رغم غلاء الأسعار وتفشي الكتاب الإلكتروني

زوار معرض الكتاب وجدوا ضالتهم

زوار معرض الكتاب وجدوا ضالتهم
  • القراءات: 647
 رشيدة بلال رشيدة بلال

يعرف الصالون الدولي للكتاب في طبعته 22 بقصر المعارض توافدا جماهيريا كبيرا من 48 ولاية، ورغم  الارتفاع المحسوس في أسعار أغلب المنشورات، إلا أن محبي القراءة أبوا إلا أن يقتنوا ما يعتقدون أنهم بحاجة إليه، سواء بالنسبة للطلبة أو الباحثين أو الأساتذة أو الأشخاص العاديين الذين ظلوا أوفياء للكتاب في نسخته الورقية.

اتضح لـ»المساء»من خلال التجول بمختلف أجنحة المعرض الدولي للكتاب، أن الإقبال على مختلف دور النشر المشاركة كان كبيرا، وأن الزوار تفحصوا واطلعوا على مختلف ما عرضته دور النشر سواء الجزائرية أو العربية المشاركة، على غرار السعودية ولبنان من باب البحث عن عنوان معين أو من باب الاستفسار أو الفضول للاطلاع على ما جادت به في مختلف المجالات، والملاحظ أيضا أن كل الكتب كانت مطلوبة وبقوة سواء الموجهة منها للأطفال بصيغها التقليدية أو المطورة وفقا للتكنولوجيات الحديثة أو في مجال التنمية البشرية، العلوم، التاريخ وحتى الروايات التي حازت على اهتمام عدد كبير، خاصة من قبل الطلاب، وهو ما تبين لنا من خلال طرح سؤال للزوار مفاده: ماذا اقتنيت من صالون الكتاب؟ وهل وجدت ضالتك فيه؟

اخترنا بعد التجول بالمعرض، الاحتكاك بشرائح مختلفة  لأخذ انطباع شامل حول ما يمكن للزائر أن يقتنيه، فكانت ردود الأفعال مختلفة، لأن الاهتمامات مختلفة، غير أن النتيجة كانت واحدة وهي أن الجميع أكد وجود ضالتهم في هذا الفضاء العلمي، فالسيد عزوز أنور من ولاية تلمسان من الأوفياء لهذا الموعد السنوي، يقول في معرض حديثه إنه وبعد بحث في مختلف دور النشر وجد ما يبحث عنه، وهو كتاب علمي في الميكانيك بحكم تخصصه في المجال، ولأنه من محبي التاريخ الإسلامي، اقتنى أيضا بعض الكتب في التاريخ، يقول: «أنتظر هذا الموعد سنويا لاقتناء مجموعة من الكتب التي أجد صعوبة في الحصول عليها من المكتبات. وغير بعيد عنه، حدثنا شرف الدين معمري، من ولاية قسنطينة، (مهندس معماري)، بالقول إنه يزور المعرض لأول مرة وبحكم أنه يتعلم اللغة الإنجليزية، قصد المعرض خصيصا لشراء معجم يساعده على تطوير لغته، ولأنه من محبي الروايات أيضا، اعتبر المعرض فرصة لاقتناء مجموعة منها للمطالعة واستغلال وقت فراغه، مشيرا إلى أن التكنولوجيا حقيقة سهلت الوصول إلى المعلومة، غير أنها لا تستطيع أن تنافس هذا الرفيق في شكله التقليدي، وهو الانطباع الذي لمسناه أيضا عند سعيد من ولاية باتنة، الذي قال بأن الصالون الدولي هو المكان الوحيد الذي يجد فيه ضالته، حيث اقتنى موسوعة في اللغة الفرنسية وبعض الروايات وأضاف: «على الرغم من ارتفاع الأسعار، غير أنني أعتقد أن العلم لا يقدر بثمن».

