معرض جماعي نسوي بمؤسسة «أحمد ورابح عسلة»

عصاميات أكدن موهبتهن بكل جدارة

عصاميات أكدن موهبتهن بكل جدارة
  • القراءات: 684
 لطيفة داريب لطيفة داريب

نساء أحببن الفن منذ الصغر، لكن هذا لم يدفعهن إلى دراسته في معاهد الفنون الجميلة، فتفرعت سبلهن في الحياة، بيد أن عشقهن الأول عاد وبقوة يخفق في قلوبهن، فكان أن مارسن الرسم وحملن لقب «هاويات» بكل حزم وإبداع، وهو حال ثلاثين فنانة تعرض بمؤسسة «عسلة حسين» إلى غاية نهاية الشهر الجاري.

بهذه المناسبة، نوّه رئيس مؤسسة «أحمد ورابح عسلة»، الأستاذ حسين عسلة عبر منبر «المساء»، بالمشاركة القوية لنساء رغبن، بل صممن، في إبراز مواهبن وعرض أعمالهن على العامة، مضيفا أن المرأة تشجعت وخرجت من المطبخ ونافست الرجل، بل أثبتت أنها أفضل منه. كما أشار إلى أن هذه التظاهرة الفنية مفتوحة أمام الفنانات العصاميات، في حين سيتم دعوة الجميع، بمن فيهن المحترفات، للمشاركة في مسابقة المؤسسة في السابع من مارس المقبل، حيث تنال الفائزات جوائز.

أما نائب رئيس مؤسسة «أحمد ورابح عسلة»، الناقد والفنان طاهر حاج علي، فقال لـ»المساء»، إنه سعيد جدا بالمشاركة المميزة لنساء رفضن حصرهن في المطبخ، واخترن فضاء في بيوتهن لممارسة هواياتهن، سواء الرسم أو المطالعة وغيرهما. مضيفا أن البعض منهن تطورن بشكل سريع، كما تخصص العديد منهن في الفن التصويري مع بعض المحاولات في الفن التجريدي والنحت.

في المقابل، تجولت «المساء»، في أرجاء فضاء مؤسسة «أحمد ورابح عسلة»، والتقت ببعض الفنانات، من بينهن أمينة بلامين التي تشارك في هذا المعرض بلوحتين، الأولى بأسلوب شبه تصويري، حيث رسمت فيها امرأة جميلة فعلا لكنها تبدو حزينة، فرغم أنوثتها الصارخة.. لا تبتسم حتى، كأنها تريد أن تؤكد بأن جمال الشكل لا يعكس بالضرورة سعادة داخلية. كما اختارت بلامين خلفية سوداء للوحتها هذه، وهو دليل ثان على صعوبة حياة المرأة خاصة في بلدنا.

هكذا قدمت الفنانة الشابة التي تعرض أعمالها لأول مرة أمام الجمهور، رسائل عديدة عبر لوحتها هذه، لننتقل إلى عملها الثاني الذي رسمته بتقنية الأركيليك، ومزجت فيه بين الألوان الرئيسية وهي الأحمر والأزرق والقليل من الأصفر. كما استعملت أيضا تقنية «الرملي»، لتؤكد تعلقها بالرسم منذ صغرها، رغم اختيارها عالم البنوك، كعمل لها. كما تلقت عدة تكوينات في هذا المجال، وهي الديكور الداخلي في جمعية «أرتيسيمو»، وفي «تكنو»، إلا أنها تعلمت أكثر عبر «اليوتوب»، في انتظار تنظيم معرضها الخاص بفندق «الجزائر».

من جهتها، قالت خديجة مهني لـ»المساء»، بأنها عرضت لوحاتها أكثر من مرة، فالرسم بالنسبة لها موهبة وحب كبير نما في قلبها منذ طفولتها، وأضافت الفنانة التي درست «الديزاين»، أنها تشارك بلوحتين، الأولى تضم شابة ترتدي زيا قبائليا وتقوم بإعداد الكسكسي، قالت عنها خديجة إنها تعبر عن تمازج بين الأصالة والعصرنة، كما استعملت ألوانا باهية، لأنها تعبر عن الثقافة القبائلية. أما عن لوحتها الثانية، فرسمت فيها امرأة متقدمة في السن، تظهر تفاصيل وجهها بشكل دقيق، مشيرة إلى اختيارها رسم صورة لعجوز اسمها باية آيت محند، لإعجابها الشديد بعفوية هذه المرأة التي تعبر تقاسيم وجهها عن محطات حياتها المتعددة.

بينما تشارك ليلى شريان هي الأخرى بلوحتين، واحدة في الطبيعة الصامتة والثانية تمثل منظرا طبيعيا، وقد أحبت المحامية الرسم منذ زمن طويل، ولم يمنعها عملها في المحاماة من دراسة أبجديات الرسم في جمعية الفنون الجميلة وفي مؤسسة «فنون وثقافة»، لتبدأ رحلتها في عالم الرسم، رغم أنها تتوقف أحيانا عن ممارسة هوايتها بفعل غياب الإلهام، لتعود مجددا إلى ممارسة هذا الحب.

من جهتها، أكدت الفنانة الشابة آسيا أوشان، اهتمامها بالتراث المحلي، لتقوم بترجمة هذا الحب إلى لوحات تشارك في المعرض باثنتين منها، الأولى لامرأة بـ»الحايك» والثانية لمبنى تاريخي، وفي هذا، ذكرت مشاركتها في ورشة للفنانة خريجة مدرسة الفنون الجميلة، فايزة بايو، سنة 2013، لتبدأ عرض أعمالها سنة 2015، فكانت البداية بالرسم الزيتي، ومن ثمة انتقلت إلى «الأركيليك» و»الباستال».

