الأخصائيون في طب الأطفال يحذّرون:

العزوف عن التلقيح خطر وخسارة..

العزوف عن التلقيح خطر وخسارة..
  • القراءات: 949
ص / م ص / م

حذّر أطباء الأطفال ومختصون في التلقيح، من المخاطر التي قد تنجم بعد فشل الحملتين اللتين نظمتهما وزارة الصحة خلال شهر مارس 2017 وشهر جانفي 2018 ضد الحصبة والحصبة الألمانية، مشددين على ضرورة التلقيح لحماية الأجيال الصاعدة من تعقيدات الإصابة بهذين الفيروسين.

وجاء تحذير هؤلاء الأطباء بعد ظهور حالات إصابة جديدة بالحصبة والحصبة الألمانية ببعض ولايات الجنوب خلال الثلاثي الأخير من السنة الماضية وشهري جانفي وفيفري 2018، حيث أشار الأستاذ عبد اللطيف بن سنوسي، مختص في طب الأطفال بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية حساني اسعد بالجزائر العاصمة، أن فشل حملات التلقيح في تحقيق نسبة 95 بالمائة من التغطية لدى الفئة العمرية  من 6 إلى 14 سنة، يجعل من مواجهة هذين الوبائين خلال الأيام القادمة أمرا صعبا جدا.

وعبر نفس المختص عن أسفه لعزوف المجتمع عن التلقيح، رغم معرفة الجميع بأن نجاح الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال التي تبنتها الجزائر منذ السنوات الأولى للإستقلال، شكل سببا مؤكدا في التصدي لحالات من الكساح وشلل الأطفال والتيفويد.

من جهتها أوضحت الأستاذة ليلى سماتي، رئيسة مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الإستشفائية العمومية نور الدين الآتاسي لبلوغين بأن عودة الحصبة ببعض ولايات الجنوب غير آهلة بالسكان ينذر بالخطر، لافتة إلى أنه في حال زحفها إلى المناطق الشمالية ذات الكثافة السكانية سيؤدي ذلك إلى وضع  يصعب التحكم فيه.

في سياق متصل أرجع الأستاذ عبد الكريم سوكحال، مختص في الأمراض الوبائية عودة فيروس الحصبة لدى الأطفال غير الملقحين لعدم اكتسابهم المناعة الكافية لمواجهة هذا الخطر، بعد استفادتهم من جرعة واحدة فقط خلال الشهر التاسع من العمر، معتبرا عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم «خطر وخسارة طبية واجتماعية واقتصادية.

من جانبه ذكر الدكتور جمال فورار، مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بظهور داء البوحمرون بولايات الجنوب خلال الثلاثي الأخيرة من سنة 2017، بعد عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم، مع ظهور الداء بكل من الجلفة ورقلة وتيارت واليزي والوادي خلال فيفري الجاري، حيث سجلت عشرات الحالات المؤكدة أدت حالة منها إلى وفاة رضيع.

للإشارة فإن الدولة تخصص سنويا في إطار البرنامج الموسع للقاحات الأطفال غلاف مالي بأكثر من 10 ملايير دينار لحماية السكان من  الأمراض المعدية والخطيرة، سمح للجزائر وباعتراف المنظمة العالمية للصحة في سنة 2016 الى القضاء نهائيا على شلل الأطفال. وكشف السيد فورار بالمناسبة عن زيارة وفد عن منظمتي الصحة العالمية واليونيسف خلال  الأيام القادمة للجزائر، لمنحها شهادة تثبت قضائها على «التيتانوس» لدى الأطفال حديثي الولادة بفضل السياسة التي اتبعتها في مجال لقاح الأطفال ضد بعض الأمراض الخطيرة.