الأنثروبولوجيا أداة للتحرر عند معمري

الأنثروبولوجيا أداة للتحرر عند معمري
  • القراءات: 726
❊ق.ث ❊ق.ث

أشار الأستاذ سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في علم ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، أول أمس، بوهران  إلى أن مولود معمري الباحث وعالم الأناسة، كان يعتبر الأنثروبولوجيا علما وأداة للتحرر. 

ركز سليمان حاشي في محاضرة ألقاها حول عمل مولود معمري (1917 -1989) بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران، على العمل العلمي لمولود معمري وإسهامه في بروز علم الأناسة بالجزائر وتطوره.

اعتبر المتحدث أن مولود معمري أدرك بأن علم الأناسة هو علم وأداة للتحرر، وأداة للقاء الذات، مكرسا بذلك حياته لهذا الأمر، وبذلك استطاع جمع فريق بحث متعدد المشارب لدراسة أهليل غورارة. 

ذكر سليمان بأن أشغال هذا الفريق بقيادة مولود معمري، توصلت إلى أن هذه المنطقة تميزت بحياة دينية كثيفة ونوعية، وباستمرارية التسلسل الاجتماعي والتقليدي المتواصل وبنشاط أنثروبولوجي وشعري وغنائي. 

فمولود معمري اكتشف بأن هذه العناصر الثلاثة كانت تعرف  تناسقا ذو معنى وتنظيم، ثم إن هذه الدراسة أثارت اهتمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بأغاني أهليل غورارة، بحيث أنتجت قرص تسجيل من 78 ثانية. 

واعتدادا بتجربته هذه، أراد مولود معمري أن يكررها على مجموعات أخرى، بتنظيم طاولة مستديرة حول الأدب الشفهي، وهي طاولة تبقى بارزة في سجلات التاريخ. 

أشار السيد حاشي إلى أن "هذا اللقاء جمع 15 أخصائيا للتفكير في مستقبل الأدب، وأن العمل الذي نقوم به اليوم يعد جزءا من توصيات ذلك النقاش الذي دار حول تلك الطاولة المستديرة". وأضاف المحاضر أن مولود معمري كان يهدف إلى العمل على حماية شمولية ثقافاتنا الإفريقية وتكاملها من الثقافة  الموحدة، التي سيطلق عليها فيما بعد اسم "العولمة"، إذ أراد خلق التزامات للحفاظ على الثقافات الآيلة للزوال، كما ذكر المحاضر بأن الجزائر كانت عنصرا أساسيا في إعداد اتفاقية الحفاظ على الميراث العالمي وأول من وقع عليه".

ق.ث