أشرفت السلطات المحلية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية بولاية تيارت على الاحتفالات الرسمية ليوم الشهيد بدائرة قصر الشلالة، حيث تم تدشين العديد من المصالح الخدماتية وتسمية بعض المرافق بأسماء شهداء المنطقة، وتوزيع حصة 874 سكنا اجتماعيا في حفل نظم بالمناسبة، من أبرز محطات هذا الحفل، تكريم عائلة المجاهد المرحوم سعد دحلب ابن مدينة قصر الشلالة، الذي يعتبر من الرعيل الأول للحركة الوطنية وأحد أبرز مفاوضي جبهة التحرير الوطني في مفاوضات "إيفيان"، حيث كتب له التاريخ موقفه البطولي من قضية فصل الصحراء في المفاوضات من قبل المستعمر الفرنسي، ليقول كلمته الشهيرة آنذاك "كيف تريدون فصل الصحراء في المفاوضات وأنا ابن الصحراء"، كما شغل منصب وزير الخارجية في أول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية تحت رئاسة المرحوم فرحات عباس، والثانية بقيادة المرحوم يوسف بن خدة، ليشتغل في السنوات الأولى من الاستقلال، كمدير عام مؤسسة "سوناكوم" بالرويبة، ويعتزل العمل السياسي طواعية، ويتكفل بإنشاء دار النشر التي حملت اسمه إلى أن وافته المنية في بداية التسعينات.

بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للشهيد، وتخليدا لذكراه، قامت السلطات المحلية والأسرة الثورية بتكريم أفراد من عائلة المجاهد سعد دحلب، حيث نوه الجميع بحنكة المجاهد الديبلوماسية ونضاله الطويل في الحركة الوطنية، بداية من حزب الشعب إلى جبهة التحرير الوطني، ومفاوضات "إيفيان" التاريخية التي أبلى فيها المجاهد سعد دحلب البلاء الحسن، رفقة زملائه المجاهدين، والتفاوض مع الطرف الفرنسي كطرف حقيقي في المعادلة، وليس من باب المستعمرة، حيث فرض الطرف الجزائري على الفرنسيين العديد من الشروط تتعلق أساسا بالسيادة الوطنية على كامل التراب الوطني، بما فيها الصحراء التي أراد الفرنسيون الحفاظ عليها كمستعمرة فرنسية.

❊ن.خيالي