ملتقى المفكر أحمد عروة

تأسيس جائزة سنوية في المجالات الفكرية والأدبية والطبية

تأسيس جائزة سنوية في المجالات الفكرية والأدبية والطبية
  • القراءات: 503
شبيلة.ح شبيلة.ح

أجمع المشاركون في ختام الملتقى الوطني الرابع حول فكر الدكتور الراحل أحمد عروة، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة مؤخرا، على تأسيس جائزة سنوية تحمل اسم الدكتور عروة في المجالات الفكرية والأدبية والطبية، تحت رعاية وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والثقافة، كنتيجة لسخاء العطاء الفكري للراحل، مما يستوجب إدراج فكره أيضا ضمن المنظومة الجامعية، منها المجال الأدبي والفلسفي والعلمي، خاصة أنه يملك سجلا ضخما يضم الكثير من الأعمال، مما يجعل من ترجمة حياته ومآثره إلى أعمال فنية تخليدا لمشواره الحافل.

شدد المشاركون في الملتقى الذي دام يومين بمشاركة باحثين وأساتذة ومقربين من الراحل، على وجوب إطلاق اسم الدكتور أحمد عروة على إحدى الجامعات الجزائرية، عرفانا لما قدمه الرجل لوطنه كمجاهد إبان الثورة التحريرية، ومفكر متعدد الاختصاصات، علما أن بعض أعماله ترجمت إلى العديد من اللغات، منها كتاب ‘’الإسلام في مفترق الطرق» الذي ترجم إلى 22 لغة، وأوصى الحضور في اختتام ملتقاهم إلى تعميم المشاركة في الملتقيات المقبلة الخاصة بفكره على كامل التخصصات الأدبية والاجتماعية والإعلامية والسياسية والتاريخية، وحتى الطبية والفلسفية، وعدم الاقتصار في المحاور المقترحة على الشهادات والسيرة الذاتية للراحل فقط، باعتبار أن المفكر أحمد عروة الذي رحل منذ حوالي 25 سنة، قدم جليل الأعمال التي تشكل دليلا على تنوع مواهبه واتساع آفاق عطائه العلمي والفكري، ناهيك عن ضرورة إضفاء البعد الدولي للملتقى في طبعته المقبلة لتقريب أفكاره أكثر من المهتمين بتراثه وفكره.

من جهته، أكد الدكتور سهيل سعيود، أستاذ الفلسفة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، في مداخلته الختامية حول رؤية المفكر الكونية والتوحيدية والإعجاز العلمي للقرآن الكريم في كتاباته، على أن أحمد عروة كان حاملا لنزعة عقلية في فكره، لا تقر بوجود تعارض بين العلم والدين، وإنما بوجود علاقة تكامل وتوافق بينهما، على اعتبار أن المعرفة العلمية تتعلق بالجانب التجريبي والملموس، في حين أن الدين عبارة عن معرفة غيبية وميتافيزيقية.

عرفت مداخلة الدكتور عبد الحق حميش، أستاذ جزائري بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة «حمد بن خليفة» بدولة قطر، حول «القضايا والآراء التي طرحها الدكتور أحمد عروة من خلال كتاباته ومحاضراته»، مناقشة العديد من القضايا، حيث أكد المحاضر أن المفكر عروة الذي خلف عدة مؤلفات تتسم بالعقلانية والأصالة والتفتح والنزعة العلمية الجادة، كان يولي اهتماما كبيرا للعلاقة بين العلم والدين، معتبرا أن ما يربطهما هو علاقة التقاء وتكامل،  وأنهما يشكلان مصادر قوة لبعضهما البعض. مشيرا في السياق، إلى أن الدكتور أحمد عروة ثاني عمداء جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، بذل مجهودا كبيرا للتعريف بالحضارة العربية والإسلامية وبث الوعي الفكري والثقافي والصحي في المجتمع الجزائري.

للإشارة، عرف الملتقى المنظم من قبل جمعية «الثقافة والتراث التاريخي» بأمدوكال في باتنة، مسقط رأس الراحل أحمد عروة، تحت شعار «الوسطية والاعتدال في فكر الدكتور أحمد عروة»، العديد من المداخلات حول فكره، حيث تم تقديم شهادات حول إسهامات الرجل في ترقية البحث العلمي، وإثراء برامج التدريس من خلال إدراج تخصصات تخدم العلوم الإسلامية، ومساعيه في سبيل تحقيق الاستقرار بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، عندما كان عميدا لها، باعتبارها صرحا إسلاميا يتعين الحفاظ عليه.