بوقادوم يرد بحزم على مغالطات السفير المغربي بنيويورك:

لا خيار إلا احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

لا خيار إلا احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
  • القراءات: 537
ص. محمديوة/واج ص. محمديوة/واج

رد السفير والممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، صبري بوقادوم، بحزم على تصريحات نظيره المغربي، الذي تهجم في مداخلة له أمام اللجنة الأممية الرابعة لتصفية الاستعمار المنعقدة بنيويورك على الجزائر، وحاول كما جرت العادة لدى المسؤوليين المغربيين تحريف وتشويه الحقائق عندما يتعلق الأمر بالنزاع في الصحراء الغربية.

وبلهجة فيها الكثير من السخرية، رد السفير الجزائري في مداخلة له أمام أعضاء نفس اللجنة على كلام عمر هلال قائلا «أستهل كلامي بالقول أنني لكثرة ما سمعت كلمة الجزائر تتردد هنا ظننت أن للجزائر سفيرا آخر غيري.. فلقد ذكر اسم الجزائر أكثر من 40 مرة لكنه نطق بأمور مشينة تجعله من المستحيل أن يكون سفيرا للجزائر». وأضاف السيد بوقادوم مخاطبا عمر هلال «على عكس ما فعلته فأنا لن أقول شيئا عن المغرب».

وهو ما نفذه ممثل الجزائر الذي حرص على تقديم الشكر لرئيس اللجنة، رفاييل داريو راميريز، على ترؤسه وتسييره أشغال هذه الدورة، حيث قال «أود أن يكون ثنائي عليك علنيا ومباشرا خوفا من أن تنقل البيانات الصحفية عكس ذلك كما حدث مؤخرا»، قبل أن يضيف «مهما وجدتَ في هذه البيانات الغريبة فإن أقوالي هي ما سمعته وليس ما يُحتمل أن تقرأه» في إشارة إلى التقارير المحرفة لأشغال اللجنة التي نُشرت مؤخرا من قبل مصلحة الصحافة بالأمم المتحدة.

رد ممثل الجزائر لم يتوقف في هذه النقطة، حيث شدد لدى تطرقه للقضية الصحراوية على أن الوضع القانوني للصحراء الغربية لا يشوبه أي غموض وأن الأمر يتعلق بالفعل بمسألة تصفية استعمار مدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة منذ أكثر من خمسين سنة.

وأوضح أن محكمة العدل الأوروبية أكدت، دون لبس، الحق الثابت لشعب هذا الإقليم المحتل في تقرير المصير في رد على نظيره المغربي الذي ادعى أن الرأي الاستشاري لهذه المحكمة سنة 1975 يعترف باتحاد قبائل الصحراء مع الشعب المغربي في مبايعة ملك المغرب.

ولتذكيره بالحقيقة، دعا بوقادوم نظيره المغربي لأن يقرأ من جديد الرأي الاستشاري الذي خلص إلى عدم وجود صلة قانونية بين الصحراء الغربية والمغرب تمنع من تطبيق اللائحة 1514 حول منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. وأشار إلى أن «جميع لوائح الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية المصادق عليها من طرف الجمعية العامة ومجلس الأمن تؤكد مرارا وتكرارا ودون أي لبس أو غموض الطبيعة القانونية لهذا النزاع وكذا مبدأ تقرير المصير الواجب تطبيقه».

وهو ما جعله يدعو في رده على الممثل المغربي الذي صرح عند تناوله الكلمة بأن «خيار تقرير المصير بالصحراء الغربية لم يعد قائما بتاتا»، إلى مراجعة تسمية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو»، حيث أن حرف «الراء» يشير إلى الاستفتاء.

وجدد الدبلوماسي الجزائري أمام اللجنة دعم الجزائر التام لجهود الأمين العام  للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص من أجل إعادة بعث المفاوضات المتوقفة منذ عام 2012. وقال في مداخلته أنه «لا يوجد خيار إلا الامتثال لعقيدة الأمم المتحدة حول تصفية الاستعمار ولا يمكننا البقاء صامتين».

وواضح موقف للجزائر التي ترى أن «تسوية النزاع بالصحراء الغربية مسألة عاجلة وحاسمة من أجل تحقيق الاستقرار والتقدم والتكامل في المغرب العربي المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لا تعرف بعد مثل هذا المسار».

وعبر عن أسفه و»نحن في 2017 بقاء 17 إقليما غير مستقل في انتظار تصفية الاستعمار» واصفا بـ»الرهيب» استمرار النقاش على مستوى اللجنة حول «مزايا آثار الاستعمار» والسيطرة وعبودية الشعوب ونهب الثروات الطبيعية.

كما أبدى أسفه لان النقاش «من المفروض أن يتركز حول كيفية وضع حد بشكل فوري سلمي لحالات الاستعمار وليس التساؤل حول ما إذا كان للاستعمار آثار إيجابية فالأمر لا معنى له بالنسبة لنا».

وذكر في هذا السياق بأن العشرية الدولية الثالثة للقضاء على الاستعمار توشك على الانتهاء ولم يتحقق أي تقدم في مسار تصفية الاستعمار بـ17 إقليم غير مستقل. وهو ما جعل السفير الجزائري يتساءل ما إذا كان سيترك للجيل المقبل عشرية رابعة؟ عشرية خامسة؟ فالأمر هنا لن يتعلق بكفاح بل باحتفال.. قائلا فهل سنحتفل بالاستعمار بعد خمسين سنة؟.