلك بنسبة لم تتجاوز 45 بالمئة.

ولحث الأولياء على تلقيح أبنائهم باعتباره يبقى السبيل الوحيد لحمايتهم من هذا الداء، طمأنت مسؤولة وزارة الصحة بأنه لم يتم تسجيل أي وفاة أثناء تلقيح 3.5 مليون طفل، في نفس الوقت الذي قدمت به مثال عن دائرة المغيير بالوادي التي بلغت فيها نسبة التلقيح 100 بالمئة ولم تشهد أي إصابة بالفيروس رغم تواجد هذه الدائرة في منطقة تعاني من الوباء.وفي الأخير أشادت طبيبة الأطفال بمجهود بلادنا في القضاء على مثل هذه الأمراض المعدية وأكدت أن الجزائر من البلدان النادرة التي تعمل على توفير اللقاحات مجانا وتعتمد برنامج تلقيح مشهود له.

وفي إطار مساعي محاربة الداء كشف الأمين العام لولاية غرداية بوعلام عمراني أمس، عن تفعيل جهاز يقظة صحية وطوارئ ضد الحصبة والحصبة الألمانية وتدعميه في إطار إجراء وقائي عبر مختلف مناطق الولاية.

وأوضح المسؤول المحلي أن هذا الجهاز الوقائي "المفعل" الذي يجمع مختلف المتدخلين في المكافحة الوبائية وعلى وجه الخصوص مصالح الصحة والمنتخبين والمسؤولين المحليين والحماية المدنية قد جرى تعزيزه بمشاركة أعضاء المجتمع المدني.

وتم على إثره إعادة تفعيل خلايا تتشكل من أشخاص مؤهلين والذين تم توعيتهم بخصوص الأمن الصحي عبر شتى بلديات الولاية عقب ظهور بعض بؤر البوحمرون والحصبة الألمانية ببعض ولايات جنوب الوطن.

ومست حملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية منذ إطلاقها في ديسمبر الماضي، على مستوى ولاية غرداية حوالي 45 في المائة من الفئات المستهدفة وفقا لإحصائيات مديرية القطاع في تتواصل المساعي من اجل بلوغ نسبة 95 بالمئة.

بالتزامن مع ذلك أثبتت تحاليل أجريت على حالات مشتبه فيها أرسلت إلى معهد باستور بالجزائر العاصمة تسجيل ثلاث إصابات بالحصبة الألمانية عبر ولاية باتنة دون تسجيل أية إصابة بالبوحمرون.

وأوضح رئيس مصلحة الهياكل والمهن الصحية بمديرية الصحة والسكان الدكتور فريد عبد السلام، في تصريح لوكالة الأنباء، أن المصابين الثلاثة بالحصبة الألمانية وكلهم أطفال من مدينة باتنة يتواجدون حاليا تحت الرعاية الطبية بمصلحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي بعاصمة الولاية ويخضعون للعلاج وحالاتهم "عادية وغير معقدة".