مواطنو الجزائر الوسطى يؤكدون لـ«المساء»:

إمكانيات البلدية لا تعكس وضعها الحالي

إمكانيات البلدية لا تعكس وضعها الحالي
  • القراءات: 2281
 زهية. ش / ت: ياسين.أ زهية. ش / ت: ياسين.أ

أبدى بعض سكان بلدية الجزائر الوسطى، عدم رضاهم التام عن الوضع الحالي لبلديتهم وأداء المنتخبين المحليين  الذين لم يتمكنوا من ترقيتها إلى المستوى المطلوب، نتيجة النقائص المسجلة في مختلف الجوانب، رغم أن البلدية غنية ماليا، وقادرة على تحقيق التنمية وأن تصبح الواجهة المشرفة للعاصمة بأكملها، خاصة أنها قبلة آلاف الزوار الذين يقصدونها من داخل الوطن وخارجه، حيث تبقى الفوضى، قلة النظافة وانعدام التهيئة بعدد من الأحياء وغيرها، من النقاط السوداء التي لم يتمكن المجلس الشعبي البلدي من التحكم فيها.

أثار ملف النظافة بالجزائر الوسطى انتقاد العديد من المواطنين الذين تحدثت «المساء» معهم، والذين ذكروا أنه لا يزال نقطة سوداء في العديد من الأحياء والشوارع الرئيسة، على غرار العربي بن مهيدي، عبان رمضان، ديدوش مراد وطنجة، حيث لم تتمكن المجالس المحلية المتعاقبة من إيجاد حل نهائي لهذا المشكل بهدف تحسين صورة المدينة، رغم المجهودات المبذولة من قبل السلطات التي تسعى إلى جعل العاصمة في مصاف عواصم العالم.

نقطة سوداء بالشوارع والعمارات 

لم يخف بعض الذين تحدثنا إليهم امتعاضهم، نتيجة لمشكل النظافة الذي لم يُحل، رغم الإمكانيات التي وفرتها ولاية الجزائر لمختلف البلديات، وخصوا بالذكر الوضعية الكارثية لأقبية العمارات التي أصبحت مصدرا للروائح الكريهة، وانتشار القوارض في العديد من الأحياء، خاصة تلك التي رحّلت منها العائلات، بسبب عدم تهيئتها وتنظيفها، فضلا عن الفوضى الكبيرة بمدخل بعض العمارات التي أصبحت غير مشرفة تماما، بسبب غياب الصيانة من قبل المصالح المختصة بالبلدية، مما جعل بعض السكان يتطوعون للقيام بالمهمة، وإعطاء الوجه اللائق للبنايات. بينما تبقى مجهودات مؤسسة النظافة لولاية الجزائر غير كافية لوضع حد لهذا الوضع المزري في مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية التي تشوهها يوميا النفايات المتراكمة في بعض الجهات، خاصة على حواف الطرق وفوق بعض الأرصفة، وعلى بعد أمتار فقط من مقر البلدية، بسبب عدم توفر الحاويات المخصصة لرمي القمامة وتهاون المواطنين وقلة الحس المدني لديهم. ثم إن وضع الحاويات على حافة الشارع الرئيسي شوه صورة الشارع.

