تنظمه جامعة «الأمير عبد القادر» للعلوم الإسلامية

ملتقى دولي حول «راهن الإعلام الديني وآفاقه»

ملتقى دولي حول «راهن الإعلام الديني وآفاقه»
  • القراءات: 1604
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

تنظم كلية أصول الدين التابعة لجامعة «الأمير عبد القادر» للعلوم الإسلامية بقسنطينة، بقاعة المحاضرات «ابن باديس»، مؤتمرا دوليا تحت عنوان «راهن الإعلام الديني وآفاقه»، يومي 16 و17 أفريل المقبل، بمشاركة دكاترة من الجزائر ومن مختلف الدول في العالم.

جاء في ديباجة الملتقى، أنه يتزايد الاهتمام بالإعلام الديني اليوم نظرا لما يمثله من أهمية في الفضاء العمومي العام، وقدرته على التأثير انطلاقا من خصوصيته، فهو عبارة عن أنظمة اجتماعية تحتل دورا مهما في إعداد وإنتاج وتفسير ونشر الرموز والمعاني الاجتماعية والثقافية والدينية. كما يشهد الإعلام الديني تنوعا في القائم بالاتصال (ملاك المؤسسات، صحفيون، مراسلون…)، فلم يعد حكرا على المؤسسات الرسمية فقط، وإنما تعداها إلى فاعلين جدد، مؤسسات مجتمع مدني، مذهبيات، فرق دينية، طوائف، جماعات متطرفة… أي القوى الاجتماعية والمالية والأمنية التي تعمل على استقطاب الجمهور واستمالاته وشحنه وتوجيهه وتجنيده.

جاء في الديباجة أيضا، أنه بقدر أهمية هذا التنوع بقدر خطورته، ذلك أن الكثير منها تحول إلى أدوات للاستقطاب الحاد، وبث خطابات العنف والكراهية والتحريض والتطرف، مما زاد في حدة الاحتقان الطائفي والمذهبي وغيب لغة الحوار والتفاهم والتعايش بين مكونات المجتمع الواحد، وهي ممارسات تزيد حدتها مع التوظيف المتوسع للشبكات الاجتماعية، حيث المحتوى المنفلت من الرقابة.

وفي شق تابع يتنوع المضمون والخطاب الإعلامي الديني، بتنوع الفاعلين واتجاهاتهم ومذاهبهم وإيديولوجياتهم، رافقه إرباك حقيقي في الكثير من الدول إن لم يكن اختلالا في وحدة المرجعية (الفقهية والعقدية وحتى الاجتماعية…)، فالمتلقي يواجه سيلا من المعارف الدينية المتضاربة والمتعارضة التي كثيرا ما تستدعي وتستحضر إشكاليات ضاربة في عمق التاريخ أو موغلة في التخصص والدقة، الهدف منها خدمة مرجعيات ومصادمة أخرى في إطار استمرارية الصراعات التقليدية..

كما يزداد عمق المشكلة مع تنوع الوسائط الإعلامية والاتصالية ودخول تطبيقات ومنصات إعلامية جديدة، مثل شبكات التواصل الاجتماعي …حيث يجري توظيفها بشكل مكثف وممنهج (عمليات الذباب الإلكتروني)، من أجل احتواء العدد الأكبر من الجماهير واستقطابها أو على الأقل خلخلة معتقداتها.

لاشك أن لهذه الإشكاليات التي يتناولها الملتقى، ارتدادات على جمهور المتلقي، خصوصا في البيئات التي تنقص فيها المعرفة الدينية حول القضايا التاريخية أو الفقهية أو العقدية، التي تكون عادة مادة الخطاب والجدل، فتعددية الخطاب في الإعلام الديني بقدر ما هو تنوع محمود، إلا أنه يتحول في غالب الأحيان إلى مادة صراعية ودعائية تستند على المقولات المذهبية.

هي انشغالات وإشكاليات تطرح أيضا وبشدة حول واقع الإعلام الديني في الجزائر، سواء كان منتجا محليا موجها للجمهور الجزائري بالدرجة الأولى، من حيث تكوين القائمين عليه، أو من حيث المحتوى والخطاب ومدى قدرته على حماية المرجعية الدينية الوطنية وتحصين المجتمع، أو الموجه من منصات إعلامية دينية خارجية ترتبط بأجندات واستراتيجيات قد تكون مهددة للانسجام والأمن الديني.

أما عن أهداف الملتقى فتتمثل في؛ تبيان أنماط تكوين القائم بالاتصال في الإعلام الديني وانعكاساته على أدائه، ذلك أن نوعية وجودة التكوين تنتج صحفيا متمرسا قادرا على إنتاج مضمون ديني ذي أهداف، مع  دراسة أنواع الخطاب الديني واتجاهاته وخلفياته، إضافة إلى دراسة وتحليل تأثير هذا الخطاب على الجمهور المتلقي، والمساهمة في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية وتحقيق السلم والتعايش المذهبي والأمن الفكري.

في المقابل، تم تحديد المحور الأول للملتقى، والمتمثل في تكوين القائم بالاتصال في الإعلام الديني، خصائص وسمات القائم بالاتصال في الإعلام الديني، فحص ودراسة برامج تكوين كوارد الإعلام الديني، التنوع المذهبي والطائفي وأثره على أداء القائم بالاتصال، وأثر الأنظمة الاجتماعية والسياسية والمالية والدينية على أداء القائم بالاتصال في الإعلام الديني.

أما المحور الثاني للملتقى، فيضم النقاط التالية: مضمون وخطاب الإعلام الديني، صناعة المضمون في الإعلام الديني ومشكلاته، خطاب التطرف والعنف في الإعلام الديني، خطاب الإعلام الديني بين دعاية الكراهية والتطرف والفرقة ودعاوى التعايش والتسامح. في حين يهتم المحور الثالث بكل من جمهور الإعلام الديني، خصائص جمهور الإعلام الديني وسماته واستخدامات وإشباعات مضامين الإعلام الديني لدى الجمهور، (تأثير الإعلام الديني في الجمهور المعرفي، الوجداني، السلوكي).

أما المحور الرابع: فسيتم التطرق فيه إلى الإعلام الديني في الجزائر: واقعه وآفاقه وتجربة الإعلام الديني في الجزائر، (إشكاليات الإعلام الديني في الجزائر (القائم بالاتصال، المضمون، التشريعات، الجمهور

آفاق وسبل النهوض بالإعلام الديني في الجزائر).

تم تعيين الأستاذ الدكتور السعيد دراجي، مدير جامعة «الأمير عبد القادر» للعلوم الإسلامية، مديرا للملتقى، في حين اختير الدكتور أحمد عبدلي، عميد كلية أصول الدين، رئيسا للجنة العلمية والتنظيمية التي تضم الأعضاء الآتية أسماؤهم: أبو بكر كافي، نور الدين سكحال، حميد قوفي، كمال لدرع، حسان موهوبي، فضيل دليو، محمد لعقاب، بدر الدين زواقة، جمال بن زروق، عبد الرحمن عزي، نصير بوعلي، عبد القادر بخوش، بدران بلحسن، العربي بوعمامة، ليلى فيلالي، عيسى بوعافية، يوسف العايب، محمد البشير بن طبة، إلياس طلحة، وردة بوجلال، رشيد خضير ورضوان بلخيري.

لطيفة داريب