ندوة "مجزرة 17 أكتوبر بباريس"

بومرداس تكرّم المجاهد علي هارون

بومرداس تكرّم المجاهد علي هارون
  • القراءات: 758
مريم . ن مريم . ن

نظّمت مديرية المجاهدين، مؤخرا، بالتنسيق مع أمن ولاية بومرداس، ندوة تاريخية خاصة بمظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس، بحضور المجاهد علي هارون أحد أعضاء قيادة فدرالية جبهة التحرير بفرنسا، حيث تم الرجوع بالذاكرة إلى ذلك اليوم الذي وقعت فيه المجزرة على ضفاف نهر السين حينها وقّع التاريخ المكتوب بدماء الشهداء أبشع صور البطش والتقتيل والتنكيل في حق الأبرياء، واعتبر الضيوف الذكرى أمانة تورث للأجيال لصيانة هذه الذاكرة الوطنية التي سيبقى أثرها للأبد.

اللقاء حضره أيضا مجاهدان شهدا تلك الأحداث وهما السيدان عفيف شاوش صدّيق وبن تورة محمد حيث عادا بالتفصيل إلى ما كان من أحداث ستبقى عارا على جبين فرنسا الاستعمارية، ورحبت السيدة بوطرفة حبيبة مديرة المجاهدين بالولاية بالضيوف لتقف عند الذكرى في أبعادها الوطنية والدولية، مركزة على السيرة الذاتية والنضالية لعلي هارون ودوره البارز في الفيدرالية.

أما الضيف علي هارون فذكّر بأهم المحطات التاريخية للفيدرالية، مركّزا على مجريات أحداث مظاهرات 17 أكتوبر 61 بباريس وكيفية التحضير لها، مشيرا إلى أنه كان اليوم الأهم والأسوأ في تاريخ الثورة كونه يمثل مجزرة حقيقية ارتكبتها فرنسا ضد متظاهرين جزائريين عزل، خرجوا في مظاهرات سلمية احتجاجا على المضايقات الممارسة ضدهم، منها حظر التجوال المفروض فرضا، وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات منها "إسقاط حظر التجوال"، و«تفاوضوا مع الحكومة المؤقتة" و«الاستقلال للجزائر" و«تحيا جبهة التحرير".

ذكر السيد هارون أنّ القيادة فتحت جبهة ثانية للثورة على أرض العدو من خلال إستراتيجية هدفها كسر طموحات فرنسا الاستعمارية، وفي ختام حديثه، دعا إطارات الشرطة للحفاظ على هذه المكاسب والتحلي بالروح الوطنية، واستلهام العبر من الشهداء والمجاهدين الذين قدّموا كل غال ونفيس.

بالمناسبة، ألقى عبد الرزاق صالحي (باحث في تاريخ الثورة) محاضرة تضمّنت بعض صور بطولات المجاهد علي هارون وكذا الدور البارز الذي لعبته الفيدرالية، علما أن المعني عمل في صفوفها من 1957 إلى 1962، وتوقف أيضا عند الأسباب التي دفعت فرنسا إلى اقتراف هذه الجرائم البشعة في عقر الديار الباريسية، منوّها بالمساهمة الفعّالة للجالية الجزائرية في دعم الثورة والتمكين من نقلها إلى العمق الفرنسي.

أما المجاهدان عفيف شاوش وبن تورة فقدما شهادات حية عن هذه الأحداث التي عايشوها وكذا العمليات التي نفذوها على أرض العدو وكيفية نشاط خلايا جبهة التحرير وتحركاتها هناك، ليدعوا الشباب منهم المنخرطون في سلك الأمن بضرورة المحافظة على أمانة الشهداء .

أختتم اللقاء بتكريم المجاهد علي هارون حيث سلم له المراقب بدوي نيابة عن اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني وسام وشهادة عرفان، كما كرم المجاهدين المشاركين .