بعد انهيار بناية بالحي الإيطالي العتيق في سكيكدة

خبرة تقنية دقيقة على سكنات نهج عبد الله غرس الله

خبرة تقنية دقيقة على سكنات نهج عبد الله غرس الله
  • القراءات: 537
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

 

ستخضع العمارة رقم 17 المعروفة باسم «عمارة قصابي» الواقعة بنهج عبد الله غرس الله في الحي الإيطالي العتيق، والتي تقطن بها 03 عائلات بمعية السكنات الأخرى الواقعة في نفس  المكان، إلى عملية مراقبة تقنية دقيقة ستشرف عليها المديرية الجهوية للمراقبة التقنية للبناء في عنابة من أجل الوقوف على وضعيتها المزرية، بعد الأضرار التي ألحقها سقوط أجزاء من بناية متلاصقة بها، يوم السبت الأخير، وهو ما تسبب في أضرار جسيمة لبعض المتاجر المتواجدة أسفلها.

لعل التفكير في تهديم هذه البناية، خاصة أمام الأخطار التي أصبحت تشكلها على المكان الذي يعج بالحركة، هو ما دفع بالجهات المسؤولة على مستوى الولاية إلى الاستنجاد بخبراء المراقبة التقنية للبناء بالشرق. وحسب المعلومات التي في حوزتنا، فإن طبيعة المواد التي أنجزت بها هذه العمارة وغيرها من السكنات المتواجدة بالحي النابوليتاني، والتي تعود في مجملها إلى سنة 1880، وأمام غياب الصيانة الدائمة والمتواصلة التي تتطلبها مثل تلك البنايات العتيقة، التي تتأثر بفعل العوامل الطبيعية المختلفة وبفعل الزمن، جعلها غير قادرة على المقاومة أكثر، لتبقى العائلات الثلاث التي تم إجلاؤها من تلك السكنات تحفظيا، تنتظر بفارغ الصبر أن يتم ترحيلها نحو سكنات جديدة، خاصة أن بقاءها بنفس المكان قد يشكل خطرا حقيقيا على سلامتها.

سبق وأن كشف السيد درفوف حجري، والي سكيكدة، خلال ندوة صحفية نشطها مؤخرا، حول تقييم عملية الترحيل الأخيرة التي مست أحياء صالح بوالكروة «الماطش» والزفزاف «1 و، حيث تم ترحيل 2393 عائلة، مع تهديم 1868 كوخا، إضافة إلى 14 مرأبا، بأن عملية الترحيل الثانية التي ستخص سكان الأكواخ القصديرية بكل من بحيرة الطيور وبوعباز وبرج أحمام، إلى جانب قاطني السكنات الهشة بالمدينة القديمة، ستنطلق بداية من العام الجديد، إذ سيتم توزيع كل السكنات الجاهزة على مستحقيها، وبالموازاة، سيتم الشروع في دراسة ملفات طالبي السكن الاجتماعي.

المباني القديمة تؤرق قاطنيها

وفي سياق متصل بالموضوع، فإن مباني الأحياء العتيقة لمدينة سكيكدة، والتي تشكل فسيفساء عمرانية متنوعة نادرة من أندلسي وعربي وإيطالي، أصبحت خصوصا خلال السنوات الأخيرة، تؤرق حياة ساكنيها جراء التدهور المتقدم الذي بلغته، كونها أصبحت تحمل أكثر مما تتحمل، لاسيما على مستوى الحي النابوليتاني، أين تم تسجيل العديد من حوادث تهدم البنايات مرفقة ببعض حالات الوفاة، مما دفع السكان إلى أن يشددوا أكثر من مرة على استعجالية التكفل الجدي بهم، خصوصا أن العديد من العائلات ما زالت معرضة لأخطار الإنهيار المفاجىء لهذه المباني الآيلة للسقوط والهشة بالأخص في فترات سقوط الأمطار.

مع العلم أن العديد من الدراسات تم إعدادها خلال سنة 1994،  في إطار نظام الإعلام الجغرافي المعروف باسم ‘’سيغ»، قبل أن يتم تحديثها خلال سنوات 1997 و2000 و2007 على مستوى حي «نابوليتان»، مما سمح آنذاك بتشخيص حالة أكثر من 200 بناية ووضع بطاقية للبناءات المهددة بالسقوط والانهيار، وكذا تلك التي تتطلب تدعيما وإسنادا، لكن الوضعية منذ ذلك الحين مافتئت تتدهور بفعل عدة عوامل، خاصة الطبيعية منها، أمام غياب الصيانة اللازمة وآليات التأهيل الضرورية.

أكثر من مليار دينار جزائري لتأهيل 3 آلاف بناية قديمة

للإشارة، استفادت مدينة سكيكدة خلال سنة 2014 من مبلغ مالي إجمالي يقدر بـ 1.5 مليار دج، خصص لإعادة تأهيل ثلاثة آلاف سكن قديم، متواجد على مستوى كل من الشارع الرئيسي ديدوش مراد المعروف بشارع الأقواس، والحي النابوليتاني، وسكنات الأحياء القديمة الواقعة في زقاق العرب والسويقة، ونهج المسجد، وشارع علي عبد النور، وسطورة، إذ يعود أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية الأولى الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وفيما يخص شارع ديدوش مراد المعروف بالأقواس، تتواجد به مائتين وأربعة بنايات كلها يستدعي الأمر إعادة تهيئتها، من أجل الحفاظ على التراث المعماري القديم الذي تتميز به سكيكدة بالاعتماد على الخبرة الدولية الفرنسية والإسبانية والإيطالية،  وعلى التكنولوجيات الحديثة المعتمدة أساسا في عمليات إعادة تأهيل البنايات المهددة بالانهيار، كما هو جار حاليا في أجزاء من شارع الأقواس، لكن بوتيرة بطيئة.

بوجمعة ذيب