الأمازيغية هوية كل الجزائريين

أحمد مرابط أحمد مرابط

الأمازيغية كلغة وكهوية حسم فيها دستور 2016 وكرسها لغة رسمية بقرار من الرئيس بوتفليقة، لدعم الوحدة الوطنية وافتكاك هذه القضية من أيدي الذين ظلوا لسنوات يتاجرون بها قصد إحداث الفتنة والانقسام بين الجزائريين.

الأمازيغية التي أراد البعض احتكارها وحصرها في رقعة جغرافية ضيقة هي هوية مشتركة لكل الجزائريين، بحكم انتشارها في ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

فالأمازيغية هي لغة الشاوية والقبائل والميزابيين والطوارق، وهي أيضا تراث لغوي لكل الجزائريين.

للأسف لازال البعض يسعى لاستغلالها في المساومات والتلاعبات السياسية وإذكاء نار الفتن والنزعة الانقسامية، رغم أن الغالبية العظمى من الشعب الجزائري تدرك وتعي نوايا هؤلاء البيادق التي تحركها دوائر من الخارج لا يروق لها أن ترى الجزائر تنعم بأمنها واستقرارها.

المادة الرابعة من الدستور لم تترك مجالا لهؤلاء المساومين للمناورة، إذ نصّت على أن الدولة تعمل على ترقية الأمازيغية وتطويرها بكل تنوعاتها اللسانية عبر التراب الوطني. والأكثر من ذلك تنص على إحداث مجمع جزائري للغة الأمازيغية «يكلف بتوفير الشروط اللازمة لترقية تمازيغت قصد تجسيد وضعها كلغة رسمية فيما بعد».

وما فتئت الأمازيغية تحظى بالمكانة اللائقة بها سواء من خلال برامج الحكومة أو نشاط المحافظة السامية للغة الأمازيغية التي أضفت ديناميكية في المسار التدريجي لترقيتها وجعلها تأخذ مكانتها الطبيعية في المجتمع. كما هو الحال في مجال التعليم، إذ كشفت آخر الأرقام التي قدمتها وزيرة التربية مؤخرا، بأن اللغة الأمازيغية تدرّس في 38 ولاية ويدرسها حوالي 350 ألف تلميذ، بينما لم تكن تدرس إلا في 11 ولاية عام 2014.

إن تمسك الجزائريين بالأمازيغية كجزء من هويتهم الوطنية إلى جانب اللغة العربية، ليس وليد اليوم، بل يعود لعهود غابرة، وقت كانت المقاومة الشعبية للاحتلال لا تفرق بين أمازيغي وغير أمازيغي، بل الكل انصهر في بوتقة هذه المقاومة كجزائري يدافع عن وطن واحد هو الجزائر. وفي هذا الصدد يجدر التذكير بما أكده الوزير السابق لمين بشيشي، خلال الاحتفالية التي نظمتها الإذاعة الوطنية مؤخرا بخصوص إذاعة الجزائر المكافحة، أن القائمين على الإذاعة السرية آنذاك حرصوا على أن يقدم التعليق السياسي باللغات الثلاث، العربية والأمازيغية والفرنسية، بهدف مخاطبة الشعب الجزائري بكل مكوناته اللغوية.

إذن، فإن كل هذه الديناميكية التي تشهدها الأمازيغية بهدف ترسيخها وتجسيدها كلغة وطنية وتدريسها لتلاميذ ٤٨ ولاية في 2018، عرّت دعاة النّزعة الانفصالية وكشفت عن نواياهم لضرب هوية ووحدة هذا الشعب باستغلالهم الأمازيغية ومحاولة احتكارها للمساومة بها.