خلف حادث انهيار بناية قديمة بحي سيدي الهواري بولاية وهران، صباح يوم الخميس، مقتل شخص وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، خلال عملية الترحيل التي نظمتها مصالح ولاية وهران لصالح سكان المباني القديمة بالحي الذين يحوزون على مقررات التخصيص المسبق من السكن.

توفي يوم الخميس شاب في حادث انهيار سجل داخل عمارة متكونة من طابقين، في شارع الشلف بحي سيدي الهواري بلدية وهران، خلال عملية ترحيل 504 عائلات نحو مساكن جديدة. كما أصيب خلال حادث الانهيار 14 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، كان من بينهم رئيس دائرة قديل الذي أصيب بجروح في الساق ورئيس مصلحة بمديرية التشغيل الذي أصيب بجروح خطيرة وكسور مزدوجة على مستوى الساق. وأصيب خلال الحادث مندوب مندوبية بوعمامة لبلدية وهران، ومحافظ شرطة أصيب على مستوى الأنف وضابطين آخرين من قوات حفظ النظام وعون شرطة. كما أصيب خلال الحادث سكان من نفس البناية.

حسب المعلومات التي تحصلت عليها «المساء» من موقع الحادث الذي وقع في حدود الساعة العاشرة و15 دقيقة، فإن سببه يعود إلى انهيار أرضية الطابق الثاني للبناية، بالتالي  سقط بكل الأشخاص الذين كانوا فوقه إلى أسفل الطابق الأرضي، في مشهد مرعب خلال عملية الترحيل التي قام بها عمال البلدية الذين كانوا مرفقين بعناصر الشرطة، والذين كان يرافقهم الضحية الذي كان يقوم بمساعدة أشقائه القاطنين في العمارة المنهارة.

سارعت مختلف المصالح التي كانت في الموقع، وعلى رأسهم مصالح الحماية المدينة، بالتدخل وانتشال عدد من الأشخاص من تحت الأنقاض، وهم في أغلبهم مواطنون من سكان البناية. فيما نجا الباقون بأعجوبة من الموت تحت الأنقاض، خاصة رئيس مصلحة بمديرية التشغيل الذي سقط من علو طابقين رفقة الضحية. كما نجا محافظ شرطة من الموت كذلك بعد انهيار السقف كاملا فوقه.

حوّل المصابون لتلقي العلاج بمصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية في مستشفى «بن زرجب». وقد أكد رئيس خلية الإعلام والاتصال بالمستشفى، السيد كمال بابو، بأن المستشفى استقبل 10 جرحى أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، في حين أكد أن كل المصابين غادروا المصلحة بعد تلقي العلاج. فيما رفض بعض المصابين التنقل من أجل العلاج، مفضلين مواصلة عملية الترحيل بعد استفادتهم من مساكن جديدة بحي بلقايد. وقد تنقلت السلطات المحلية إلى الموقع للوقوف على الحادث، في وقت تواصلت عملية الترحيل إلى غاية الانتهاء من نقل كامل العائلات المعنية بالعملية.

ماتزال 31 عائلة في الشارع، تقطن بنهج تامزوغة بحي الدرب، في انتظار الترحيل، بعد انهيار البناية في شهر أوت من العام الماضي. وقد كشف المواطنون عن أن الوضعية دفعت بعدد منهم للعودة إلى السكن داخل البناية التي قد تسقط فوق رؤوسهم في أية لحظة، بسبب الانهيارات الجزئية التي تبقى تهدد الأسقف والسلالم.

رضوان قلوش

في انتظار أن تشمل العملية 5435 مستفيدا بوهران ... ترحيل 504 عائلات إلى مساكن جديدة بحي سيدي الهواري

استفادت 504 عائلات تقطن حي سيدي الهواري القديم في بلدية وهران، أول أمس الخميس، من عملية ترحيل باتجاه القطب الحضري بلقايد، بلدية بئر الجير، شرق مدينة وهران. وقد انطلقت عملية الترحيل في حدود الساعة الرابعة صباحا بمشاركة كامل المصالح التقنية للولاية والمديرين التنفيذيين، إلى جانب مصالح الأمن والحماية المدنية التي سخرت كامل أعوانها للعملية.

كشف والي وهران السيد مولود شريفي، يوم الخميس، عن أن عملية الترحيل التي تمت لصالح سكان المباني القديمة ببلدية وهران، تدخل ضمن البرنامج الخاص بترحيل سكان المباني القديمة عبر المندوبيات البلدية الثمانية، الذين تم إحصاؤهم واستفادوا من مقررات التخصيص المسبق من السكن منذ أشهر.

كما كشف الوالي عن أن عملية الترحيل التي تمت لصالح سكان حي سيدي الهواري، ستتبعها عدة عمليات مماثلة لصالح باقي سكان المباني القديمة عبر بلدية وهران، حسب استلام الحصص السكنية التي مازال بعضها قيد الإنجاز، فيما استلمت أخرى في انتظار استكمال باقي المرافق الضرورية. أكد الوالي أنه لا يوجد تاريخ محدد لعمليات الترحيل التي سيتم القيام بها بمجرد استلام الحصص السكنية.كما كشف والي وهران عن أن عمليات الترحيل خلال السنة المقبلة 2018 لن تقتصر على سكان المباني القديمة، بل ستمس ترحيل 20 ألف عائلة ضمن مختلف الصيغ بولاية وهران، إلى جانب الانطلاق في تنفيذ برنامج ترحيل سكان حي الصنوبر «البلانتير»، الذي يضم 6000 عائلة بمنطقة وادي تليلات. وبخصوص الطعون، أكد الوالي أن «اللجنة المكلفة ستدرس كامل الطعون بكل شفافية ونزاهة وسيستلم كل ذي حق حقه في حالة إثبات أحقيته في السكن».

من جانبه، كشف مصدر مسؤول من ديوان الترقية والتسيير العقاري، عن أن عملية الترحيل التي تمت لصالح سكان المباني القديمة بحي سيدي الهواري، عرفت إقصاء 28 عائلة كشفت بشأنهم التحقيقات ضمن بنك المعلومات لدى وزارة السكن باستفادتهم سابقا من سكنات.

وحسب 20 ألف وحدة سكنية ستسلم خلال العام المقبل، فإن  الطعون ستدرس بكل شفافية، والمندوبيات الأخرى لا يمكنها  تحديد تاريخ التسليم، لكن سيتم توزيعها باستلام المشاريع لـ28 عائلة مقصية كانت قد استفادت سابقا.

في المقابل، شهدت العملية بعض المشاكل الخاصة، من خلال  رفض بعض العائلات مغادرة مساكنها لأنه لم يتم توزيع سكنات على أفرادها، خاصة من ملاك العقود، على غرار سكان البناية رقم 70 بشارع الحدائق، التي لم يتم ترحيل قاطنيها في انتظار إيجاد حل لهم، فيما احتج بعض المواطنين على إقصائهم من العملية، وأصروا على أحقيتهم في السكن بالنظر إلى أنهم من أبناء الحي.

رضوان. ق