رغم حملات التحسيس، العاصميون مازالوا يبذّرون

رمي 147 طنّا من الخبز منذ جانفي 2017

رمي 147 طنّا من الخبز  منذ جانفي 2017
  • القراءات: 2835
❊زهية.ش ❊زهية.ش

رغم الحملات التحسيسية حول تبذير مادة الخبز وتفادي رميها في القمامة، إلا أنّ ـ للأسف ـ كميات كبيرة من الخبز لاتزال تُرمى، ويضطر عمال النظافة سواء التابعين لمؤسسة "ناتكوم" أو "إكسترانت"، لجمعها.

الذهنيات لم تتغير بخصوص الحد من تبذير الخبز والمواد الغذائية الأخرى؛ كالحلويات والعجائن، وإنما ما تغير هو التصرف فقط، إذ إن الرمي أصبح يتم وفق طريقة الفرز بعد أن خصصت مؤسستا النظافة بالعاصمة، حاويات خاصة بالخبز حتى لا يختلط مع باقي القمامات.

وتتحدث الأرقام عن جمع أكثر من 147 طنا من الخبز منذ بداية جانفي 2017 إلى يومنا. فمؤسسة "ناتكوم" جمعت أكثر من 42 طنا من الخبز في هذه الفترة، حسب ما أكدته لـ " المساء" المكلفة بالإعلام على مستوى المؤسسة، في حين صرحت المكلفة بالإعلام بمؤسسة جمع ونقل النفايات المنزلية "إكسترانت"، بأن ما جمعته المؤسسة ببلديات ولاية الجزائر من الخبز المرميّ طيلة سنة 2017، بلغ 105 أطنان.

وأكدت المسؤولتان أن تسجيل هذا الرقم أطنان الخبز التي تم جمعها، يعود إلى كون الرمي لم يعد اليوم عشوائيا، بل يتم عن طريق حاويات الفرز المخصصة لمادة الخبز.

❊❊التحرير ❊❊

ممثل مديرية التجارة بولاية الجزائر لـ "المساء": حملة لمحاربة التبذير يوم 16 مارس الجاري

كشف ممثل مديرية التجارة بولاية الجزائر العياشي دهار لـ "المساء"، عن انطلاق حملة تحسيسية تتطرق لعدة مواضيع، تدوم أسبوعا كاملا من 12 إلى 18 مارس الجاري، من ضمنها "موضوع التبذير"، بإشراك مختلف الجمعيات الوطنية والمحلية، منها جمعيات حماية المستهلك.

وحسب المتحدث فإن الأسبوع التحسيسي الذي ينظم بمركز الأعمال بزرالدة، سيشمل عدة مواضيع منها محاربة التبذير الغذائي الذي سيتم التطرق له في 16 مارس الجاري، ضمن الحملة التحسيسية والبرنامج المكثف الذي ستحتضنه عدة أماكن بالعاصمة، تحت رعاية وزارة التجارة.

وسيتم، خلال هذا اليوم، التحسيس بضرورة تجنّب التبذير الغذائي، ومحاربة هذه الظاهرة عن طريق توعية المواطنين، لاسيما في المؤسسات التربوية، خاصة المدارس الابتدائية، والنزول إلى الشارع للتقرب من أكبر عدد من المستهلكين من مختلف شرائح المجتمع، كما سيتم وضع مطويات تحمل شعارات مثل "لا للتبذير".

وأرجع دهار مشكل التبذير الغذائي إلى غياب ثقافة الاستهلاك، والتخوف من الندرة التي تحدث عند البعض، والتي تنتج عنه اللهفة والتبذير واقتناء مواد بكميات كبيرة وتكديسها، والتخلص منها عند فسادها أو انتهاء صلاحيتها، حيث لا يقتصر التبذير - حسب المتحدث - على الخبز بل يمس عدة مواد، منها تلك المدعمة من طرف الدولة.

وفي هذا الصدد، أكد ممثل مديرية التجارة ضرورة الوصول إلى حلول من خلال التوعية والتحسيس، وجعل المواطن يقتني حسب حاجياته اليومية، كون التبذير تنتج عنه خسائر معتبرة، ويدفع المتعامل الاقتصادي إلى رفع الأسعار نتيجة ارتفاع الطلب، خاصة بالنسبة لبعض المواد الأساسية، مثل الحليب الذي يؤدي اقتناؤه بكميات كبيرة إلى ندرته وعدم التوازن في العرض والطلب.

