سرطان الثدي بسعيدة

تسجيل 60 إصابة جديدة كل سنة

تسجيل 60 إصابة جديدة كل سنة
  • القراءات: 1183
❊ ح.بوبكر ❊ ح.بوبكر

 أكد الدكتور مخلوف، مختص في أمراض السرطان بمستشفى «أحمد مدغري» في ولاية سعيدة، أن مصالحه تسجل 60 إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا، مع نسبة وفيات تقدر بـ30 بالمائة، فيما لم تكن تتعدى 15 بالمائة خلال سنة 2006، و30 حالة خلال سنوات التسعينات، جاء هذا خلال يوم دراسي حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي احتضنه المعهد الوطني للتكوين شبه الطبي في ولاية سعيدة مؤخرا، تحت إشراف المكتب الولائي للصحافيين الجزائريين، بالتنسيق مع مديرية الصحة، نشطه مختصون في علاج السرطان وأمراض النساء والتوليد والعلاج الكيميائي.

من جهته، عرج الدكتور فرطوط، أخصائي في أمراض النساء والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية «حمدان بختة»، على ماهية داء سرطان الثدي بداية من التغييرات الفيزيولوجية التي تتعرض لها الخلايا، وكذا الاختلالات التي تصاحب مراحل تطور الداء،  إضافة إلى العوامل المؤثرة في انتشاره، مشددا على الحضور من طلبة المعهد وممثلي وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، على ضرورة مراقبة المرأة لنفسها، خاصة الثديين اللذين قد يطرأ عليهما تغيّر في اللون قد يقارب البنفسجي، إضافة إلى وجود كتل غير طبيعية قد تكون مصحوبة ببعض الإفرازات، وهو ما يتطلب التقرب فورا إلى أقرب مصحة أو طبيب مختص من أجل إجراء الكشف المبكر الذي يعد السبيل الأمثل في ارتفاع نسب الشفاء. مؤكدا على أهمية توعية المرأة وتحسيسها وعدم إبدائها تخوفا وقلقا، في حال شكها الذي قد يؤدي إلى التكتم والعيش وسط هاجس الإصابة بالداء، الذي قد ينعكس سلبا على حياتها النفسية والصحية، جراء تأخر إجراء الفحوصات والكشف، موضحا أن الكثير من الحالات تسببت بنفسها في تطور السرطان، وبلوغه مراحل متأخرة يصعب علاجها بسرعة.

فيما أوضح من جهته، الدكتور مخلوف، أن الإحصائيات الطبية أثبتت أن نسبة 30 بالمائة من الحالات يتم الكشف عنها من طرف المرأة نفسها، من خلال عملية الكشف الذاتي الذي يكون عن طريق اللمس، ليتبعه بذلك الكشف الطبي الذي تكون فيه نسب الشفاء عالية جدا وسريعة. كما أشار إلى أن الجزائر عموما تسجل سنويا إصابة 11 ألف امرأة بهذا الداء، إضافة إلى إحصاء وفاة 3500 امرأة به، أما في ولاية سعيدة فقد سجلت منذ سنة 2010 إلى غاية 2016 نسبة 47 بالمائة من الوفيات لنساء مصابات بسرطان الثدي. حاضرت الدكتورة خديجة هواري، المختصة في العلاج الكيمائي بمصلحة السرطان في مستشفى «أحمد مدغري»،  بخصوص مراحل العلاج الكيمائي التي وصفتها بالمسلك الذي لا مفر منه في رحلة العلاج المتأخرة، والتي تتطلب توفير طاقم من الأخصائيين النفسانيين لمتابعة حالات المرضى النفسية، خاصة بعد عمليات استئصال الثدي، فقد أوضحت أنها تساعد كثيرا في مراحل العلاج، خاصة أن العلاج الكيمائي له انعكاسات سلبية على حالة المريضة الصحية، من بينها تساقط الشعر والتعب والإرهاق وحتى تغير لون البشرة، مؤكدة أنه  حسب الإحصائيات الطبية، فإن نسبة العيش لأكثر من 05 سنوات بعد الإصابة بالمرض لا تتعدى 52 بالمائة، فيما تصل نسبة النساء اللواتي يعشن بين 05 و09 سنوات إلى حدود 30 بالمائة، فيما أشارت إلى أن نسبة الشفاء بعد الكشف المبكر تعدت الـ95 بالمائة.

