فيما عرض المخرج عيساوي "ألوان بلادي"

افتتاح المقهى الأدبي "لمجاز" بقسنطينة

افتتاح المقهى الأدبي "لمجاز" بقسنطينة
  • القراءات: 830
شبيلة.ح/ ق.ث شبيلة.ح/ ق.ث

افتتح عشية أول أمس، بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بقسنطينة، المقهى الثقافي القسنطيني "مجاز"، بحضور العديد من الوجوه الفنية والأدبية ومبدعي الولاية، وهي المبادرة التي تسمح، حسب مدير الثقافة، بلمّ شمل مثقفي الولاية وجعل المقهى الأدبي منبرا للحوار والتواصل مع الفنانين والجمعيات والتعاونيات وكل الناشطين في المجال الثقافي بالولاية.

أكد مدير الثقافة زيتوني عريبي، خلال إشرافه على افتتاح مقهى "المجاز"، على أن المولود الثقافي الجديد سيثري الساحة الفنية بعاصمة الثقافة العربية، كما سيعمل على لم شمل مثقفي ومبدعي المدينة في شتى المجالات الثقافية والأدبية، مما سيسمح بصنع مشهد ثقافي مشرق يليق بولاية قسنطينة، المعروفة بأدبها وثقافتها وتاريخها الأدبي العريق.

كما أضاف زيتوني أن مديريته قامت بوضع برنامج خاص في هذا النادي والأنشطة التي سيحتضنها، إذ من المقرر أن يتم عرض ومناقشة العديد من المواضيع السينمائية والأدبية والمسرحية، زيادة على استضافة المقهى كل مرة لشخصية معينة من أجل مناقشة إبداعها، ناهيك عن عرض مسرحيات وأفلام وأشرطة وغيرها من الأعمال الثقافية، بمعدل مرة كل 15 يوما.في هذا السياق، تم خلال الافتتاح الرسمي لمقهى لمجاز، عرض شريط وثائقي بعنوان "ألوان بلادي"، للمخرج التلفزيوني وابن المدينة علي عيساوي، الذي كان ضيفا على أولى لقاءات هذا المقهى، حيث أبدع المخرج على مدار ساعة من الزمن في عرض البيئة الأوراسية بالصوت والصورة، من خلال التطرق على وجه الخصوص للأغنية التراثية الأوراسية ومبدعيها في إطار البرنامج الخاص باحتفالات رأس السنة الأمازيغية، حيث حاول المخرج إبراز أهمية التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر التي تمتاز بتنوع المناخ والتضاريس والثقافات، قبل أن يرحل المخرج خلال عرضه بالجمهور المتتبع إلى مختلف مناطق ولايات الوطن، على غرار باتنة وخنشلة وأم البواقي، حيث قام عيساوي بجمع آراء فنانين وباحثين في التراث حول الأغنية التراثية الأوراسية،  على غرار الفنان والباحث سليم سوهالي وسامي العابد، أجمعوا في مداخلاتهم على أن كل منطقة بالأوراس تمتاز بطابعها الغنائي الخاص بها، بالنظر إلى اختلاف المناخ والتضاريس من منطقة إلى أخرى.في هذا السياق، قال المخرج علي عيساوي؛ إن الهدف من إعداد أشرطة وثائقية حول مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية، هو تدوين ثراء وتنوع التراث الجزائري بالصوت والصورة، مضيفا لدى حلوله ضيفا على أولى لقاءات المقهى الثقافي القسنطيني "مجاز" خليفة، الذي نظم مؤخرا بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، بأن مثل هذه الأعمال تساهم أيضا في إبراز أهمية التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر والتي تمتاز بتنوع المناخ والتضاريس والثقافات، مما جعلها بمثابة "قارة في قلب بلد".

اعتبر عيساوي أن عدد الأشرطة الوثائقية يشكل مرجعا للجامعيين والباحثين والموسيقيين، يستفيدون منه في أعمالهم وبحوثهم، مؤكدا على سعيه إلى إعداد أشرطة وثائقية أخرى مستقبلا حول طبوع موسيقية أخرى، على غرار الشعبي والعلاوي على وجه الخصوص.

من جهته، قال الفنان والباحث سليم سوهالي خلال هذا اللقاء؛ "إن الأغنية الأوراسية الشعبية لا تنتمي إلى لا إلى المقام الشرقي ولا الغربي، إنما تبنى على ثلاث نوتات فقط وعلى نوع موسيقي أمازيغي يسمى -إيزولان- يعتمد على السماع لأشعار قصيرة سهلة الحفظ، وهو ما انعكس على طريقة الرقص الأوراسية التي تعتمد على الأرجل التي تتماشى مع إيقاعات تلك النوتات الثلاث".بدوره، تحدث الباحث سامي العابد عن الفرق بين الأغنية الشاوية والأوراسية، فالأولى -حسبه- هي التي تؤدى بالشاوية، فيما تؤدى الأغنية الأوراسية باللغتين العربية والشاوية وتكون ألحانها وبنيتها أمازيغية، مستشهدا في ذلك بأغاني رائد الأغنية الأوراسية عيسى الجرموني.

عرج على الحديث عن تأثير التضاريس والموقع الجغرافي على نبرة صوت فناني منطقة الأوراس، موضحا أن الصوت يكون مرتفعا ودافئا في الشرق، على غرار مناطق باتنة ومروانة ونقاوس، إذ كلما اتجهنا غربا يصبح الصوت أكثر ضخامة وخشونة. في المقابل، تم خلال افتتاح المقهى الأدبي، تقديم العديد من القراءات الشعرية من طرف أعضاء الخلية الأدبية لهذا المقهى، وهم تقي الدين مصعب بن عمار، آمنة حزمون، رقية لعوير، رياض بوحجيلة وشوقي ريغي.

 

شبيلة.ح/ ق.ث