احتضنت جامعة «محمد خيضر» ببسكرة، أشغال الملتقى الدولي التاسع «السيمياء والنص الأدبي»، من تنظيم كلية الآداب على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة أساتذة متخصصين من داخل وخارج الوطن.

بالمناسبة، ركزت الدكتورة نعيمة سعدية أستاذة التعليم العالي بجامعة «محمد خيضر»، في مداخلة حول «سيمياء الأشكال الهندسية في العمارة والنصب التذكارية»، على كيفية تحويل العمارة إلى «كائن حي» تعبر بأشكالها وما تحويه من رموز هندسية. أما صورة إيمان العبيدي من كلية التربية «ابن رشد» في جامعة بغداد، فقد استهلت كلمتها بالتنويه في الجزائر التي جمعت نخبة من الخبراء، بهدف التلاقي والتناقح الثقافي والتكامل، معتبرة أن هذا الفضاء محفل جميل تسوده الهوية المعرفية والرؤى المتنوعة والحركة العلمية من مختلف أنحاء بلادنا العربية، مشرقها ومغربها. ونوهت المتدخلة ببسكرة التي تفتح أبوابها لاستقبال ضيوفها ببسمة، وقالت «هذه البسمة تقول؛ كرروا العودة ولا تكتفوا بلقاء واحد ولا مؤتمر واحد».

أشارت السيدة العبيدي في مداخلتها التي تحمل عنوان «ترسيمات الذات في- التليباتي- بين الواقع وحلم الإنعتاق»، إلى أن التليباتي، مجموعة قصصية للقاص هيثم بردة عراقي سرياني، وأضافت أنها أخذت المجموعة القصصية وحللتها وفق الأطر المعرفية الآنية، ووقفت على العلامة فيها، حيث اكتشفت أن القاص بدون وعي، حدد وصب هدفه في ثلاثة حركات.   

للإشارة، فإن إشكالية الملتقى تتوزع على تساؤلات، منها كيف يتحول الفضاء إلى كيان يسكنه المعنى في كل تمثلاته وأيقوناته وجهاته؟ وكيف تساهم أبحاث سيميائيات الفضاء في تطور العقل الهندسي المبدع في الأدب وفن العمارة؟ وكيف تتحول الحروف والرسومات والخطوط والأشكال والألوان والزخارف إلى لغة يمكن فك شفراتها وفهم مقاطعها؟ على اعتبار أن التلازم بين الفضاء والمعنى في كلا الحقلين الأدبي والمعماري، جاء مسوغا لعقد هذا النشاط الذي يسعى إلى طرح قضية الفضاء من حيث أنه  علامة، بحثا عما يمكن أن يتفرع عن هذه المقدمة من إشكالات معرفية تتقاطع عبرها المقاربات النظرية والتطبيقية في كلا الحقلين، لتخلص إلى ضبط مقولات مفهومية وتحديد مرجعيات معرفية وبلورة آليات إجرائية، تتعامل مع الفضاء بعدة بنى تتشكل عناصرها من سيمات  في الخطاب السردي الأدبي، ومن الخطاب المعماري.

❊ نورالدين.ع