المجلس البلدي لبلدية سكيكدة

المواطنون ينتقدون والمير يثمن إنجازاته

المواطنون ينتقدون والمير يثمن إنجازاته
  • القراءات: 2001
روبورتاج: بوجمعة ذيب روبورتاج: بوجمعة ذيب

يرى العديد من مواطني مدينة سكيكدة ممن تحدثت معهم «المساء»، أنّ المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة الذي توشك عهدته الانتخابية على الانتهاء، يعد من أضعف المجالس المنتخبة التي عرفتها الولاية خلال العشرية الأخيرة، خاصة من حيث التكفّل التام بانشغالات المواطنين، لاسيما تلك التي تخص السكن الهش والأكواخ القصديرية، وتحسين الإطار الحياتي للمواطنين الذين عانوا خلال العهدة الانتخابية الحالية من تدهور فضيع في الطرق، ونقص في التزود بماء الشرب، إضافة إلى مشكلة الفيضانات التي كثيرا ما عانت منها الأحياء الواقعة في الجهة المنخفضة من المدينة، كأحياء 500 و700 مسكن، ومرج الذيب والممرات، و20 أوت 55 وغيرها، ونقص في الإنارة العمومية، وانتشار الأوساخ والنفايات.

حسب المتحدثين، لم يف المجلس الحالي بما وعد به المواطنون خلال الحملة الانتخابية، بعد أن غرق في المشاكل الداخلية بين الأعضاء، خاصة من تكتلي الأفلان والأرندي. ويؤكد الموطنون أن بلدية سكيكدة بحاجة إلى مجلس متجانس ومتفاهم وملتزم، يضع المصلحة العامة فوق المصلحة الحزبية والشخصية. فيما أكد لـ«المساء»، بعض المواطنين الذين يقطنون على مستوى أحياء «الماطش» و«بحيرة الطيور» و«بوعباز» و«برج الحمام» وحتى «سطورة»، أن لا شيء تغيّر، فحسبهم كل المجالس المنتخبة إلى حد الآن، وبمجرد وصولها إلى قبة النزل البلدي، إلا وتدير ظهرها لمشاكل وانشغالات المواطن الأساسية، على الأقل ـ كما صرح مواطن من بحيرة الطيور ـ «الدفاع عن مشاكلنا لدى الجهات المسؤولة سواء على مستوى الدائرة أو الولاية».

أداء المجلس الشعبي البلدي فاشل

من جهتها، ترى السيدة العيفة لومة، عضو بالمجلس الشعبي البلدي، من حزب جبهة التحرير الوطني، عند تقييمها لعهدة المجلس الحالية  التي توشك على الانتهاء، أنها «عهدة فاشلة»، بالخصوص كما أضافت، وأن كل القرارات التي صدرت عنه كانت فردية وارتجالية، لم تشارك فيها التشكيلات السياسية التي يتكوّن منها المجلس، حسبما هو منصوص عليه في قانون البلدية. مؤكدة أن عدم تجانس أعضاء المجلس البلدي فيما بينهم، قد أثّر سلبا على التنمية على مستوى بلدية سكيكدة، لأن «كل ما بُني على باطل فهو باطل»، مضيفة أنّ اللجان المشكلة لم تعمل، و«ما زاد الطين بلة»، هو غياب أعضاء المجلس البلدي في معظم الجلسات، والاعتماد على التمثيل عن طريق الوكالة فقط، مما أدى إلى الاستفراد بالقرارات لصالح حزب «الأرندي» الذي ينتمي إليه رئيس البلدية، موضحة أن التجوال السياسي لبعض الأعضاء أثّر سلبا على عمل المجلس البلدي، خاصة بعد أن بانت أطماع البعض في الحصول على لجنة أو غيرها. وفيما يخص دور المرأة في المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة، أشارت السيد العيفة لومة إلى أن المرأة السكيكدية المشكل منها المجلس البلدي، أثبتت كفاءتها العالية في إبداء الرأي والرأي المخالف، مع قدرتها الفائقة في اتخاذ القرارات الحاسمة.

المير يثمّن الإنجازات المنجزة لصالح المواطنين

أما السيد كمال طبوش، رئيس بلدية سكيكدة، فيرى عند تقييمه لعهدته على رأس البلدية، بداية من سنة 2013 إلى غاية 2017، وهي المدة التي تقلّد فيها رئاسة البلدية خلفا للسيد رمزي شبلي الذي استقال لدواع صحية، فقد اعتبرها بالإيجابية للغاية، مشيرا إلى أنّه لما تقلّد المسؤولية كرئيس بلدية، وجد بأن كل المشاريع كانت متوقّفة، لكنه ـ مستطردا ـ بفضل الجهد الذي بذله بمعية الجميع من إدارة ومنتخبين وعمال، استطاع رفع التحدي، ومنه نجح في خلق ديناميكية جديدة في العمل، سمحت بإطلاق العديد من المشاريع الكبرى التي لها علاقة جد وطيدة بحياة المواطنين، من بين تلك المشاريع، كما أضاف، مشروع حماية حيي 500 و700 مسكن من الفيضانات، الذي كلف خزانة البلدية ما يجاوز 40 مليار سنتيم، والمشروع يوشك على الانتهاء بعد أن بلغت نسبته حوالي 95 بالمائة، إضافة إلى مشروع تهيئة كل قنوات الصرف بالمدينة، خاصة قنوات الصرف لحيي 700 و500 مسكن، وكذا مشروع قناة الصرف لحي «صالح بوالكروة» الذي خصّص له غلاف مالي يقدر بـ 20 مليار سنتيم، وبلغت نسبة تقدم الأشغال حاليا حوالي 80 بالمائة، بالتالي فإنّ أحياء المنطقة المنخفضة من المدينة أصبحت مؤمّنة من الفيضانات.

دون إغفال المشاريع الأخرى كإعادة تهيئة العديد من طرق المدينة، كما هو الحال بطريق الآجور ووادي الوحش، وحي عيسى بوكرمة باتجاه المستشفى، والطريق المزدوج لحي لاسيا، وكذا إنجاز النفق الأرضي بحي الأمل، وتهيئة أحياء سكيكدة كمرج الذيب المتربع على مساحة تقدّر بـ50 هكتارا، و«الإخوة سعدي» و«الإخوة ساكر  1و و«الإخوة عياشي» وحي «بالو»، كما تم إنجاز محطتين لتجميع المياه، وكذا إنجاز مدرسة بحي وادي الوحش، ناهيك عن مشروع إنجاز أوّل حظيرة للسيارات بطوابق، وإنجاز مساحات للعب الأطفال وملاعب جوارية، دون نسيان إعادة هيكلة مصالح البلدية وعصرنة مرافقها، ورقمنة مصالحها بإدخال أحدث التكنولوجيات، ومساعدة الجمعيات الرياضية والاجتماعية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال قفة رمضان، واقتناء الأدوات المدرسية، ومنحة التمدرس، مضيفا أن المدينة تحولت خلال العهدة الأخيرة إلى ورشة حقيقية، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، مشيرا إلى أن المجلس البلدي الحالي عند بداية عهدته، وجد بخزانة البلدية 1700 مليار كانت مجمدة، لكن باستثمارها فيما يخدم مواطني المدينة لم يبق سوى 400 مليار، سيقوم باستثمارها في مشاريع تعود بالفائدة على المواطنين. وحول ما إذا كان راضيا عما قدّمه بمعية المجلس البلدي، قال مير سكيكدة؛ سأترك التقييم للمواطنين.