فوضى ووعود لم تتجسد

وحسب المتحدثين، فإن المجلس الشعبي البلدي الذي تشرف عهدته على الانتهاء، لم يحقق أشياء كثيرة ملموسة، مقارنة بالوعود التي أطلقها، خاصة أن الأمر يتعلق ببلدية غنية ماديا، وقطب حيوي يستقطب آلاف المواطنين يوميا، نظرا لطابعها التجاري، حيث تتوزع على طول شوارعها الكبرى عشرات المحلات التجارية التي توفر مداخيل هامة للبلدية، غير أنها لم تنعكس بالإيجاب على وضعية البلدية التي لم يسع مجلسها، يقول أحد الشباب، لاستثمار مداخيلها في جعلها بلدية نموذجية ومشرفة، من خلال القضاء على الفوضى التي تميز أكبر الشوارع، بسبب كثرة الحركة والركن العشوائي للمركبات. فرغم تخصيص بعض الأماكن والحظائر، إلا أنها غير كافية بسبب العدد الهائل من السيارات، مما يضطر سكان البلدية وزوارها إلى ركن سياراتهم في الطرق والشوارع، مضاعفين من حدة الاختناق المروري ومحدثين فوضى عارمة، حيث ينتظرون تحقيق التنمية ببلديتهم، وتجسيد ما تبقى من المشاريع المبرمجة لسد العجز المسجل في بعض القطاعات، والاستجابة لانشغالاتهم الكثيرة المطروحة منذ سنوات.

عائلات رحّلت وأخرى تنتظر سكنا اجتماعيا

من بين النقائص التي أشار إليها محدثو «المساء»؛ تهيئة عمارات دون أخرى ببعض الشوارع الرئيسية، يقول أحد السكان، معتبرا أن الأمر شوّه أكثر بعض الأحياء التي فقدت جمالها، رغم أنها تعتبر واجهة العاصمة كلها، ومحطة للعديد من الزوار المحليين والأجانب، خاصة العربي بن مهيدي وشارع الأمير عبد القادر، وهو ما يجعلنا ـ يضيف محدثنا ـ غير راضين عن حصيلة نشاط هذا المجلس الذي تميزت فترة تسييره للبلدية بترحيل العديد من العائلات التي كانت تقيم بالأقبية والأسطح والعمارات القديمة إلى سكنات جديدة، غير أن ذلك -يقول مواطن آخر- يندرج ضمن برنامج ولاية الجزائر لإعادة الإسكان، وليس ضمن إنجازات المجلس الذي تنتهي عهدته قريبا، والذي لم يتمكن من حل أزمة السكن التي تعاني منها أغلب الأسر، حيث وجدت بلدية الجزائر الوسطى التي تعد من أغنى بلديات العاصمة، نفسها عاجزة عن تلبية كل الطلب، رغم قدرتها على اقتناء أوعية عقارية من بلديات أخرى بإقليم ولاية الجزائر وخارجها، حيث قام المجلس السابق بشراء عقار أنجزت به 400 شقة اجتماعية ببلدية مفتاح في البليدة، وآخر ببلدية السحاولة تنجز به 1400 سكن اجتماعي تساهمي، بينما تنتظر آلاف العائلات نصيبها من سكن لائق، خاصة سكان الضيق الذين يعيشون ظروفا جد صعبة وفي عمارات قديمة.

تواصل دائم مع المواطنين

في تعليقهم على حصيلة المجلس الشعبي البلدي، ذكر محدثونا أنه على خلاف سابقيه من رؤساء المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى، فإن «المير» الحالي كوّن علاقات طيبة مع الكثير من المواطنين، من خلال استقبالهم والاتصال الدائم بهم خارج المكتب، والاستماع لانشغالاتهم، حسبما ذكر بعض شباب البلدية لـ»المساء»، مؤكدين أن ما يهمهم هو تحقيق الملموس وتجسيد الوعود وتنمية بلديتهم في مختلف الجوانب، دون الأخذ بعين الاعتبار إن كان رئيس البلدية هو من يستقبلهم، أو أحد نوابه، مشيرين إلى أن العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية الحالية يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للمشاريع المبرمجة التي يجري إنجازها، بينما ينتظر المواطن ما هو ملموس، وما تحقق في الميدان من تنمية وحل الانشغالات المطروحة منذ سنوات. 