آسيا اعتبرت أن مكوثها في البيت بعد إتمامها لدراستها في التجارة وكذا زواجها، مكنها من التخصص في الرسم، حيث أنها ترسم كل يوم، باعتبار أن الرسم في حد ذاته ليس موهبة فقط بل هو عمل يومي، وها هي اليوم تشارك في عدة معارض رفقة صديقتين لها، وفي هذا السياق، تعرض حاليا في رواق «عسلة حسين» بثماني لوحات.

في حين تشارك فوزية بن عتوف في معرض بمؤسسة «عسلة» للمرة الثانية، حيث تشارك بلوحة واحدة رسمت فيها نساء من البادية، باعتبار أنها مختصة في رسم هذه الشخصيات. كما أنها تلقت دعوة من مؤسسة فرنسية لعرض أعمالها في الضفة الثانية من المتوسط.

مالية زواي التي التحقت بمدرسة الفنون الجميلة، كمترشحة حرة من 1999 إلى 2004، تكونت أيضا في جمعية الفنون الجميلة، حيث تعلّمت تقنيات جديدة، وطورت أسلوبها. مع أنها درست المحاسبة وتعمل في مجال بعيد عن الفن، إلا أنها عرضت أعمالها في أكثر من مناسبة وفي مختلف الفضاءات، مثل رواق «عائشة حداد»، وانتقلت من الرسم بالحبر الصيني إلى تقنيات أخرى، مستعملة في ذلك مختلف الألوان، أما عن لوحتها التي شاركت بها، فقالت عنها الفنانة إنها في الفن التجريدي، كما رسمت فيها أشكالا هندسية مختلفة بالحبر الصيني والأركيليك، وتضيف «أحب الفن التجريدي لأن كل شخص يستطيع أن يفسر اللوحة كما يريد، حتى أنه يمكنه أن يجد عدة تفسيرات للعمل الواحد». وتضيف أيضا «ساعدني والدي الذي يملك متجرا للتحف القديمة في مواصلة مسيرتي الفنية، أشعر بالحرية في إنتاج أكثر من عمل إبداعي».

  لطيفة داريب

ثقافيات

«قال الشهيد» على ركح الجلفة

تم عرض بركح المسرح الجهوي «أحمد بن بوزيد» بالجلفة، مؤخرا، أوبيرات «قال الشهيد» في مبادرة أشرفت عليها مديرية الثقافة، في إطار إحياء يوم الشهيد المصادف لـ18 فبراير من كل سنة.

استمتع الجمهور العريض الذي حضر بقوة فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التي صنع مشهدها الفني، لوحات كوريغرافية رائعة وأداء متميز على الخشبة لكوكبة من الفنانين، من بينهم الفنان محمد عجايمي والفنانة جهيدة.

يروي هذا العمل الفني ـ الذي أنتجه الديوان الوطني للثقافة والإعلام وكتب  نصه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وأخرجه حميدة عبد القادر ولحنه الفنان الراحل محمد بوليفة ـ قصة عائلة جزائرية شاركت في مقاومة الاستعمار الفرنسي إبان الثورة التحريرية المجيدة.

الجدير بالذكر أنه ساهمت هذه التظاهرة في تنشيط الفعل الثقافي بالولاية،   وشكلت فرصة سانحة للعائلات والجمهور الذواق للاستمتاع بعرض فني له صيته ويؤرخ للذاكرة الوطنية في بعدها التاريخي الحافل بالأمجاد.

وفي ختام العرض الذي حضرته السلطات المحلية للولاية، تم تكريم الفنانين المشاركين في هذا العمل الفني في بادرة تشجيعية من مديرية الثقافة.

«الفجر والمقصلة» بوهران

ستعرض أوبيرات «الفجر والمقصلة» حول الشهيد أحمد زبانة، اليوم الأحد، بالمسرح الجهوي «عبد القادر علولة» في وهران في  إطار الفعاليات المبرمجة للاحتفال باليوم الوطني للشهيد، المصادف لـ18 فبراير من كل سنة، حسبما علم من المديرية الولائية للثقافة.

سيعرف عرض هذه الأوبيرات، من تأليف الكاتب الروائي ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، تلحين العملاق المرحوم بلاوي الهواري وإخراج مولاي ملياني محمد مراد، والتي تحكي آخر أيام الشهيد أحمد زبانة قبل إعدامه بالمقصلة، حضورا مميزا من الشخصيات الفنية الجزائرية من كافة ربوع الوطن، سيأتون لمشاركة وهران «احتفاءها برجالها الذين صادقوا ما عاهدوا الله عليه، وقدموا تضحيات جليلة في سبيل تحرير الوطن»، وفق بيان لمديرية الثقافة.

يجسد هذا العمل الفني المرفوع لروح الشهيد أحمد زبانة، حياة شهيد المقصلة ومجريات محاكمته إلى غاية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل المستعمر الفرنسي، وتبرز القصة الشهيد في آخر أيام حياته في ديكور وكوريغرافيا مميزة تضم 19 أغنية، لحنها المجاهد والموسيقار الراحل بلاوي الهواري، يؤديها كل من رفاس عمر وفاطمة أحمد، وتجسد الأدوار ركحيا أفضل الطاقات المسرحية، مثل زربيع عبد الحليم في دور الراوي وبطل العرض ومجسد دور أحمد زبانة عاهد مسعود سفيان.

تحاول الأوبيرات «نقل رسالة جزائر الشهداء كنموذج للتعايش بين كل  الجزائريين، وبين كل الأديان والأجناس، ليس عبر التاريخ، وإنما في  المستقبل القادم. كما تقدم مدينة وهران المجاهدة وهي صورة لبلد يبقى شامخا وموحدا، رغم كل المحن والعواصف التي مرت عليه»، يضيف المصدر.

ق.ث