«كوبا حرة» للمخرج جورج لويس سانشيز

براءة طفلين تروي تاريخ شعب محتل

براءة طفلين تروي تاريخ شعب محتل
  • القراءات: 426
❊ دليلة مالك ❊ دليلة مالك

يقترب الفيلم الروائي «كوبا حرة» للمخرج جورج لويس سانشيز، من الماضي الاستعماري الذي تكبدته كوبا من قبل المحتلين الأسباني والأمريكي، ويمر عبر قصة بسيطة بطلاها طفلان بريئان، ويكشف هذا العمل السينمائي المميز أثر الكنيسة والمدرسة في توجيه المجتمع الكوبي، منتقدا ضمنيا دورهما الفاشل في جمع شمل الكوبيين على كلمة واحدة، حيث عرض الفيلم سهرة أول أمس بقاعة «الموقار»،  لحساب تواصل مهرجان السينما الدولي بالجزائر، أيام الفيلم الملتزم.

تدور أطوار الفيلم (120 دقيقة، إنتاج 2016) بإحدى الأحياء الفقيرة في العاصمة الكوبية هافانا، في بداية القرن التاسع عشر، حيث يعيش طفلان ذكيان «سيمون وصامويل» على حلم إرضاء مُدرستهما في ظل النظام الإسباني الذي اتسم بالبطش والقوة، ومع قدوم الأمريكيين جنح الولدان إلى المعاملة اللينة التي انتهجها الجيش الأمريكي، حيث استطاع شراء ذمم الكوبيين ببعض الأكل، بل وقام هذا المحتل بشراء ذمة راهب الكنيسة وأستاذة المدرسة على السواء.

لم تدم فرحة الطفلين طويلا، فتعلقهما بوعد الجيش الأمريكي بإرسالهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الدراسة لم يلبث أن تراجع عنه، وهي سياسة الوعود الكاذبة التي انتهجها الجيش الأمريكي للنيل من ثروات كوبا، ولم يكن لهما قوة سوى العودة إلى المدرسة القديمة تحت نظام تعليمي جديد، أهمه تعليم اللغة الإنجليزية.

العمل السينمائي «كوبا حرة» درامي، يبين ثقافة المجتمع الكوبي عبر ما يشبه تحقيقا عميقا، يذكرهم أنهم كوبيون، ويصور المعاناة والفقر الذي عاشوه في تلك الفترة، ويعرج أيضا على غياب سلطة الجد والأب من خلال شخصية والد «سيمون» وجدته «ما جوليا»، حيث تقوم هذه السيدة الطاعنة في السن بالدعوة إلى لم الشمل، لكن لا أحد يعيرها اهتماما، وشخصية الجدة في هذا الفيلم محورية في تعرية واقع المجتمع الكوبي وقتئذ.

دام العمل أكثر من ساعتين، لكنه جانب الملل بفضل توفيقه في تجسيد وأداء الطفلين، وأعطى المخرج مساحة كبيرة لإظهار مرح وشغب الأطفال، حتى وإن كان موضوع الفيلم سياسي تاريخي، أنعشه ببراءة سيمون وصامويل، ويدنو سانشيز من تلك الحقبة بدقة كبيرة بفضل اللوحات المختارة واللباس والجو العام.

رج لويس سانشيز من مواليد عـام 1960 بهافانـا، من مؤسسـي الفيدرالية الوطنيـة الكوبيـة للنـوادي السـينمائية، باشـر مسـيرته الفنيــة ســنة 1981 كمســاعد تقنــي فــي المعهــد الكوبـي للفنـون والصناعـات السـينمائية، حيـث أصبـح مســاعد مخرج، ثم أخــرج بعدهــا عــدة أفــلام وثائقيــة منهــا «الهابانيــرو نيــوز» (1990) و»فضـاء الترابانــدو» (1994) و»وتمضـي الحيـاة» (1997)، وفي عام 2006، أخرج أول أفلامــه الروائيــة الطويلــة «البينــي» الــذي حاز جائزة أحسـن ممثـل لريني آريزونـا فـي مهرجـان لوكارنـو الدولـي. وفي رصيده 16 عملا، منهــا مسلســل تلفزيونــي. 

دليلة مالك