من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن التبذير يُتعب مصالح النظافة، التي وضعت إجراءات خاصة من أجل فرز النفايات، ويكلف الدولة أموالا طائلة، خاصة في المواد المدعمة، ما جعل وزارة التجارة ومختلف المصالح التابعة لها، تقوم بحملات تحسيسية لمحاربة التبذير في السنة الماضية لمدة شهر بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، لإقناع الجزائريين بضرورة تقليل نسبة الاستهلاك، والتي ضمت موضوع "كيف نستهلك" للحد من ظاهرة التبذير، وتطوير ثقافة الاستهلاك عند المواطن.

وفي ذات السياق، دعا المتحدث المواطنين إلى عدم الإفراط في اقتناء حاجياتهم لتفادي التبذير، الذي لا يقتصر على مادة واحدة، مشيرا إلى أن الخبز يبقى من المواد الغذائية الأكثر تبذيرا من قبل سكان العاصمة، وإلى أهمية التحسيس ضد هذه الظاهرة، وأن الحملة ستنطلق قريبا تحت رعاية وزير التجارة بالتعاون مع جمعيات المستهلكين.

زهية.ش

في إطار الفرز الانتقائي للنفايات .... "ناتكوم" تجمع 42 طن خبز

أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى مؤسسة النظافة لولاية الجزائر "ناتكوم" نسيمة يعقوبي لـ "المساء"، أن المؤسسة تمكنت في إطار الفرز الانتقائي للنفايات، من جمع أكثر 42 طنا من الخبز من بداية 2017 حتى الآن، مشيرة إلى أن المؤسسة تواصل حملة التحسيس للحد من تبذير مختلف المواد، منها تلك المدعمة من قبل الدولة.

وذكرت يعقوبي أن التبذير لا يمس مادة الخبز فقط بل العديد من المواد منها المدعمة، على غرار الحليب، وأطباق بكاملها تُرمى في حاويات القمامة يجمعها أعوان المؤسسة، نتيجة غياب ثقافة الاستهلاك عند الجزائريين، الذين يرمون الخبز بكميات كبيرة، وهو تصرف أصبح يثير قلق مختلف الجهات، خاصة مؤسسات النظافة، التي تسعى للحد من هذه الظاهرة السيئة جدا.

وأشارت المتحدثة إلى الحاويات البيضاء التي تم وضعها والخاصة بالخبز في عدد من أحياء العاصمة، حيث حملت شعارات لتحسيس المواطنين بعدم رمي هذه المادة، منها: "وضع حاويات الخبز لا يعني التبذير"، و«في بلديتنا نجمع الخبز ونفرّقه عن باقي النفايات لكي يتم استرجاعه"؛ لحث المواطنين على تفادي التبذير الذي يمس الكثير من المواد الأساسية التي تُستورد بالعملة الصعبة المدعمة من قبل الدولة، والتي يؤدي تبذيرها إلى خسائر معتبرة.

وفي هذا الصدد أكدت يعقوبي أن "ناتكوم" تؤطر 14 حيا نموذجيا للفرز الانتقائي الذي تقوم به تحت إشراف ولاية الجزائر، التي أسست لجنة خاصة بهذا الملف يرأسها والي العاصمة عبد القادر زوخ، مكونة من دواوين الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، الدار البيضاء، بئر مراد رايس، وكالة "عدل" والوكالة العقارية.

وحسب المتحدثة فإن "ناتكوم" قامت بدراسة معمقة، تأخذ بعين الاعتبار بعض المعايير قبل تهيئة نقاط الفرز الانتقائي ووضع الحاويات حسب عدد السكان، طبيعة الحي، المستوى المعيشي للمواطنين ومدى قابليتهم لهذا المشروع الهام، حيث تم إعداد لافتات، وتجهيز نقاط الفرز الانتقائي بنظام الإضاءة لتسهيل رمي النفايات ليلا، مشيرة إلى أن النظام الذي استحدثته المؤسسة كان له تأثير كبير على الأحياء التي انطلقت بها العملية، وساهم في فرز النفايات بشكل كبير، وأعطى نتائج إيجابية لم تكن منتظرة، وصلت نسبها إلى 85 بالمائة.

