أسامة إفراح باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية:

تدمير التراث الثقافي إهانة للدول والشعوب

تدمير التراث الثقافي إهانة للدول والشعوب
  • القراءات: 672
 دليلة مالك دليلة مالك

أكد أسامة إفراح الباحث في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية أول أمس في محاضرته «الإرهاب الدولي وتدمير التراث الثقافي» بمدرسة ترميم الممتلكات الثقافية بالجزائر العاصمة، أنّ نظرية الإهانة لبيرترون بديع، تفسر حقيقة ما يحدث من انتهاك للممتلكات الثقافية والأثرية في المنطقة العربية، على غرار ما حدث في سوريا والعراق وحتى اليمن، في ظل تدهور الوضع الأمني فيها.

عرّج الباحث على نظرية بيرترون بديع الذي تحدّث عن نظرية الإهانة في العلاقات الدولية، وأن ما يحدث في المنطقة نوع من الإهانة والتجني بالمجان الذي لم يبدأ مع ظهور الحركات الإرهابية، فمثلا بدأ في العراق منذ التدخل الأمريكي، إذ كلما قضينا على دولة معيّنة تكون مقدرات الشعب الثقافية والهوية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية في خطر. وأكّد إفراح على فكرة «التواصل» في تدمير التراث الثقافي الإنساني بين الاستعمار وهذه الحركات التدميرية الإرهابية، ومثل بالجزائر، فالاستعمار الفرنسي دمّر جزءا كبيرا من التراث الثقافي الجزائري بالإضافة إلى عدم شرعية الأسواق التي تباع فيها هذه الكنوز الأثرية، وكلها تابعة للدول الاستعمارية سابقا، فإذا لم تجد الجماعات الإرهابية سوقا لبيع التحف الأثرية لما بيعت وتم التوقف عن تهريبها، ولكن هناك من يشتري، وفي ذلك خرق للقوانين.

كما تطرق المتحدث لإرهاب الدولة وتمثله إسرائيل، لأنها تطمس الهوية الفلسطينية وتدمر تراثها الثقافي، وكل المنطقة المحيطة بهذا الكيان تم تدمير التراث الثقافي فيها، ليعود إلى الحديث عن نظرية الإهانة.

وقال إن سبب تهريب التراث الثقافي في سوريا والعراق وغيرهما، هو الوضع الأمني المتدهور فيهما. وتحدّث عن النتيجة أكثر من المسبب، والنتيجة هي تهريب آثار، وتدميرها دوافعه سياسية أمنية.

وساق المتدخل محاضرته في مقاربة غير مباشرة تتطرّق لتهريب الآثار وتهريب الممتلكات الثقافية، لأنّها متداولة ومعروفة لدى الجميع. وارتأى أن يبحث في دواخل الموضوع فيما يتعلّق بسبب تدمير هذه الممتلكات الأثرية والثقافية والهدف من وراء ذلك.

وانطلاقا من تخصصه في مجال الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أفاد أسامة إفراح عبر مجموعة من النظريات في مجال التحليل الجيو استراتيجي على غرار المدرسة الواقعية التي تركّز على دول معيّنة وقوى عظمى لا تعير اهتماما لبعض المناطق، لأنّها لا تمسّ بطريقة مباشرة توازن القوى العالمي، وهناك أيضا نظرية بريجستكي وصدام الحضارات لدى هنتكتون، وكلها نظريات تتحدث عن منطقة نزاع واحدة.