احتفاء بالذكرى الـ 27 لإمضاء اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل

الهيئة الوطنية لحماية الطفولة تطلق البريد الإلكتروني للإخطار

الهيئة الوطنية لحماية الطفولة تطلق البريد الإلكتروني للإخطار
  • القراءات: 2778
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لإمضاء اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل المصادف لـ20 نوفمبر من كل سنة، أن الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ستطلق البريد الإلكتروني للإخطار بكل مساس بحقوق الطفل خلال الأسبوع المقبل، على أن تطلق في القريب العاجل خطها الأخضر والذي تعكف عليه لجنة التنسيق الدائمة التي تضم 15 قطاعا وممثلين للمجتمع المدني والأمني من الشرطة والدرك الوطني، مشيرة في ذات الوقت إلى إقبال المواطنين على الإخطار بمقر الهيئة.

اليوم الإعلامي الذي نظمته الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، بالتنسيق مع مكتب صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر «اليونسيف» حمل شعار «الأطفال يصنعون المستقبل»، في الذكرى الـ27 لإقرار اتفاقية حقوق الطفل، والتي لاقت مصادقة العديد من الدول. وجاء هذا اليوم لتقييم مدى التزام العالم بهذه الاتفاقية التي تهدف إلى حماية الطفل والتي تحكمها الحماية الفضلى للطفل حسبما أكده جموع المشاركين. وأشارت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة أن الهيئة بمعية مكتب صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر «اليونسيف» قد أرادا  من خلال هذا اليوم الإعلامي استقراء التاريخ والوقوف على مآثر وجهود المجموعة الدولية في هذا الصدد والتي أخذت منها الجزائر التجربة، مؤكدة على مركزها الدولي بعدما صادقت على هذه الاتفاقية في 19 ديسمبر 1992، مضيفة أن عضوية الجزائر في المجموعة الدولية جعلها تستجيب باستلهام مبادئ الاتفاقية وترجمتها في الواقع من خلال تأكيد فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على وجوب إيلاء العناية اللازمة لفائدة فئات المجتمع كافة والتركيز على فئة الصغار التي تصنع المستقبل، وهو ما لم يغفل عنه المؤسس الدستوري من خلال التعديل الأخير لسنة 2016 لنص الدستور في مادته 72، والذي يؤكد أن الأسرة تحظى بحماية الدولة والمجتمع، وأن الأسرة والمجتمع والدولة يحمون حقوق الطفل وهذه الحماية الدستورية تتوافق والحماية القانونية المكرسة بقانون حماية الطفل تحت رقم 15-12 بتاريخ 15 جويلية 2015 والذي نص على تمتع الطفل بكل الحقوق التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل ومنه إحداث الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ووضعها لدى الوزير الأول لتنسيق الجهود المبذولة لحماية الطفولة وترقيتها مما يؤكد اهتمام الدولة بالطفل وحقوقه والنص على إنشاء لجنة تنسيق دائمة تضم ممثلين عن القطاعات الوزارية الفاعلة والمتدخلة في مجال الطفولة، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني. وأضافت السيدة شرفي في معرض حديثها أن الهيئة الوطنية تعمل على حماية وترقية الطفولة بقانون حماية الطفل بغرض التدخل في الوقت الملائم بالآليات المتاحة قانونا على الصعيدين الاجتماعي والقضائي، مؤكدة أن صناعة الأطفال لمستقبلهم تحتاج إلى إشراكهم ومشاركتهم وتمكينهم من ذلك وتوفير حد أذنى من الفرص والحظوظ المتساوية لهم، حسبما جاء في أحكام المادة 12 في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل  التي تنص على أن تكفل الدولة الأطراف في هذه الاتفاقية للطفل القادر على تكوين أرائه  الخاصة حق التعبير عن تلك الآراء بحرية في جميع المسائل التي تمس الطفل وتولي أراء الطفل الاعتبار الواجب وفقا لسن الطفل ونضجه، وهو المبدأ الذي أكده قانون حماية الطفل ورحبت الهيئة بكل المساهمات في تصب في هذا الرافد.

وأشار والي العاصمة السيد زوخ لدى تدخله إلى أن الجزائر تولي كل الأهمية لحقوق الطفل، فإلى جانب ضمان حق التمدرس والإطعام المدرسي، يتم الحرص على وضع برامج للوسائل الترفيهية للطفولة ودور الشباب والمراكز الثقافية التي تعاد تهيئتها مع تجهيز كل الأحياء التي  استقبلت المرحلين من الأكواخ وتم إنشاء قاعات اللعب العادية والإلكترونية لضمان الرفاهية للصغار، وهي التي تعمل الولاية على إنشائها مع توفر الأوعية العقارية، مؤكدا أن الوضع في العاصمة جد صعب ومع هذا يتم تخصيص أماكن للترفيه على غرار منتزه الصابلات الذي يحمل مسرحا ومساحات شاسعة للعب الأطفال، مؤكدا أن التكفل بالطفولة هو تكفل برجال  الغد ومسؤولي المستقبل.   

من جهته، أشار السيد مارك لوسي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة إلى الانجازات التي حققتها الجزائر من خلال ضمان الحقوق وفتح المجال للطفل للتعبير عن ذاته من خلال مشاركته في البرلمان، مثنيا على المجهودات التي تبذلها الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة لضمان هذه الحقوق والحماية، مؤكدا أنه من حق الصغار الحديث عن وجهة نظرهم حيال مستقبلهم واحترامها من طرف الكبار، مضيفا أن العالم بحاجة لترقية هذه الحقوق خاصة أنه يوجد به 385 مليون طفل يعاني من الفقر و264 مليون طفل لم يدخل المدرسة. من جهتها، السيدة نوارة جعفر، عضو مجلس الأمة، أكدت أن الاهتمام بانشغالات المواطن يساهم في التنمية  المستدامة، مؤكدة وجوب وضع آليات حماية من الفضاء السيبيرالي الذي بات يهدد الطفولة ضاربة مثال بالطفل عبد الرحمان الذي انتحر مؤخرا بفعل لعبة الفيل الأزرق  خاصة أن الإحصائيات أشارت إلى أن 90 بالمائة من الأطفال يستعملون الأنترنت. 

وقد تم بالمناسبة عرض روبورتاج منجز من قبل أطفال تحت إدارة السيدة سهيلة تاتي، الذي تم من خلاله التطرق إلى مجموع الحقوق التي يتمع بها الأطفال في حوار صحفي للصغار مع السيدة المفوضة بمكتبها مع تكريم الصغار خلال اليوم الإعلامي الذي احتضنه فندق الجزائر بالأمس.