الفنانة دلال حالو تعرض بـ «مصطفى كاتب»

نماذج من التراث في «لوك» عصري

نماذج من التراث في «لوك» عصري
  • القراءات: 992
مريم. ن مريم. ن

ڑتتّخذ الفنانة التشكيلية دلال حالو من التراث الشعبي مادة فنية، تحوّلها إلى إبداعات تتفنن في نسجها ورسمها في أحلى حلّة، وتعتبر ذلك واجبا لتثمين التراث وترسيخه؛ باعتباره وجها للهوية الوطنية. وتقيم هذه الفنانة معرضها  «تراث في ألوان» بمركز التسلية العلمية مصطفى كاتب إلى غاية 31 أكتوبر الجاري، الذي يلقى إقبالا واسعا من هواة الفن والتراث، وتستقبل الوافدين لتقديم الشرح اللازم.

استقبلت الفنانة «المساء» في معرضها، معبرة لها عن فخرها كجزائرية بهذا التراث الزاخر والمتنوع، «الذي يجعلنا نمتلك كل أسباب التفوق»، مؤكدة على ضرورة أن يكون المبدع سواء فنانا تشكيليا أو حرفيا، في مستوى هذا التراث.

وأشارت الفنانة إلى أن أغلب ما نتوارثه من هذا التراث الفني هو من الجدات ومن الأسلاف عموما، الذين حرصوا على نقله جيلا بعد جيل لضمان الاستمرارية له، علما أنّ الكثير من هذه الكنوز لاتزال في الإدراج. وهنا تقول دلال: «حاولت فتح بعض الأدراج لأُخرج بعض هذا التراث الجميل مع تقديم لمسة فنية وعصرية خاصة».

وأشارت الفنانة دلال إلى أنّ التراث كان حاضرا في كلّ بيت جزائري (يتجلى ذلك في الديكور)، من خلال الزرابي مثلا، والنحاس بما فيه من أوان وأدوات زينة، وهو ما يعكس ذوق الجزائريين وارتباطهم بتاريخهم وخصوصيتهم الاجتماعية والثقافية، لكن الأمور لم تبق على حالها؛ إذ تراجع نوعا ما هذا الحضور.

عرضت الفنانة التشكيلية دلال حالو في هذا المعرض، مجموعة جديدة من اللوحات والتحف الفنية، التي أحيت من خلالها إبداعات الفن والحرف التقليدية التي يزخر بها التراث المحلي، من ذلك فن السجاد وصناعة الحلي، وبالتالي أعادت إلى الواجهة تلك الإبداعات الفنية التي كانت تتزين بها البيوت القديمة.

واستخدمت الفنانة خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة في هذه الأعمال، قطعا من السجاد المحلي التقليدي وقطعا من الحلي والخشب والخزف، وكان هناك حضور بارز لليد «يد فاطمة»؛ كتقدير للمرأة حافظة التراث؛ فالمرأة تحرص دوما على تزيين بيتها مهما كان بسيطا.

تحضر في هذا المعرض الحرية المطلقة للخيال المتجول في غياهب الماضي الجميل، وقامت بتطويع كل المواد كي تحوَّل إلى روائع، منها أشكال المرايا (توضع على خلفية أقمشة وهي الحنبل) التي استُعملت في إنجاز بعض اللوحات، وهي ترمز إلى النقد الذاتي.

من الأعمال المعروضة هناك مجموعة من الأقراص الشمسية التي طغت عليها بعض الألوان القاتمة، ونماذج للسجاد القبائلي والشاوي والصحراوي، وأخرى لأبواب القصبة. كما استعملت الرسامة أسلوب الرسم البارز. وقدمت مجسمات قمة في الإبداع خاصة بالزواحف، منها السحلية التي كانت تزين بيوت الجزائريين بعد تجفيفها.

يشع المعرض بالألوان المستمدة من البيئة الجزائرية. وبدا التزاوج واضحا بين الفن العصري وأصالة الإبداعات الفنية، وهنا تقول الفنانة إنها أعطت لمسة عصرية للتراث بمعنى عصرنته، كما منحته «لوك» جديدا.