الأسرة الثورية ببلدية عين ياقوت بولاية باتنة

إحياء الذكرى الأولى لوفاة المجاهد رابح محجوب

إحياء الذكرى الأولى لوفاة المجاهد رابح محجوب
  • القراءات: 3491
ع.بزاعي ع.بزاعي

أحيت الأسرة الثورية ببلدية عين ياقوت بولاية باتنة، صبيحة أمس، الذكرى الأولى لوفاة المرحوم المجاهد «رابح محجوب». وتميزت هذه الاحتفالات التي أشرفت عليها مديرية المجاهدين، بالتنسيق مع بلدية عين ياقوت، بحضور الأسرة الثورية وجمع غفير من المواطنين وممثلي عديد الهيئات وجمعيات المجتمع المدني والكشافة الإسلامية وطلبة الثانويات بتخليد الذكرى من خلال نشاط مميز.

إلى جانب ذلك، شمل النشاط إقامة أنشطة ثقافية، معارض للصور بعد استقبال الضيوف بالمكتبة البلدية التي احتضنت التظاهرة، حيث حرص المنظمون أن تكون المناسبة في مقام المرحوم ومستوى بطولاته لصون الذاكرة التاريخية والحفاظ عليها وتثمين التراث التاريخي المرتبط بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة نوفمبر الخالدة لتمرير الرسالة وربط أبطال الثورة بجيل الاستقلال.

وفي هذه المناسبة التي تم خلالها تكريم مجموعة من مجاهدي المنطقة، قدمت شروحات حول سيرة المرحوم من قبل بعض المجاهدين الذين عايشوا مراحل من سيرة نضال المرحوم في الحركة الوطنية ونشاطه خلال الثورة التحريرية، وبهذه المناسبة استحضرت الذكرى التي تعد وقفة تأمل وتمجيد لأبطال الثورة التحريرية، استرجع فيها جانبا مهما من تاريخ الثورة المباركة التي صنعها أبطال الثورة التحريرية بالمنطقة. 

وفي كلمة بالمناسبة، ذكّر مدير المجاهدين بباتنة السيد الجمعي بومعراف بمناقب المرحوم وأكد بالمناسبة أن إحياء الذكرى يعد وقفة تأمل واستذكار الأبطال المجاهدين وتشريفا لشهداء الوطن ونبراسا لجيل الاستقلال للحذو حذو الرعيل الأول ممن فجروا الثورة. ودعا الشباب لاستلهام الذكرى وتثمين مكاسب ثورة التحرير والحفاظ عليها وفق أهداف بيان أول نوفمبر.

من جهته، نجل المرحوم، كمال محجوب الأمين العام السابق لدائرة باتنة والمتقاعد حاليا عن منصب رئيس دائرة سابق أبرز أهمية المبادرة التي تعد ـ  حسبه ـ مناسبة لاستحضار أمجاد أبطال الثورة والتنويه ببطولات المجاهدين والشهداء الأبرار. 

كما قدم بالمناسبة أحد أحفاد المرحوم قصيدة ضمنها معاني الوطنية لخص فيها وصايا الجد والتشبث بالوحدة الوطنية.     

ولد المجاهد المرحوم رابح محجوب سنة 1922 بدوار أولاد سي علي ببلدية عين ياقوت بباتنة، أبوه علي بن بلعباس وأمه غيدة عموري، تربى في أحضان أسرة فلاحية كبيرة العدد وحفظ القرآن. عايش مجازر 8 ماي 1945 بمدينة قالمة ونجى منها بأعجوبة مع عائلته وكان وقتها يعمل بمزارع المعمّرين قبل عودته لعين ياقوت سنة 1946.

شغل المرحوم عدة مهن بباتنة، خنشلة، تبسة والخروب لتوفير لقمة العيش لعائلته بعد عودته من قالمة سنة 1952. وعمل مناضلا اللاتصال وترقب أخبار العدو ومرافقة أفراد كتيبة جيش التحرير الوطني لتسهيل مرورها عبر المناطق المجاورة على مستوى القسمة الثانية، الناحية الثالثة المنطقة الثانية الولاية الأولى.

وبأوامر من قيادة جيش التحرير الوطني، قام بتهيئة منزله العائلي بمنطقة ظهر اعزم ليكون مخبأ للمؤونة والسلاح ومكانا لاستراحة المجاهدين وعقد الاجتماعات بالنظر لأهمية موقعه الإسترتيجي بالقرب من سفح الجبل بمحاذاة الوادي الكبير، كما استغلت ساحة المنزل للقيام بالتدريبات العسكرية وفك ومسح السلاح إلى أن اكتشف أمره سنة 1958 بوشاية، حيث قام الاستعمار بتدمير بيته بواسطة متفجرات وأصبح محل بحث من سلطات الاستعمار. وتم تحويل منزله إلى عساكر القومية كما حول إلى إسطبل لخيولهم.   

ألقي عليه القبض وأودع السجن بضيعة «ريش» بالمعذر ثم تم نقله إلى قصر الطير بسطيف، كما سجن بعين مليلة حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب. ثم تولى مهمة دليل تنقلات جنود جيش التحرير الوطني عبر مناطق بئر الشهداء، سوق نعمان، عين مليلة وأولاد زواي. كما قام بحفر «كازمات» رفقة حرمه المجاهدة حفصية بلخيري في منطقة الشط قرية ذراع بولطيف حاليا وثنية السدرة. 

عمل المرحوم بعد الاستقلال حرس بلدي من 1962 إلى سنة 1984 وتولى مهمة منسق قسمة المجاهدين ببلدية عين ياقوت من سنة 1986 إلى سنة 2014 ليتفرغ للأعمال الخيرية ذات الطابع التضامني باعتباره عضو اللجنة الدينية ومؤذن مسجد الفلاح بعين ياقوت.

وكان المرحوم المجاهد رابح محجوب الذي نتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 16 جانفي 2017 عن عمر ناهز 95 سنة قد خلف أسرة محافظة تفيض وطنية ومن أبنائه كمال محجوب إطار ولاية سابق، متقاعد والمرحوم مسعود محجوب الذي شغل قبل وفاته أمين عام دائرة المعذر ومديرا للنقل لولاية باتنة.