طرق وأرصفة دون تهيئة إلى حد الآن

يرى بعض المواطنين في تقييمهم لعمل المجلس، أن الكثير من الطرق والأرصفة لم تهيأ بالكيفية اللازمة، رغم الأموال الكبيرة التي استهلكت، مؤكدين أن ما تكشف عنه أولى قطرات المطر التي تتساقط في أغلب الشوارع والأحياء يعد أكبر دليل على ما يقولونه، مثلما يلاحظ في شارع العربي بن مهيدي، الذي عادة ما تتجمع بحوافه المياه الراكدة التي تعيق الحركة. كما لم يستفد شارع طنجة من التهيئة، رغم أنه يتميز بطابعه التجاري وكثرة المحلات به، خاصة المطاعم، حيث لا زال طريقه الرئيسي وأرصفته على حالها إلى حد الآن، رغم شكاوى سكانه المتكررة، وهي نفس الوضعية التي تميز أيضا أرصفة شارع الإخوة بليلي، التي تبقى هي الأخرى نقطة سوداء، على غرار العمارات التي لم تهيأ، خاصة الشرفات التي تشكل خطرا على حياة السكان والمارة، مثلما لاحظته «المساء»، وأكده ممثل الحي الذي أشار إلى أن البلدية وعدت بذلك وقامت بإحصاء العمارات المعنية، لكن الأشغال لم تنطلق بعد، لتبقى صورة الحي مشوهة ومزعجة بأحد أعرق الشوارع الذي لا يتوفر، إلى جانب حي ذبيح شريف وسان أوغستان وغيرهما، على مساحات خضراء ومساحات للعب الأطفال. غير أن محدثنا أوضح أن ما تحقق في بعض المجالات لا ينكره إلا جاحد، قائلا بأن حصيلة نشاط المجلس كانت إيجابية، بالنظر إلى بعض المشاريع التي تجسدت ميدانيا وتلبية بعض الانشغالات، حيث تم تأهيل جدار دعم على مستوى نفس الشارع، وتزويد الحي بعدة حاويات لجمع النفايات، مكنت من تحسين وضعه البيئي، وبعض المرافق الرياضية والترفيهية لفائدة الأطفال والعائلات، على غرار انطلاق أشغال تهيئة حديقة مولان التي ظل السكان يطالبون بها، إلى جانب حصول عدد من العائلات على سكن.

من جهته، أوضح ممثل حي طنجة (ر-ح) لـ«المساء»، أن المجلس الشعبي البلدي لم يلب مختلف الانشغالات المطروحة من قبل السكان، في بعض الميادين التي اعتبرها من صلاحية والي الجزائر وليس رئيس البلدية، مشيرا إلى أن المجلس حقق بعض المطالب، منها فضاء للعب الأطفال بمصطفى بن بولعيد، فيما تبقى أزمة السكن قائمة بالنسبة لعدة عائلات، في انتظار تهيئة الأرصفة والطريق الرئيسي الذي يوجد في وضعية جد متدهورة.

التجارة الفوضوية مصدر للإزعاج

من جهة أخرى، لم تتخلص الجزائر الوسطى من التجارة الفوضوية التي تغيب لأيام، ثم تعود من جديد بالعديد من الشوارع والأزقة، خاصة تجارة الذهب والعملة الصعبة التي انتشرت في الشوارع الكبرى، مثل العربي بن مهيدي وزيغوت يوسف، حيث عبر العديد من السكان الذين تحدثنا إليهم، عن امتعاضهم من هذا النشاط الذي أصبح مصدر إزعاج بالنسبة للعائلات المقيمة بالقرب من هذه الأماكن، فضلا عن عرض بعض السلع فوق الأرصفة، بسبب عدم استحداث أسواق وفضاءات منظمة يلجأ إليها الشباب البطال عن العمل، الأمر الذي انعكس سلبا على صورة البلدية بصفة عامة، خاصة أن رئيسها يعرف جيدا خباياها، لأنه كان رئيسا للجنة الشؤون الاجتماعية في العهدة السابقة، قبل أن يصبح مسؤولها الأول في محليات 2012، عن حزب الحركة الشعبية الجزائرية التي استقال منها، ليعيد الترشح في قائمة حرة لمحليات نوفمبر القادم.