ڑعشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

قسنطينة تتجنّد لمحاربة المفرقعات

قسنطينة تتجنّد لمحاربة المفرقعات
  • القراءات: 703
❊شبيلة.ح ❊شبيلة.ح

بمجرد اقتراب المولد النبوي الشريف، تعيش ولاية قسنطينة، كغيرها من الولايات، على وقع الحملات التحسيسية من قبل المصالح المعنية، على غرار الحماية المدنية ومديرية الصحة، للتحذير من خطر استخدام الألعاب النارية والمفرقعات التي يفرط الشباب والمراهقون في استخدامها بالولاية، وهي عادة يعتبرونها مصاحبة لمولد خير الأنام، ومظهرا من مظاهر الفرح.

حلّت المفرقعات محل العديد من الألعاب السلمية التي كانت تستخدمها الأسر القسنطينية، لإدخال البهجة في نفوس أطفالها، كالشموع التي تزيّن البيوت والبيض الملوّن الذي كانت تقوم الأمهات بثقبه بواسطة عود ثقاب وتفرغه من محتواه، لتقوم بعد ذلك رفقة أطفالها، بتلوينه، ثم جمعه في حلقات بواسطة خيط، ويقدَّم هدية للأطفال الذين يبتهجون بها ويحتفظون بها لمدة سبعة أيام، قبل أن ينكسر البيض منتظرين حلول المولد النبوي، للحصول على الهدية التي كانت تدخل الفرحة والبهجة في نفوسهم.

وأصبحت المفرقعات الخطيرة اليوم تشكل خطرا محدقا بهم، بعدما باتت هذه الألعاب تتسبب في كل مولد نبوي في حوادث خطيرة تستقبلها المستشفيات، وصلت حد بتر الأصابع أو الإصابة بالعمى وحتى الاحتراق؛ لانعدام الوعي بخطورة استخدامها.

ورغم تجنيد المصالح الأمنية والدرك الوطني وحتى مصالح الجمارك من أجل القضاء على ظاهرة المفرقعات من خلال الإجراءات الردعية المتخذة ضد المهربين وحتى التجار، يتم كل سنة ضبط كميات معتبرة من المفرقعات المحظورة، إلا أن المتجول عبر أسواق قسنطينة يلاحظ انتشارها الكبير خاصة بالأسواق الشعبية والأرصفة التي بات يحتلها الشباب المراهقون لبيع هذه المواد الخطيرة على غرار ما تم مشاهدته بالمدينة القديمة، وتحديدا بالسويقة وأرصفة «عبد السلام الدقسي» والعديد من المناطق بالمدينة الجديدة «علي منجلي»، وهو ما وقفت عليه «المساء» خلال تجولها بها، إذ رغم الرقابة التي تفرضها مديرية التجارة ومصالح الأمن، غير أن الشباب لازالوا يعرضونها للبيع غير مبالين بالعواقب. ولعل المفارقة هي قيام بعض الأولياء باقتنائها وبأسعار مرتفعة، مشجعين أطفالهم على اللعب بها غير مبالين بعواقبها، على خلاف أولياء آخرين يرون أن شراء واقتناء مثل هذه المفرقعات والألعاب النارية المستوردة من الصين بالدرجة الأولى، فيه خطورة كبيرة على أطفالهم. كما أن الاحتفال، حسبهم، بالمولد النبوي الشريف بالمفرقعات، يفقد القيمة الدينية لهذا اليوم المبارك.

من جهة أخرى، كثفت المصالح الجمركية نشاطها ودورياتها الرقابية والتفتيشية للتصدي لمهربي الألعاب المحظورة قانونا، وهو الأمر الذي استدعى تضافر الجهود بعد أن كثفت مصالح الأمن هي الأخرى، رقابتها على طاولات بيع هذه المفرقعات، حيث تعمل وقبيل أيام من الاحتفال بالمولد النبوي، على قدم وساق، لمراقبة الأسواق وحتى البائعين. وتمكّنت من حجز أزيد من 4600 مفرقعة وألعاب نارية نهاية الأسبوع الفارط بالمدينة الجديدة «علي منجلي».

وتبقى قضية الإجراءات الردعية التي تتخذها المصالح الأمنية غير كافية لوحدها، بل يجب أن تكون هناك توعية من المؤسسات الدينية وحتى التربوية، لجعل مثل هذه المناسبات فرصة للتذكير بالسيرة النبوية الشريفة، حيث تقوم المساجد قبيل الاحتفال بذكرى خير الأنام، بحث الأولياء على الابتعاد عن مثل هذه السلوكات السلبية والخاطئة في الاحتفال بالمولد، خاصة تلك التي تعود بالسلب على صحة وأمن المواطن، وهي الحال بالنسبة لمصالح الحماية المدنية، التي حذّرت هي الأخرى المواطنين من الاستخدام المفرط للمفرقعات والألعاب النارية، خاصة أن نفس المصالح سجلت خلال المولد الشريف في السنوات الفارطة، العديد من الحوادث الخطيرة التي كان سببها المفرقعات. كما نصحت ذات المصالح الأولياء باتخاذ كافة التدابير اللازمة من خلال مراقبة أبنائهم أثناء اللعب بالألعاب النارية.

 

شبيلة.ح