وفي هذا الصدد، أشارت محدثتنا إلى عملية التحسيس التي تتواصل بخصوص الفرز الانتقائي عبر كافة بلديات العاصمة، لإنجاح المشروع بالنظر إلى أهميته الاقتصادية، خاصة أن هناك طلبا كبيرا على الخبز الذي يتم جمعه في الفرز الانتقائي من قبل الفلاحين. ويساهم في عملية التحسيس، حسب مصدرنا، أعوان مختلف المؤسسات الولائية، الذين يقدّمون شروحات وتفاصيل حول عملية الفرز الانتقائي للنفايات، ويحسّسون مختلف شرائح المجتمع بمحاربة ظاهرة التبذير بمشاركة نفسانيين ومختصين اجتماعيين وأطباء ومهتمين بالبيئة.

زهية.ش

المكلفة بالإعلام بمؤسسة "إكسترانت" لـ "المساء": 35 بالمائة من محتوى الحاويات مواد غذائية

أكدت المكلفة بالاتصال بمؤسسة جمع ونقل النفايات المنزلية "إكسترانت" لـ "المساء" نوارة أكساس، أن 35 بالمائة من محتوى الحاويات التي يتم جمعها يوميا، تتمثل في مواد غذائية متنوعة صالحة للاستهلاك، منها الخبز والحلويات والعجائن وغيرها خاصة على مستوى الأحياء الشعبية، حسب تقديرات رؤساء فروع النقاوة والنظافة ومهندسي البيئة للمؤسسة.

وأوضحت المتحدثة أن المؤسسة تركز في عملها على تنظيم حملات تحسيسية على مدار أيام السنة، وتستهدف مختلف فئات المجتمع، منهم تلاميذ المدارس الابتدائية وفي الأماكن العمومية، من أجل تغيير الذهنيات، الذي يتطلب الكثير من الوقت من أجل الوصول إلى بيئة نظيفة والحد من التبذير.

وحسب أكساس، فإن مؤسسة إكسترانت تعتمد من خلال برامجها، على التحسيس كدعامة أساسية لزرع هذه الثقافة، من خلال تبنّيها مشروع الفرز الانتقائي للنفايات، الذي تنفذه تدريجيا، ووضعها أكثر من 145 نقطة فرز انتقائي على مستوى 31 بلدية تنتمي لمجال تدخلها، بالإضافة إلى إنشاء مواقع لاسترجاع وفرز النفايات، التي يتم من خلالها استرجاع النفايات من المرجع في انتظار إنجاز خمسة مواقع أخرى للاسترجاع والفرز الانتقائي في السنة الجارية.

وذكرت المكلفة بالاتصال أن جمع مادة الخبز يدخل ضمن مشروع الفرز الانتقائي للمؤسسة، حيث خُصصت حاويات لجمع هذه المادة تحمل اللون الأبيض؛ كرسالة للمواطن والمستهلك الجزائري، فحواها كفانا تبذيرا للخبز، باعتبار اللون الأبيض يجلب نظر المستهلكين إلى الكمية الموجودة داخل الحاوية، ويحسّسهم بمدى فظاعة الظاهرة. واستدلت المتحدثة على ما تقول، بالكمية الكبيرة من الخبز التي جمعتها المؤسسة حتى نهاية السنة الفارطة، والمقدرة بـ 105 طن، إذ إن هذه الكمية في ارتفاع، وانتقلت الكمية التي تم جمعها من 23 طنا سنة 2015 إلى 43 طنا سنة 2016، ووصلت قبل نهاية السنة الفارطة، إلى 105 طن.

ويشير هذا الارتفاع ـ تقول محدثتنا ـ إلى أن رمي مادة الخبز لم يعد عشوائيا مثلما كان، بل أصبح منظما بعد استحداث مواقع لاسترجاع وفرز النفايات وتنصيب عدة حاويات على مستوى الأحياء، غير أنه يشير على صعيد آخر، إلى مدى استفحال التبذير الذي لم يعد مجرد ظاهرة، وإنما أصبح آفة تستدعي تدخّل كل المعنيين بالنظر إلى حجم الخسائر المترتبة عنه.

وفي هذا الصدد، أشارت إلى العمل الميداني الذي تقوم به المؤسسة والذي يستهدف المدارس من أجل التحسيس ضد التبذير الغذائي، حيث تشير المعاينة الميدانية إلى أن حاويات النفايات المنزلية تحتوي على الأكل المطبوخ وعجائن غذائية وخبز تقليدي وأطباق نتيجة غياب ثقافة الاستهلاك وفوضى الشراء التي تعاني منها العديد من العائلات، وغياب تخطيط خاص بصرف الميزانية، إذ تعمل "إكسترنات" على توعية الجيل الناشئ بمكافحة مختلف التصرفات التي تؤدي إلى التبذير وتسيء للبيئة.

زهية.ش