أردوغان يحل اليوم بالجزائر

التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب محورا الزيارة

التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب محورا الزيارة
  • القراءات: 617
حنان/ح حنان/ح

يقوم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ابتداء من اليوم، بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين، بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حسبما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية، أمس، الذي أضاف أن المحادثات التي سيجريها رئيسا الدولتين والأشغال المقررة بين وفدي البلدين «ستسمح للجزائر وتركيا بتبادل التحليل للوضع الإقليمي والدولي لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي والساحل». كما أن المحادثات «التي ستجري بين أعضاء الوفدين إضافة إلى منتدى الأعمال الذي سيضم عددا كبيرا من المؤسسات الجزائرية والتركية ستعطي دفعا أكبر للمبادلات والشراكات القائمة بين الاقتصاد الجزائري  والتركي»، يضيف بيان رئاسة الجمهورية.

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، زيارة إلى بلادنا في إطار جولة إفريقية يستهلها بالجزائر قبل التوجه إلى موريتانيا والسنغال ومالي. وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها للسيد أردوغان كرئيس جمهورية تضاف إليها زيارة ثالثة بصفته رئيس وزراء. وعرفت العلاقات الجزائرية – التركية تطورا هاما في السنوات الأخيرة، لاسيما على المستوى الاقتصادي حيث أصبحت الجزائر الشريك الأول لتركيا في إفريقيا.

ويرافق الرئيس أردوغان، حسب مصادر تركية، وفدا من رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك، للمشاركة في منتدى الأعمال التركي الجزائري الذي ينظم غدا.

وسيتم خلال الزيارة، افتتاح مسجد كتشاوة الذي يحمل ملامح التراث الثقافي لكلا البلدين، وقامت بترميمه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).

وتمتد العلاقات السياسية بين البلدين إلى فترة استقلال الجزائر، حيث تم فتح السفارة التركية في الجزائر عام 1963. وعرفت هذه العلاقات دفعا جديدا مع زيارة الرئيس بوتفليقة إلى أنقرة عام 2005، والزيارة التي قام بها أردوغان إلى الجزائر، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء في تركيا عام 2006 والتي عرفت توقيع معاهدة صداقة وتعاون. وتم تنظيم عدة زيارات متبادلة بين كبار مسؤولي البلدين، آخرها زيارة وزير الخارجية عبد القادر مساهل لأنقرة الخميس الماضي، وهو ماسمح بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين. وشهد المجال الاقتصادي تطورا ملحوظا، سواء على مستوى المبادلات التجارية أو الاستثمارات التركية ببلادنا، حيث بلغت صادرات تركيا إلى الجزائر عام 2016، 1.7 مليار دولار، وهي عبارة عن مركبات وقطعها، ومنتجات الحديد والصلب والنسيج والزيوت والأدوات الكهربائية والألبسة، فيما استوردت تركيا من الجزائر منتجات بقيمة 1.3 مليار دولار دولار، جلها بنسبة 97 بالمائة منتجات الطاقة ولاسيما الغاز الطبيعي المسال، وغاز البترول المسال، والنفط الخام.  وتنشط الشركات التركية العاملة في الجزائر، في مجالات الحديد والصلب والنسيج والمواد الكيماوية والمنظفات والمواد الغذائية والبناء، وتجاوزت قيمة استثمارات تلك الشركات 2 مليار دولار.  وكانت الزيارة الأخيرة التي قام الرئيس التركي للجزائر في نوفمبر 2014، فرصة لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية، لاسيما وإنها تميزت بلقاء جمع رئيسي البلدين وسمح ببحث المسائل ذات الاهتمام المشترك، كما تم خلالها التوقيع على اتفاقية تقضي بتمديد تزويد الجزائر لتركيا بالغاز الطبيعي المميع لعشر سنوات إضافية، مع مضاعفة الكميات بنسبة 50 بالمائة، بضمان من الناقلات الجزائرية التي تتكفل بنقل شحنات الغاز إلى تركيا.

وعلاوة على العلاقات الثنائية، فإن البلدين يعملان على تنسيق مواقفهما السياسية، لاسيما ذات العلاقة بالمسائل الجهوية والدولية. فالبلدان وإن اختلفا في التعامل مع القضايا الخارجية، باعتبار أن الجزائر ترفض تماما التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان كمبدأ أساسي في الدبلوماسية الجزائرية، فإن لهما وجهات نظر متطابقة حول قضايا مختلفة.

للتذكير، أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل يوم الخميس بأنقرة أن الجزائر تعد «أول شريك» تجاري لتركيا في إفريقيا بحجم مبادلات يقدر بـ5ر3 ملايير دولار. وخلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره التركي ميفلوت كافوسوغلو،أشار إلى أن 796 مؤسسة تركية تٌشغل 28.000 شخصا «تنشط بالجزائر».