الأشرار الثلاثة» على ركح «علولة»

الفرجة مضمونة

الفرجة مضمونة
  • القراءات: 525
❊ خ. نافع ❊ خ. نافع

قدّمت فرقة مسرح «عبد القادر علولة» بوهران، أول أمس، العرض العام لآخر إنتاجاتها الموجهة للأطفال «الأشرار الثلاثة»، التي كتب نصها عبد الحفيظ بوعلام، وتشارك مع الممثلة القديرة صافية شقاق في الإخراج. وتناولت قصة هذا العمل المسرحي الجديد الصراع الأبدي بين الشر والخير، الذي جسدت دوره بإتقان الممثلة حورية زاوش في دور الحكيمة التي يلجأ إليها سكان المملكة لعلاجهم من الأسقام التي تسببها بذور كبير ملاّك الأراضي الشرير، الذي يجسد دوره الفنان الكوميدي مصطفى مراتية.

يتحالف كبير ملاّك الأراضي مع الساحرة مزعوقة، التي جسدت دورها المتألقة أمينة بلحسين، ووزير الملك الطماع الذي يجسد دوره عاهد مسعود سفيان.

باكتمال مثلث الشر يسعى الفاسدون لتزويج الساحرة مزعوقة بالأمير، وتزويج الوزير الفاسد من الأميرة، وتمكين كبير الملاك من باقي أرزاق المزارعين، وتتوالى الأحداث لتنتهي القصة بفوز الخيّرين ولقاء الحكيمة بالأمير الذي يجسد دوره الفنان القدير محمد الأمين رار، فيما أدى الفنان كريم كسراوي دور الملك، الذي أدخل على القاعة رفقة مصطفى ميراتية جوا من الكوميديا والضحك.

الأجواء البهيجة والملونة على الركح زادت بهجة بفرح المتتبعين وشغفهم بالقصة. واستطاع مخرجا العمل أن يحققا المهم بإبهار الأطفال وشدهم للعرض بنص مبني على قصة مشوقة كثيرة التفاصيل بدون الابتعاد عن المغزى والرسالة الموجهة، فصنعت الاستثناء عن باقي عروض الأطفال المسرحية السائدة عموما في الفترة الراهنة.

وقد نوّه الاستاذ نوري مخيسي إطار بمديرية الثقافة ومهتم بالمسرح، نوّه بالعمل الذي قال عنه إنه عمل متكامل من جميع الجوانب، وهو ما يبشر، حسبه، ببناء مسرح حقيقي موجّه للطفل، يشتغل بفكر جديد يقدّم خيرة الممثلين المتمكنين ركحيا في أدوار جديدة مختلفة، وهذا دليل على العمل التحضيري الجاد الذي سبق العرض، ليتألقوا بناء على نص قوي وفريق فني وتقني متكاملين بفضل الكفاءة في الانتقاء عن أي معايير أخرى قد تشوب العمل. كما نوّه بأداء الممثلين أدوارهم واستعمالهم حوارا سلسا باللغة المتداولة في مسرح وهران التي توازن بين الدارجة التي تشكل اللغة الأم للطفل والفصحى في إطار تلقائي. وزادت الموسيقى والأغاني من جمالية العرض، وسايرت قصة المسرحية بنسق رفيع، أبدعتها أنامل الفنان محمد زامي. أما الكوريغرافيا التي صاحبت العمل فعادت للفنان العيد جلول، الذي خلق جوا راقصا تفاعل معه المتلقي بما يتلاءم وألوان الديكور، ويتماشى وسينوغرافيا العرض الراقية التي وقّعها الفنان علي حزاتي، صانعا أجواء إبداعية سهلت عمل الممثلين.

«الأشرار الثلاثة» خلال ساعة من الزمن استطاعت أن تحقق نجاحا جديدا يحسب لمسرح «عبد القادر علولة»، تشريفا لروحه الطاهرة بضمانها الفرجة والمتعة، وتحقيقها لهما باجتماع كل عناصر العرض المتكامل، برؤية إخراجية ثاقبة تؤكد إمكانات المبدع المحلي في إعطاء الإضافة وصنع لحظة الإبداع بعيدا عن التصنع والابتذال.

خ. نافع