من جهته الأستاذ أحمد قيطون، مختص في الأدب، يقول بأن المعرض يعتبر حقيقة فرصة سانحة للبحث واختيار كل من جانبه، وعني شخصيا، يضيف: «وجدت ما أبحث عنه وهي عبارة عن دواوين في الشعر، مضيفا أنه يعيب على المنظمين توقيت المعرض الذي يعتبر غير مناسب، خاصة بالنسبة للطلبة، فضلا عن أن عشرة أيام غير كافية للاحتكاك بأغلب دور النشر والاطلاع على جديدها.

الكتب العلمية والروايات الأكثر طلبا

على الرغم من أن زيارتنا لصالون الكتاب كانت في بداية الأسبوع، غير أن توافد المتمدرسين من الطلاب الجامعيين والتلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية التابعة للقطاعين العام  والخاص كان كبيرا، حيث أن الغرض واحد، وهو البحث عن بعض الكتب غير المتوفرة في المكتبات وهو ما أكده لنا الطالب عمر زلماط من ولاية باتنة، الذي يحضر لماستر في مادة التاريخ، يقول بأنه اقتنى عشر مختارات في التاريخ والقائمة لا تزال مفتوحة، معلقا: أن المعرض هو الموعد السنوي الذي ينتظره بشغف ليقتني ضالته، خاصة أنه يجمع عددا كبيرا من دور النشر، مما يعني أن عملية البحث أكيد تكون مثمرة، وهو ما رصدناه أيضا على ألسنة مجموعة من الطالبات اللواتي يدرسن في تخصص آداب بجامعة الجزائر، حيث اقتنين مجموعة من الكتب حول المعلقات في الشعر، في حين انحصرت مختارات المتمدرسين بالطور الابتدائي والمتوسط في بعض الكتب المدرسية وشبه المدرسية وبعض القصص للمطالعة، وحسب المعلمة أمال، المرافقة لتلاميذ الطور المتوسط من بلدية جسر قسنطينة، فإن تمكين المتمدرسين من زيارة معرض الكتاب مبادرة مهمة أكدت عليها وزيرة التربية، لتسمح لهم بالاطلاع على ما يحويه المعرض من مؤلفات واقتناء بعض الكتب التي تساعدهم على فهم الدروس.

كما عرفت أيضا الروايات هي الأخرى إقبالا كبيرا عليها،  حيث اتضح أن أغلب الذين دردشنا إليهم، إلى جانب شراء  كتب في التخصص الذي يدرسونه، اقتنوا رواية لمؤلف معروف أو لشاب في بداياته لشغل وقت الفراغ والابتعاد نوعا ما عن عالم التكنولوجيا.

البيع بالإهداء قرب القارئ من الكاتب

يختار بعض الكتاب لدى مشاركتهم بالصالون الدولي للكتاب، القيام بما يسمى البيع بالإهداء، وعادة يرتبط هذا الفعل الثقافي بالمؤلفات الجديدة، سواء تعلق الأمر بالشعر أو الرواية أو القصة هذه المبادرة التي تلقى دائما إعجاب زوار المعرض، خاصة من محبي بعض المؤلفين، كونهم من قرائهم الأوفياء، وهو ما تبين لنا من خلال الدردشة مع عدد من الزوار الذين عبروا عن فرحتم لاحتكاكهم بمؤلفهم المحبوب،  على غرار الطالب سعيد من ولاية المسيلة الذي قصد المعرض خصيصا للحصول على توقيع المؤلف واسيني الأعرج عن روايته الجديدة، بينما أفادت السيدة كريمة من ولاية  تيزي وزو، أنها تقصد الصالون سنويا لشراء بعض المؤلفات التي تباع بتوقيع، ليظل ذكرى جميلة على الكتاب. مشيرة إلى أنها اختارت هذه السنة أن تقرأ للدكتور محمد شوقي الزين،   المعروف في مجال الفلسفة، والذي كان يبيع بالتوقيع لمؤلفه الجيد، في حين أعرب آخرون عن رغبتهم في الاحتكاك ببعض المؤلفين المعروفين للدردشة إليهم والتقاط عدد من الصور للذكرى، على غرار الكاتب الكبير رشيد بوجدرة.