أوضح الدكتور عويسات، الطبيب العام بمستشفى «أحمد مدغري»، أن الكشف المبكر يعد السبيل الأمثل والأنجع  للوصول إلى الشفاء من الداء، موضحا أن للطبيب العام دور كبير في عمليات التوعية والتحسيس والتوجيه، كونه أول محطة يقصدها المرضى للكشف، سواء تعلق الأمر بداء السرطان أو أمراض أخرى، فيما تطرق إلى الأسباب التي تساهم في انتشار المرض وسط النساء، يأتي على رأسها النظام الغذائي غير طبيعي، خاصة الأكل الخفيف المشبع بالدهون والزيوت متكررة الاستعمال، إضافة إلى الإفراط في استعمال مزيل الروائح لاحتوائه على مواد سامة وكيميائية تمنع الجلد من التنفس وتحول العرق إلى سموم داخل المنطقة الجلدية، مشددا على اتباع طرق طبيعية في التنظيف، إضافة إلى ممارسة الرياضة.

منذ بداية 2017 ... تسجيل 50 حالة سرطان الثدي بورقلة 

سجلت 57 حالة سرطان الثدي في ولاية ورقلة بين شهري جانفي وأوت من السنة الجارية، حسبما أوضحه رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ويتعلّق الأمر بـ55 حالة عند النساء، وحالتان لدى الرجال، حيث يتم التكفل بهم جميعا على مستوى مركز مكافحة مرض السرطان بمستشفى «محمد بوضياف» في الولاية.

يعرف الكشف عن سرطان الثدي لدى النساء تزايدا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة عمليات التحسيس بأهمية التشخيص المبكر التي تنظم دوريا. وقد سجلت في هذا الإطار 119 إصابة بهذا الداء خلال عام 2016، من بينها حالة واحدة لدى الرجال من بين 404 حالات بجميع أنواع السرطان الأخرى المشخصة  لدى الجنسين خلال نفس السنة، كما تمت الإشارة إليه.

تشكل الفئة العمرية بين 40 و50 سنة الأكثر عرضة لهذا المرض - حسب الإحصائيات المستقاة من سجل السرطان بنفس المستشفى ـ، مما يستدعي ـ كما أكد المتحدث - زرع ثقافة الفحص الدوري عند النساء باختلاف أعمارهن ومستوياتهن المعيشية، التي تعد من أهم عوامل مكافحة هذا الداء.  مكنت حملات التشخيص المبكر لسرطان الثدي التي نظمتها جمعية ‘’منبع الحياة’’ للقابلات، بالتنسيق مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بورقلة، طيلة شهر أكتوبر الفارط، من استفادة 1.840 امرأة من هذه المبادرة بكل من ورقلة والولاية المنتدبة تقرت. سمحت هذه العملية التي سخر لها طاقم طبي متخصص، من تأكيد إصابة 16 امرأة بهذا المرض (7 حالات بورقلة و9 أخرى بتقرت بعد تسجيل 430 حالة مشكوك فيها  تم توجيهها للقيام بالتصوير الإشعاعي، بهدف تحديد وضعيتهن الصحية بدقة والتأكد من حملهن للمرض أو سلامتهن، كما تمت الإشارة إليه.

تم بالموازاة مع هذه العملية، إخضاع 426 امرأة للفحوصات اللازمة بهدف الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، حسبما أشار إليه السيد واضح. وتتوفر ولاية ورقلة على مركز لمكافحة السرطان يحمل طابعا جهويا، يشرف على تأطيره طاقم طبي وشبه طبي جزائري-كوبي، من بينهم أطباء متخصصون وعامون وفيزيائيون.